الخميس 21 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

العالم

بداية ساخنة فى الجمعية العامة للأمم المتحدة.. صراعات تهدد السلم والأمن الدوليين.. وتغيرات مناخية مدمرة لمدن ساحلية

لجمعية العامة للأمم المتحدة
لجمعية العامة للأمم المتحدة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

رسالة نيويورك - صفي الدين دياب

"ارتفاع مستوى سطح البحر" محور جلسة أممية رفيعة المستوى لمعالجة التهديدات الوجودية
 

تنطلق الثلاثاء المقبل الموافق ١٠ سبتمبر، أعمال الدورة التاسعة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة، بحضور الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش ووفود ١٩٣ دولة، وهم الأعضاء في الجمعية العامة، وذلك لحضور مراسم تسليم رئاسة الدورة إلى رئيس وزراء الكاميرون الأسبق، فيليمون يانغ، الذي تم انتخابه بالتزكية رئيسًا للدورة التاسعة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة، ابتداءً من العاشر من سبتمبر ٢٠٢٤. 

وسيخلف يانغ، دينيس فرانسيس، الممثل الدائم لترينيداد وتوباغو لدى الأمم المتحدة ورئيس الدورة الحالية ٧٨. كما ستشغل الجزائر مقعد نائب الرئيس للدورة المقبلة. كانت أول دورة للجمعية قد عُقدت في بريطانيا، حيث استضافت قاعة ميثوديست المركزية في لندن الاجتماع الأول للجمعية العامة للأمم المتحدة في ١٠ يناير ١٩٤٦. 

ومنذ ذلك التاريخ، احتضنت سان فرانسيسكو الاجتماعات، ثم انتقلت إلى نيويورك. عقب تسليم رئاسة الجمعية العامة، تبدأ إجراءات انتخابات رؤساء اللجان تمهيدًا لمناقشة وإقرار جدول أعمال الدورة قبيل انطلاق الحدث الأضخم عالميًا، والذي يشارك فيه ١٩٣ دولة بحضور أكثر من ٧٠ رئيسًا وملكًا ورئيس حكومة، وما يزيد على ١٧٠ وزيرًا للخارجية وممثلين للمنظمات الإقليمية والمنظمات غير الحكومية، وأعداد كبيرة من وسائل الإعلام من مختلف دول العالم، وذلك في الفترة ما بين ٢٢ حتى ٣٠ سبتمبر، حيث تنتهي جلسات المناقشة العامة رفيعة المستوى، التي تبدأ في الرابع والعشرين من سبتمبر ٢٠٢٤. 

تستمر جلسات المناقشة العامة رفيعة المستوى من يوم الثلاثاء، ٢٤ سبتمبر ٢٠٢٤، إلى يوم السبت ٢٨ سبتمبر ٢٠٢٤، وتُستأنف يوم الإثنين ٣٠ سبتمبر ٢٠٢٤. وتنقسم جلسات المناقشة العامة إلى جلستين متتاليتين يوميًا: الأولى صباحية من التاسعة صباحًا حتى الواحدة ظهرًا، والثانية من الثالثة عصرًا حتى آخر المتحدثين في اليوم، بمدة ١٥ دقيقة لكل متحدث. 

وسوف تبدأ الجلسة الافتتاحية بكلمة لرئيس الجمعية العامة، ثم الأمين العام للأمم المتحدة، الذي يقدم فيها بيانًا شاملًا لأعمال المنظمة وإنجازاتها ومساعيها لتحقيق السلم والأمن الدوليين. يليهما بيانات الوفود المشاركة، ويلقيها حسبما هو مدرج على أجندة الأمم المتحدة، وكما هو مبين في الجدول التالي: بيان رئيس دولة البرازيل، ويلقيه الرئيس لولا دي سيلفا، ويليه الرئيس الأمريكي جو بايدن، ثم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ثم الأردن، ويلقيه الملك عبد الله الثاني، ويليه رؤساء جواتيمالا وسويسرا وكولومبيا وقطر وجنوب أفريقيا وكوريا الجنوبية، ثم كلمة مصر والمالديف وأوزبكستان وليتوانيا وطاجيكستان، وعقب انتهاء هذه الجلسة الصباحية، يشارك جميع رؤساء الوفود في مأدبة غداء بدعوة من الأمم المتحدة. وتترقب الأنظار بيانًا يلقيه محمود عباس أبو مازن، رئيس دولة فلسطين التي تتمتع بصفة دولة مراقب، وتستمر الوفود في إلقاء بياناتها أمام الجمعية العامة، بينما تشهد أروقة الأمم المتحدة سلسلة أخرى من الفعاليات الكبرى على هامش أعمال جلسة المناقشة العامة، وهي: مؤتمر القمة المعني بالمستقبل: تبدأ أعماله يومي الأحد ٢٢ سبتمبر والإثنين ٢٣ سبتمبر ٢٠٢٤. 

وهو حدث رفيع المستوى يجتمع فيه قادة العالم للتوصل إلى توافق دولي جديد بشأن كيفية تحقيق حاضر أفضل يكفل أيضًا حماية المستقبل، وجعل خطة ٢٠٣٠ واقعًا ملموسًا لكل الناس. وتتزايد حاليًا ضرورة التعاون العالمي الفعّال لبقائنا على قيد الحياة، لكن تحقيقه صعب في أجواء تنعدم فيها الثقة وتُستخدم فيها هياكل عفى عليها الزمن لم تعد تعكس الواقع السياسي والاقتصادي للوقت الحاضر. وتمثل هذه الفرصة التي لا تتكرر إلا مرة في الجيل الواحد لحظة لترميم ما تآكل من الثقة وإثبات فاعلية التعاون الدولي في تحقيق الأهداف المتفق عليها والتصدي للتهديدات والفرص الناشئة؛ لذا، يجتمع زعماء العالم في الأمم المتحدة لتبني "ميثاق المستقبل"، الذي سيتضمن ميثاقًا رقميًا عالميًا وإعلانًا بشأن الأجيال القادمة. وقد تعهدت الجمعية العامة في قرارها ٧٧/٥٦٨ باعتماد إعلان بشأن الأجيال المقبلة، إذا اتُّفق عليه اتفاقًا حكوميًا دوليًا، بميثاق المستقبل ويشكل أحد مخرجات مؤتمر القمة المعني بالمستقبل. وستكون عملية وضع هذا الإعلان مفتوحة وشفافة وشاملة الجميع، بما في ذلك إجراء مشاورات مع الدول الأعضاء وأصحاب المصلحة المعنيين. وفكرة هذا الإعلان ليست جديدة، فقد قطعت الدول على نفسها التزامات لا حصر لها بمراعاة الأجيال المقبلة، يعود تاريخ أولها إلى يوم وضع ميثاق الأمم المتحدة. ولقد حان الوقت لتحويل هذه الوعود إلى واقع ملموس. وقد دعا الأمين العام للأمم المتحدة، في تقريره خطتنا المشتركة، الدول الأعضاء وأصحاب المصلحة الآخرين إلى النظر في اتخاذ خطوات محددة لمراعاة مصالح الأجيال المقبلة في عملية صنع القرار على الصعيدين الوطني والعالمي، وتوحيد هذه الجهود في إعلان بشأن الأجيال المقبلة.

 وسيكون القيام بذلك خطوة مهمة في الوفاء بالوعد الذي أطلقه أيضًا الإعلان المتعلق بالاحتفال بالذكرى السنوية الخامسة والسبعين لإنشاء الأمم المتحدة "القرار ٧٥"١"، الذي تعهد فيه رؤساء الدول بالعمل مع الشركاء لتعزيز التنسيق والحوكمة العالمية من أجل مستقبل تتقاسم خيراته الأجيال الحالية والمقبلة. وسوف يركز مؤتمر قمة المستقبل على قضايا رئيسية، هي: ميثاق المستقبل، وإعلان الأجيال المقبلة، والميثاق الرقمي، وأصحاب المصلحة. وتطل قضية أخرى ساخنة برأسها لتهدد مستقبل العالم، وخاصة الدول المطلة على البحار، وهي مسألة ارتفاع مستوى سطح البحر. 

لا تألو الأمم المتحدة جهدًا في بحث هذه الظاهرة من خلال الحوار الرفيع المستوى بشأن معالجة التهديدات الوجودية التي يفرضها ارتفاع مستوى سطح البحر. ويشهد مقر المنظمة الدولية جلسات هذا الحوار على هامش أعمال جلسة المناقشة العامة يوم الأربعاء ٢٥ سبتمبر ٢٠٢٤، حيث يجمع الاجتماع الرفيع المستوى بشأن ارتفاع مستوى سطح البحر قادة العالم والخبراء وأصحاب المصلحة من أجل معالجة التهديد الملح والمتصاعد لارتفاع مستويات سطح البحر، سيركز هذا الاجتماع على بناء فهم مشترك، وتعبئة القيادة السياسية، وتعزيز التعاون المتعدد القطاعات وأصحاب المصلحة والتعاون الدولي لتحقيق هدف “التصدي للتهديدات التي يشكلها ارتفاع مستوى سطح البحر”، وسيعمل المشاركون على وضع حلول شاملة والتزامات قابلة للتنفيذ لمكافحة ارتفاع مستوى سطح البحر، وضمان مستقبل قادر على الصمود ومستدام، بما في ذلك للدول الجزرية الصغيرة النامية والمناطق الساحلية المنخفضة، وكان الرئيس عبد الفتاح السيسي قد دعا إلى تضافر الجهود الدولية لمواجهة التحديات المناخية التي أدت إلى ارتفاع منسوب المياه في البحار، وهو الأمر الذي ينذر بخطر داهم على المدن الساحلية. وجاءت دعوة الرئيس السيسي أمام مؤتمر المناخ الذي استضافته مصر.

 وتختتم الفعاليات رفيعة المستوى باجتماعين تتناوب في المشاركة بهما الوفود، وهما: الاجتماع العام رفيع المستوى للاحتفال باليوم الدولي للإزالة الكاملة للأسلحة النووية يوم الخميس ٢٦ سبتمبر ٢٠٢٤، حيث يعد نزع السلاح النووي على الصعيد العالمي أولوية عليا للأمم المتحدة في مجال نزع السلاح. وكان موضوع أول قرار للجمعية العامة في عام ١٩٤٦، الذي نشأت بموجبه لجنة الطاقة الذرية "حُلَّت في عام ١٩٥٢"، وأنيطت بها ولاية تقديم مقترحات محددة لمراقبة الطاقة النووية والقضاء على الأسلحة الذرية وجميع الأسلحة الرئيسية الأخرى التي يمكن تكييفها مع الدمار الشامل. ويحتفي هذا الاجتماع العام السنوي رفيع المستوى باليوم الدولي للإزالة الكاملة للأسلحة النووية ويروج له، وكانت مصر من أوائل الدول التي دعت لإخلاء منطقة الشرق الأوسط من كل أسلحة الدمار الشامل. 

وجاءت الدعوة على لسان الرئيس عبد الفتاح السيسي أمام دورة الجمعية العامة للأمم المتحدة الـ٧٢.

 الاجتماع رفيع المستوى بشأن مقاومة مضادات الميكروبات، وذلك يوم الخميس ٢٦ سبتمبر ٢٠٢٤، يتيح الاجتماع الرفيع المستوى بشأن مقاومة مضادات الميكروبات فرصة للبلدان وأصحاب المصلحة لتجديد الجهود وتسريع التقدم في مكافحة التهديد المتزايد المتمثل في مقاومة مضادات الميكروبات. وسيكون هذا الاجتماع بمثابة الأساس لتنفيذ السياسات وضمان المساءلة من أجل تعزيز النظم الصحية في مواجهة مقاومة مضادات الميكروبات. واستنادًا إلى زخم الإعلانات والالتزامات السابقة، سيركز المشاركون على تعزيز التعاون الدولي، وتشجيع الاستخدام المسئول لمضادات الميكروبات، والمضي قدمًا في تطوير علاجات جديدة لحماية الصحة العالمية.