بدأ الذهب العالمي تداولات الأسبوع بضعف بعد أن انخفض خلال الأسبوع الماضي، يأتي هذا في ظل تعافي مستويات الدولار الأمريكي من أدنى مستوياته منذ 13 شهر، مما زاد من الضغط السلبي على أسعار المعدن النفيس، بينما تنتظر الأسواق المالية هذا الأسبوع بيانات تقرير الوظائف الأمريكي.
وانخفض سعر أونصة الذهب العالمي مع بداية اليوم لتسجل أدنى مستوى منذ أسبوع عند 2490 دولار للأونصة قبل أن تعود إلى التداول وقت كتابة التقرير الفني لجولد بيليون عند المستوى 2502 دولار للأونصة وهو نفس سعر افتتاح جلسة اليوم.
ونجح الذهب أن يرتفع خلال تداولات شهر أغسطس بنسبة 2.3% ليسجل خلاله أعلى مستوى تاريخي عند 2531 دولار للأونصة ليعد ارتفاع للشهر الثاني على التوالي، وقد سجل الذهب ارتفاع منذ بداية العام بنسبة 21% بدعم من توقعات الأسواق بتغير السياسات النقدية للبنوك المركزية إلى جانب استمرار الدعم من مشتريات البنوك المركزية والطلب على الملاذ الآمن.
حتى الآن يتماسك الذهب فوق المستوى 2500 دولار للأونصة للجلسة السادسة على التوالي، مدعوما بتوقعات الأسواق بقيام البنك الفيدرالي الأمريكي ببدء سلسلة خفض أسعار الفائدة في اجتماعه القادم في 17-18 سبتمبر 2024.
التوقعات حالياً تشير إلى احتمال بنسبة 70% أن يقوم البنك بخفض الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس، واحتمال آخر بنسبة 30% أن يخفض الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس.
بيانات مؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي الذي يعد مقياس التضخم المفضل للبنك الفيدرالي أظهرت ارتفاع خلال شهر يوليو، الأمر الذي قلل من توقعات خفض الفائدة بشكل حاد في سبتمبر أو بمقدار خفض 50 نقطة أساس، وبالتالي استطاع الدولار الأمريكي أن يتعافى بدعم من هذه البيانات إلى جانب بيانات النمو الأمريكية عن الربع الثاني من العام والتي جاءت أفضل من المتوقع، الأمر الذي قلل من مخاوف الركود الاقتصادي.
وسجل الدولار الأمريكي أعلى مستوى منذ قرابة أسبوعين مقابل سلة من العملات الرئيسية وبدعم من ارتفاع في عوائد السندات الحكومية الأمريكية، الأمر الذي حد من فرص استكمال الذهب للارتفاع واختراق قمته السعرية الأخيرة عند 2531 دولار للأونصة ليسجل مستوى تاريخي جديد.
من جهة أخرى قلص سعر الذهب اليوم خسائره بعد تسجيله أدنى مستوى في أسبوع وذلك بدعم من تحسن بيانات أداء القطاع الصناعي في الصين التي تعد أكبر مستهلك للذهب في العالم، ليتأثر الذهب بشكل إيجابي ويقلص خسائره.
وفي الهند اتسعت خصومات الذهب إلى أعلى مستوى لها في ستة أسابيع مع إضعاف ارتفاع الأسعار للطلب المحلي. حيث عرض التجار خصومات تصل إلى 8 دولارات للأونصة فوق الأسعار المحلية الرسمية، ارتفاعًا من 6 دولارات في الأسبوع السابق، حيث ينتظر المشترون بالتجزئة استقرار الأسعار.
بينما في الصين تراوحت خصومات الذهب من 1 إلى 10 دولارات للأونصة، مما يعكس تباطؤ الطلب بسبب ارتفاع الأسعار وضعف معنويات المستهلكين.
هذا بالإضافة إلى تقرير التزامات المتداولين المفصّل الصادر عن لجنة تداول السلع الآجلة، والذي يُظهر وضع المضاربة على الذهب للأسبوع المنتهي في 27 اغسطس، ليظهر انخفاض في عقود شراء الذهب الآجلة من قبل المتداولين الأفراد والصناديق والمؤسسات المالية بهدف المضاربة بمقدار 12221 عقد مقارنة مع التقرير الماضي، بينما ارتفعت عقود البيع بمقدار 15413 عقد.
ويعكس التقرير تراجع في الطلب على الاستثمار في الذهب خلال الأيام الأخيرة الماضية، وذلك بسبب تسعير الأسواق لخفض الفائدة من قبل البنك الفيدرالي الأمريكي بالفعل، ويبقى الترقب في الأسواق لتقرير الوظائف الأمريكي هذا الأسبوع وما سيكون له تأثير على وتيرة خفض الفائدة خلال المتبقي من هذا العام.