الخميس 26 ديسمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

حوادث وقضايا

حيثيات إعدام قاتل منجد بالمعادي "خارقًا لشرع الله"

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

أودعت محكمة جنايات القاهرة، المنعقدة فى التجمع الخامس، برئاسة المستشار وجيه شقوير حيثيات حكمها بالإعدام شنقًا للمتهم بقتل منجد المعادى بعد شكه فى وجود علاقة آثمة بينه وبين زوجته.

وأكدت المحكمة في حيثيات حكمها إنه استقر فى يقين المحكمة وعقيدتها المستخلصة من أوراق الدعوى وما تم فيها من تحقيقات وما دار بشأنها بجلسات المحاكمة أن المتهم شك فى وجود علاقة آثمة بين المجنى عليه وزوجته، نظرًا لاحتدام الخلافات الأسرية بينهما، فنصَّب من نفسه حكمًا عن جهل وجهالة فتولدت لديه فكرة قتل المجنى عليه خارقًا لشرع الله.

وأضافت أن المتهم فكَّر ودبر وبيت النية حتى اختمرت الفكرة وتدبيرها فى رأسه واشتد عوده وعقد العزم على تنفيذها، فأغواه شيطانه واتبع ظنه، حيث أعد لتحقيق جريمته محلاً لارتكابها باستئجاره شقة سكنية بمنطقة حدائق حلوان لإبعاده عن أعين أهليته وقطع صلتهم به، وأغواه شيطان مكره بأن قام بشراء هاتف جوال وتواصل به مع المجنى عليه وادعى أنه يريد ترميم أثاث منزله، لكون المجنى عليه يعمل «منجد إفرنجى» واستدرجه بتلك الحيلة الشيطانية لمقابلته بذات الشارع المتواجد به الشقة المستاجرة منه.

وذكرت الحيثيات أن المتهم جهز مجموعة من الحقائب البلاستيكية وأعد سلاحًا أبيض، مطواة، ووضعها داخل الشقة، وفى اليوم المحدد توجه لذات الشارع وافتعل أنه تقابل معه مصادفة طالبًا منه الصعود بصحبته لاستضافته بالشقة المشار إليها، وعقب دخولهما من باب الشقة، وما إن ظفر به حتى بادر بأن كال له طعنة خسة وغدر استقرت برقبته هوى على إثرها أرضًا وسدد له عدة طعنات استقرت بعموم جسده قاصدًا إزهاق روحه، حتى فاضت روحه إلى بارئها.

وتابع: «استكمل الشيطان مكره وخسة عمله بأن أوعز له فى سبيل التخلص من جثمان المجنى عليه بفكرة تقطيعه إلى أجزاء وإلقائه فى أى من الأماكن المهجورة فقام بتجريده من ملابسه وفصل أطرافه ثم رأسه ثم باقى جسده وكأنما يقطع ذبيحة تضحية لشيطان ظله وقام بوضع قطعياته بالحقائب البلاستيكية والأجولة المعدة سلفًا لإتمام جريمته باستخدام ذات السلاح الأبيض، وباستخدام قطعة خشبية مثبتة عليها مسامير حديدية فى تكسير عظامه على نحو ما ثبت من تقرير الصفة التشريحية أن جثة المجنى عليه مقطعة إلى أجزاء منفصلة وموضوعة فى أكياس بلاستيكية».

أسندت «الجنايات» أن التحريات السرية، التى دلت على ارتكاب المتهم للواقعة لوجود علاقة عاطفية وخطبة كانت تجمع بين المجنى عليه وزوجة المتهم قبل الزواج، ولشكه فى استمراريتها، فعقد العزم على التخلص منه، ففكّر وتدبر لجريمته، أقر بارتكابه الواقعة على نحو ما تقدم قاصدًا إزهاق روح المجنى عليه، وأرشد عن الشقة محل الواقعة، والذى تم ضبط فيها الهاتف الجوال والسلاح الأبيض والقطعة الخشبية المستخدمة فى ارتكاب الواقعة.

وأرشد المتهم عن جثة المجنى عليه وعن الشقة مسرح الجريمة وعن السلاح الأبيض والقطعة الخشبية سالفة الوصف المستخدمة فى ارتكاب الجريمة والهاتف الجوال الذى تواصل به مع المجنى عليه، وهو ما عززته تحريات المباحث وشهادة مجربها التى تطمئن المحكمة إليها وتكاملت حلقات الاتهام بالأدلة الفنية، كما أن المحكمة لا تعول على ما أثاره الدفاع الحاضر مع المتهم من أوجه دفاع موضوعية أخرى، قوامها إثارة الشك فيما اطمأنت إليه المحكمة من أدلة الثبوت وبقصد مناقضة الصورة التى ارتسمت للواقعة فى ذهن المحكمة، ولا يسعها سوى إطراحها اطمئنانًا منها إلى أدلة الثبوت على الصراط المتقدم.

وأشارت الحيثيات إلى توافر نية القتل العمد لدى المتهم لما كان من المستقر أن جناية القتل العمد تتميز قانونًا عن غيرها من جرائم التعدى على النفس بعنصر خاص هو أن يقصد الجانى من ارتكاب الفعل الجنائى إزهاق روح المجنى عليه، وكان هذا العنصر ذا طابع خاص يختلف عن القصد العام الذى يتطلبه القانون فى سائر تلك الجرائم، وهو بطبيعته أمر يبطنه الجانى ويضمره فى نفسه لا يُدرك بالحس الظاهر، وإنما يُدرك بالظروف المحيطة بالدعوى، والأمارات والمظاهر الخارجية التى يأتيها الجانى تنم عما يضمره فى صدره، واستخلاص هذه النية موكول إلى قاضى الموضوع فى حدود سلطته التقديرية.

وتابعت: «وحيث إن المحكمة قد استقرَّ بعقيدتها من الصورة الصحيحة التى ارتسمت بوجدانها تحقق قصد القتل لدى المتهم، وأنه قد اتجهت إرادته ليس مجرد المساس بسلامة جسد المجنى عليه فحسب بل إلى إزهاق روحه أخذًا من أدلة قولية وقرائن الحال المستقاة من ملابسات وماديات الواقعة، ويتمثل الأدلة القولية فيما جاء بإقرار المتهم ذاته، والذى جاء عن إرادة حرة واعية لم يدفع وكيله ما ينال من صدقها، وذلك بتحقيقات النيابة العامة من حيث أقر المتهم بالتحقيقات بعبارات صريحة من الوضوح ما ليس فيه لبت أو تأويل بأن إرادته اتجهت إلى قتل المجنى عليه وأنه قد تعمد توجيه ضربته الأولى إلى موضع قاتل بطبيعته برقبة المجنى عليه، والذى هوى على إثرها أرضًا وسدد له عدة طعنات استقرت بعموم جسده قاصدًا إزهاق روحه، ولم يتركه إلا وهو صريع الأرض ودمه يرويها إلى أن أيقن وفاته حتى فاضت روحه إلى بارئها».

واتسم أسلوب التنفيذ جريمته وطريقته من حيث إعداده سلاحًا أبيض من شأنه القتل، وهو (مطواة) ومباغتته للمجنى عليه بضربة فى موضع قاتل فى جسده، وهو (الرقبة) وقوة الضربة واستمر فى تسديد عدة طعنات له استقرت بعموم جسده قاصدًا إزهاق روحه مما يجرم بتوافر قصد القتل لدى المتهم، وهو ما تخلص منه المحكمة إلى توافر ذلك القصد الخاص وتلك النية لدى المتهم.