لا يمتلك كل إنسان على الأرض الانسانية ولا يستحق كل ام واب الأمومة أن يرزقهما الله بالأطفال، فالعالم اصبح مليئا بالمشردين والاطفال الذين تخلى أهلهم عنهم ولكن بفضل الأشخاص الذين يمتلكون إنسانية عالية وقلبا طيبا، كان سيتحول مصير اغلب هؤلاء المشردين والايتام الى القتل والاستغلال لممارسة كل شيء محظور وخطر على صحتهم ومستقبلهم، ومن ضمن الامثلة النادرة في العالم والذي يعتبر مثالا للإنسانية ولقب بأبو المشردين والأيتام هو هشام الذهبي، مواطن عراقي وهب حياته للإنسانية وفعل الخير وانقاذ هؤلاء الأطفال.
منزل مفتوح على العالم
قرر "هشام" فتح منزله للأطفال العراقيين المشردين، واصبح يعلمهم ويصنع لهم مستقبل أفضل، هشام انقد الاف الاطفال من الضياع المحقق حيث يقول "سجاد" احد الاطفال بالدار وعمره ١١ عام انه تعرض لضرب بكثرة في الشارع ثم جاء لهشام الذي يفتح بيته للاطفال والمشردين وقام بحمايته واطعامه وتعليمه وشراء الملابس له، مضيفا انه بعد ان كان الاطفال يعيشون حياة صعبة في الشارع اصبحوا الان يتعلمون الرسم والموسيقى والعزف ولهم واجبات مدرسية، وتابع انه الآن اصبح لديه مكان نظيف وامن يعيش وينام فيه واصبح يجد من يهتم بنظافته من غسل الاسنان والملابس وترتيب حياته.
اسس "الذهبي" الدار لاول مرة من اجل المشردين في عام ٢٠٠٧ في العراق بجهود فردية ومبادرة ذاتية ودعم من اصدقائه، ويقول ان الامر بدا كعملية تحد بعد ان ازداد عدد الاطفال المشردين والايتام وفاقدي الرعاية الاسرية في العراق، وأن قضيته الأساسية هي اي طفل يحتاج لمساعدة باي طريقة ممكنة ان يقدمها له بالدار، وذلك بعد احصائية ان ربع اطفال العراق يعانون من الفقر اصبحت دار الرعاية الخاصة به ملاذ ومأمن لهؤلاء الاطفال والذي اسماه "البيت العراقي للابداع"
فالدار تقدم دعم كبير للمواهب الفنية، وأضاف مؤسس الدار ان بعض الشباب والاطفال الذين ضمتهم الدار منهم من تزوج واصبح للدار احفاد ويعتبر الامر انجاز مهم فلدى الدار ٦ احفاد من الشباب الذين تزوجوا منهم وجميعهم باسم "هشام" قام ابائهم بتسميتهم باسمه حيث خرج من الدار ٢٧٠ شاب كلهم بدأوا في حياتهم الجديدة.
رعاية كبيرة
وبعد الرعاية الكبيرة التي تقدمها الدار للاطفال والمواهب انطلقوا بمواهبهم نحو احلامهم وفي مسيرة النجاح، ليحوزوا على أكثر من 50 جائزة عراقية و28 جائزة عالمية، ويقول احد الاطفال بالدار انه استفاد بكل شيء من رعايتهم له افضل من امه وابيه حتى انه يطمح ان يصبح فنان تشكيلي معروف والدار تساعده لتحقيق حلمه وتكريما لمؤسس الدار وللمهمة الانسانية التي وهب حياته لها قام نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي بتكريم اسمه عبر هاشتاج ووصفوه بأنه أعجوبة العراق واعتبروه ابرز الشخصيات كبطل وشريف، بعد انجازه بهذا الدار الذي ضم الايتام والمشردين وقدم لهم الرعاية وفاح لهم حضنه كاب لهم جميعا.