حذرت الأمم المتحدة، أمس الأربعاء، من أن الأوامر المستمرة الصادرة عن الجيش الإسرائيلي لإخلاء قطاع غزة تهدد المدنيين الضعفاء في القطاع بالمزيد من التهجير القسري وتتركهم قريبين بشكل خطير من خط المواجهة، مما يثير القلق من أن الخدمات الحيوية قد تنقطع قريبا.
وجاء على الموقع الرسمي للأمم المتحدة أنه بعد أكثر من 10 أشهر من الحرب في غزة، التي اندلعت إثر هجمات حماس في 7 أكتوبر 2023، تم تهجير تقريبا جميع سكان غزة مرة واحدة على الأقل، وغالبا عدة مرات، بسبب الأوامر المتكررة بالإخلاء والقصف الإسرائيلي المكثف.
وقالت المتحدثة باسم وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، لويز ووترريدج، في رسالة عبر الإنترنت على منصة إكس: "لا يوجد مكان آمن في قطاع غزة... يشعر الناس وكأنهم ينتظرون الموت". وأضافت: "المناطق التي كانت في المنطقة الإنسانية أصبحت الآن في خط المواجهة، حيث لا يبتعد سكان غزة الآن سوى بضعة مبانٍ عن خط المواجهة".
من جانبه، ذكر كمال السلطان، وهو طفل نازح من بيت لاهيا شمال غزة، أنه تم تهجيره سبع مرات منذ بدء الحرب، آخرها من مدرسة دير البلح الإعدادية للبنين التي لجأ إليها بحثا عن الأمان.
وقال: "لقد تم تهجيرنا من بيت لاهيا إلى دير البلح، والآن يطلبون منا المغادرة مرة أخرى. لا نعرف إلى أين نذهب".
كما أوضح يحيى حلس، وهو نازح من حي الشجاعية شرق غزة، قائلا:"هذه المرة الرابعة عشر التي نتعرض فيها للتهجير. انتقلنا من الشجاعية إلى مدينة الزهراء، ومن ثم إلى رفح وخان يونس مرتين، وإلى دير البلح ثلاث مرات. إلى متى سيستمر هذا؟"
وأشار إلى أن التهجير "ليس مجرد حمل حقيبة". وأضاف: "التهجير يشبه خروج الروح من الجسد. لدينا أطفال ونساء وممتلكات وطعام. أين سنذهب عندما يتوجه جميع النازحين غربا؟ إذا ذهبت إلى غرب دير البلح، لن تتمكن من المشي بسبب كثافة الناس هناك".
وفي آخر تحديث له، أكد مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة (أوتشا) أن الأعمال العدائية المُستمرة وأوامر الإخلاء المتكررة في غزة تعيق بشدة عمليات الإغاثة "التي تعاني بالفعل من قيود في الوصول ونقص الوقود وتحديات أخرى".
وأفاد المكتب أن أجزاء من طريق صلاح الدين – وهو ممر حيوي للمهام الإنسانية من الجنوب إلى الشمال – شملها أمر إخلاء صادر عن السلطات الإسرائيلية يوم السبت لمنطقة دير البلح. وأضاف المكتب: "هذا جعل من المستحيل تقريبًا على العاملين في مجال الإغاثة التحرك على هذا الطريق الرئيسي".
وفي خان يونس، حيث عادت الدبابات الإسرائيلية، أعربت الأونروا عن مخاوفها المتزايدة من أن المرافق الرئيسية في المناطق الجنوبية من المدينة قد تتعرض للتدمير أو التلف. وتشمل هذه المرافق محطة ضخ المياه التي تخدم حوالي 100 ألف شخص، ومركز اليابان الصحي التابع للأونروا الذي أعيد افتتاحه الشهر الماضي.
وعلى صعيد الوضع في الضفة الغربية، أفاد أوتشا بأن الغارات الجوية الإسرائيلية قتلت في المتوسط فلسطينيا واحدا على الأقل كل يوم حتى الآن هذا الشهر. ومنذ أكتوبر، قتلت الغارات الجوية هناك 128 فلسطينيا.
وأضاف المكتب أن أكثر من 600 فلسطيني قتلوا في الضفة الغربية، بما في ذلك القدس الشرقية، منذ أكتوبر، معظمهم على يد القوات الإسرائيلية.