السبت 02 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

ثقافة

نموذج لإدارة السياحة الثقافية.. افتتاح بيمارستان "المؤيد شيخ" بعد تطويره

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

في خطوة كبيرة لمشروع الإدارة المتكاملة للسياحة الثقافية (IMCT)، تفقد الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة بيمارستان "المؤيد شيخ"، بسوق السلاح بالقاهرة بعد تطويره ضمن عدة مواقع أثرية بالقاهرة الفاطمية؛ بمشاركة يمنى البحار نائب وزير السياحة والآثار، الدكتور إبراهيم صابر محافظ القاهرة والسيدة هيرو جارج سفيرة الولايات المتحدة الأمريكية بالقاهرة، والسيد شون چونز رئيس الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، والدكتور محمد إسماعيل خالد الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار.

ويُعّد بيمارستان "المؤيد شيخ" ثاني بيمارستان باق على مستوى القاهرة، أحد آثار العهد المملوكي، بجانب بيمارستان قلاوون بشارع المعز، وأحد أشهر البيمارستانات في العالم.

هنو: نموذج يحتذى به.. ونسعى لتقديم خدمات ثقافية وتنموية

أعرب هنو عن سعادته بمشروع الإدارة المتكاملة للسياحة الثقافية، مشيرًا إلى أن الاحتفال المقام بجوار المدخل الجنوبي للقاهرة التاريخية -المسجلة على قائمة التراث العالمي باليونسكو- يحتفي بـ "نموذج يحتذى به لإدارة وإعادة توظيف مواقع التراث والآثار، وهو بيمارستان السلطان المؤيد شيخ، والذي كان مخصصًا كما نعلم كمستشفى، وكدنا أن نفقده كمبنى أثري نتيجة عوامل الزمن والتقادم والتدخلات المتتالية، لولا تدخل وزارة السياحة والآثار، ممثلة في المجلس الأعلى للآثار، وإدارة القاهرة التاريخية لترميمه ترميما كاملًا، واستعادة ملامحه المعمارية والوظيفية".

الدكتور أحمد فؤاد هنو وزير الثقافة

وأضاف وزير الثقافة، في كلمته، أن مشروع الإدارة المتكاملة للسياحة الثقافية وما تم خلاله من تعاون بين الجانبين المصري والأمريكي وتكوين فرق عمل مشتركة لاختيار مجموعة من الآثار المتقاربة مكانيا لإعادة تأهيلها لتأدية هدف أسمى وهو تقديم خدمات ثقافية وتنموية للمناطق المحيطة بها، يتماشى تمامًا مع تطبيق العدالة الثقافية التي تنتهجها وزارة الثقافة.

وتابع هنو: كانت وزارة الثقافة سباقة في إعادة توظيف العديد من الآثار لتقديم خدمات ثقافية وفنية، ولنا في قبة الغوري، ووكالة الغوريّ وقصر المانسترلي، وغيرها من الأمثلة التي يحتذى بها في هذا الصدد؛ مبديًا "استعداد وزارة الثقافة التام، لتقديم أي معاونة أو مشورة في هذا المشروع المثمر، تأدية لرسالتها، وخدمة لبلدنا الحبيب مصر".

فتحي: إنجاز جديد للشراكة المصرية الأمريكية

في كلمته التي ألقتها نيابة عنه نائبته يمنى البحار، أشار وزير السياحة والآثار شريف فتحي، إلى أن بيِمارستان "المؤيد شيخ" بالقاهرةِ التاريخيةِ يعد من أهمِ وأكبرِ المناطقَ التراثيةِ الحيةِ المسجلةِ على قائمةِ التراثِ العالمي لليونسكو، في منطقة "تعد متحفًا مفتوحًا يزخر بمجموعةٍ فريدةٍ ومتنوعةٍ من الآثارِ الشاهدةِ على حضارتِنا المصريةِ العظيمةِ، والتي لا تزالَ تحتفظُ بنسيجِها العمرانيِّ المتجانس".

وأشار فتحي إلى أن التقاءَ هذا الجمعِ اليومَ في إطارِ تفقدِ مشروعِ الإدارةِ المتكاملةِ للسياحةِ الثقافيةِ الذي تم تنفيذَه بالتعاونِ بين المجلسِ الأعلى للآثار والوكالةِ الأمريكيةِ للتنميةِ الدوليةِ "يعكسُ الأهميةَ التي توليها مصرَ والولاياتِ المتحدةِ الأمريكية للحفاظِ على التراثِ الثقافيِّ المصريّ والذي هو إرثٌ ليس للمصريينَ فقط بل للإنسانيةِ جمعاء فقد التقت إرادةُ الجانبينِ على صيانةِ هذا الموقعِ التاريخيّ وتقديمِه في صورةٍ تضمنُ تجربةً سياحيةً فريدةً وأصليةً لزائريه تشجيعاً للسياحة بوصفها ركيزةٍ أساسيةٍ للتنميةِ المستدامةِ والنمو ِالاقتصاديّ".

يمنى البحار نائب وزير السياحة والآثار

وأضاف وزير السياحة والآثار أن مشروعَ الإدارةِ المتكاملةِ للسياحةِ الثقافيةِ هو إنجازٌ جديدٌ يُضافُ إلى التاريخِ الطويلِ والحافلِ بالتعاونِ والشراكِة مع الوكالةِ الأمريكيةِ للتنميةِ الدولية "حيث يهدفُ المشروعُ إلى مواكبةِ الاتجاهاتِ العالميةِ الحاليةِ نحو تنشيطِ سياحةٍ تجريبيةٍ وأصليةٍ للزائر.. ويركزُ المشروعُ على القاهرة التاريخية والأقصر على وجهِ التحديد كما يؤسسُ المشروعُ لنهجٍ أكثرَ استدامةٍ لإدارةِ مواقعَ السياحةِ الثقافيةِ؛ مما سيعززُ من مكانةِ مصرَ الاستراتيجيةِ في المستقبل".

وأشار فتحي إلى أن هذا المشروعُ يعد أحدُ النماذجِ القويةِ لتعزيزِ الشراكةِ بين القطاعينِ العامِ والخاص ويعملُ على تبسيطِ الأطرِ التشريعيةِ والتنظيميةِ وتطويرِ نماذجَ الشراكةِ على نحوٍ يشجعُ القطاعَ الخاصِ على الاستثمارِ في مواقع السياحةِ الثقافيةِ في إطارٍ من الاستدامة. موضحًا أن "تطويرَ نماذجَ الشراكاتِ بين القطاعينِ العامِ والخاص لترميمِ المواقعَ الأثريةِ وإعادةِ استخدامِها بشكلٍ مبتكرٍ وبناءَ قدراتِ المؤسساتِ الصغيرةِ والمتوسطةِ ومتناهيةِ الصغر في تطويرِ وترويجِ تجاربَ السياحةِ الثقافيةِ، سيسهمُ في تنميةِ منتجِ السياحةِ الثقافيةِ المصريِّ وزيادةِ عائداتِ السياحةِ؛ ما سيعودُ بالنفعِ على المجتمعاتِ المحليةِ المحيطةِ بالمواقعَ التي يشمُلها المشروع".

وبين أنه على مدى عقودٍ من الشراكةِ استثمرت الحكومةُ الأمريكيةُ أكثرَ من 100 مليون دولار لحمايةِ التراثِ الثقافيّ الفريدِ بمصرَ وضمانِ استفادةِ المجتمعاتِ المحليةِ من صناعةِ السياحةِ المتنامية. لافتًا إلى أن الوكالةُ الأمريكيةُ للتنميةِ الدوليةِ تتعاون مع الحكومةِ المصرية في تنفيذ مشروعاتٍ هندسيةٍ كبرى لحمايةِ بعضِ المواقعَ الأثريةِ المهمة من خطرِ ارتفاعِ منسوبِ المياهِ الجوفيةِ، بالإضافةِ إلى دعمِ جهودَ الحفاظِ على عديدٍ من المواقعَ الأثريةِ في أنحاءِ الجمهورية، وكذلك جهودَ بناءِ القدرات، وتعزيزِ السياحةِ المستدامةِ والصديقةِ للبيئة.

السفيرة الأمريكية: مصر أول دولة توقع اتفاقية ثنائية للممتلكات الثقافية

"لقد استثمر الشعب الأمريكي من خلال الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية موارد كبيرة لاستعادة وإعادة تأهيل المواقع في جميع أنحاء مصر، لتعزيز التراث الثقافي الغني والمتنوع في مصر. ونحن فخورون بالاستثمار في هذا الجهد منذ عام 1995"، بهذه الكلمات بدأت هيرو جارج، سفيرة الولايات المتحدة بالقاهرة، كلمتها، والتي أشارت فيها إلى أنه في عام 2016، كانت مصر أول دولة توقع اتفاقية ثنائية للممتلكات الثقافية مع الولايات المتحدة. 

وأوضحت جارج أن تطوير بيِمارستان "المؤيد شيخ" هو أحدث سلسلة من الاستثمارات في القاهرة التاريخية "بالتعاون مع وزارة السياحة والآثار، قمنا بتطوير عدد من الممتلكات القابلة للاستثمار، للمساعدة في تحويل الأحياء إلى وجهات سياحية أكثر استدامة من خلال إعادة الاستخدام التكيفي والحفاظ على أساس ما رأيته اليوم كانت هذه الشراكة نجاحًا باهرًا لعملية الترميم هذه. ولم نتوقف معًا عند هذا الحد.

هيرو جارج السفيرة الأمريكية بالقاهرة

وتابعت: "حرصنا على أن تكون البوابة الجميلة والمناطق التجارية المحيطة بها جاهزة للسياح والمستثمرين. وما أفتخر به أيضًا هو أن 50% من القوة العاملة التي قامت بهذا العمل كانت من النساء. إن القاهرة التاريخية ليست سوى جزء واحد من محفظة الاستثمار السياحي الثقافي الحديث في مصر، والتي ستساعد مصر، عند تطويرها بالكامل، على مواكبة المنافسين السياحيين العالميين. يمكن أن تصبح مواقع التراث الثقافي الفريدة مثل تلك التي نراها اليوم قلب التنمية الاجتماعية والاقتصادية في المجتمعات التي تقع فيها. كما أنها تجذب المستثمرين الذين يمكنهم المساعدة في الحفاظ على المواقع واستخدامها لمجموعة متنوعة من الأغراض".

وأضافت السفيرة الأمريكية: "في الوقت نفسه، ساعدت استثماراتنا في الحفاظ على التراث الثقافي في إعادة المهارات التي اشتهرت بها مصر، والحرفيين، والحرفيين المذهلين لدينا، ورواد الأعمال الجدد، وإعطاء هذه التجربة السياحية النابضة بالحياة. لقد عملنا مع صناع الخيام والحرفيين وبالطبع المطاعم الرائعة التي تقدم الطعام والإعلام في المنطقة. أنا سعيد للغاية برؤية النتائج المذهلة التي تم تحقيقها في هذا الموقع التاريخي. وأتطلع إلى رؤية هذا الحي يزدهر مرة أخرى.

بيمارستان "المؤيد شيخ"

 أحد آثار العهد المملوكي، والذي يعد ثاني بيمارستان باق على مستوى القاهرة، بجانب بيمارستان قلاوون بشارع المعز، وأحد أشهر البيمارستانات في العالم.

والبيمارستان هو مبنى أثرى كان يستخدم كمنشأة رعاية اجتماعية، وتعنى مستشفى أو دار للمرضى، وفقا لأصل الكلمة الفارسي، وقام بإنشائه الملك المؤيد أبو النصر شيخ المحمودى أحد أهم الملوك الجراكسة في مصر، في 12 رجب عام 832 هجريا.

وصمم البيمارستان بغرض الاستشفاء وتلقي العلاج في عدة تخصصات طبية منها الباطنة والعلاج النفسي والعظام وطب العيون وتركيب الأدوية، بجانب خدمات أخرى.

وأقيم بيمارستان المؤيد شيخ على ربوة عالية تسمى "الصوة" بالقلعة في موقع مدرسة الأشرفية التي أنشاها السلطان الأشرف شعبان بن حسين في العهد المملوكي البحري، وكان يستخدم البيمارستان في قصف القلعة أثناء حصارها، نظرا لبناء البيمارستان على ربوة مرتفعة تجاه الطبلخانة السلطانية للقلعة.

ويتكون من واجهة شمالية شرقية، مزينة بالرخام والزخارف بنظام الأبلق، وبوسط الواجهة سلم رئيس ذو جناحين، وهناك ممر يؤدى إلى عدة ملاحق منها أطلال الميضأة وبيوت الخلاء التي تم إظهارها في أعمال الترميم الأخيرة، وواحدة من القاعات مكتملة التخطيط لبيمارستان قديم محتفظ بأغلب عناصره المعمارية.

ويصنف البيمارستان كأثر رقم 257، وهو ثاني بيمارستان باق على مستوى القاهرة بعد بيمارستان قلاوون في شارع المعز، وأشهر البيمارستانات الباقية على مستوى العالم.

ووفقا لوصف المقريزي فإن البيمارستان أنشئ لعلاج المرضى وأنشأ به مصلى، ووضع فيه منبرًا وخصص له خطيبا وإماما ومؤذنين وخدما وأقيمت فيه صلاة الجمعة في شهر ربيع الآخر عام 825 هجريا/مارس – أبريل 1423 ميلاديا، ونزل فيه المرضى في نصف شعبان وعملت مصارفه من جملة أوقاف جامع المؤيد شيخ بجوار باب زويلة.

53929527987_c50383bea3_z
53929527987_c50383bea3_z
53929529077_7ab9c18440_c
53929529077_7ab9c18440_c
53929529372_d1ed09d57c
53929529372_d1ed09d57c
53930434191_29fe0de1a2_z
53930434191_29fe0de1a2_z
53930679418_f0568f88d7_z
53930679418_f0568f88d7_z
53930681048_2e5a16eacb_h
53930681048_2e5a16eacb_h
53930775419_3e3e5266ba_h
53930775419_3e3e5266ba_h
53930776594_658d0a22dd_z
53930776594_658d0a22dd_z
53930887890_c4e0d4e0fe_h
53930887890_c4e0d4e0fe_h
53930888695_b861d4483f_z
53930888695_b861d4483f_z
53930888795_356af766f8_z
53930888795_356af766f8_z
53930890130_de2d6aefdf_h
53930890130_de2d6aefdf_h