الأربعاء 06 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

تقارير وتحقيقات

الكوارث الطبيعية في العالم| استطلاع: جنوب شرق آسيا هي الأفضل استعدادًا لمواجهتها.. وشمل الاستقصاء أفرادًا تتراوح أعمارهم فوق 15 عامًا بأكثر من 142 دولة

الكوارث الطبيعية
الكوارث الطبيعية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

تُعتبر منطقة جنوب شرق آسيا من أكثر المناطق عرضة للكوارث فى العالم، ومع تزايد التهديدات الطبيعية، يظهر سكان هذه المنطقة استعدادًا متزايدًا لمواجهتها. فهم يشعرون بأنهم الأكثر تأهبًا لمواجهة الكوارث مقارنة بأى منطقة أخرى فى العالم، مما يعكس قدرة استثنائية على التكيف مع الأزمات المتكررة التى تهدد حياتهم وسبل عيشهم.

ورغم أن المنطق قد يشير إلى أن البلدان الواقعة فى «الحزام الناري» بالمحيط الهادئ، التى تواجه الزلازل والأعاصير والعواصف، هى الأكثر استعدادًا لمواجهة الكوارث، فإن استطلاعًا أجرته مؤسسة جالوب لصالح مؤسسة «لويدز ريجستر» يظهر أن هذا ليس هو الحال دائمًا فى مناطق أخرى. 

وقال بينيديكت فيجرز، مستشار الأبحاث فى مؤسسة جالوب، لوكالة أسوشيتد برس: «التعرض المتكرر للمخاطر ليس العامل الوحيد الذى يحدد مدى استعداد الناس».

وأشار فيجرز إلى أن رابطة دول جنوب شرق آسيا لعبت دورًا رئيسيًا فى تقليل مخاطر الكوارث. 

وأوضح فيجرز أن النهج الأوسع فى المنطقة يتضمن أنظمة إنذار مبكر فعالة، نهجًا مجتمعيًا موسعًا، تعاونًا إقليميًا، وإمكانية الوصول الجيدة إلى تمويل الكوارث. وأشار إلى أن «نجاح جنوب شرق آسيا فى الشعور بالاستعداد لمواجهة الكوارث يمكن ربطه بتعرضها الشديد لها، ومستوياتها العالية من المرونة- من الأفراد إلى المجتمع ككل، ونهجها فى إدارة مخاطر الكوارث والاستثمار فيها».

وقال ٤٠٪ من المشاركين فى الاستطلاع من جنوب شرق آسيا إنهم تعرضوا لكارثة طبيعية فى السنوات الخمس الماضية، بينما أبلغ عدد مماثل من سكان جنوب آسيا - ٣٦٪ عن نفس التجربة. 

ومع ذلك، شعر ٦٧٪ من سكان جنوب شرق آسيا أنهم من بين الأكثر استعدادًا لحماية أسرهم، بينما لدى ٦٢٪ منهم خطط طوارئ، فى حين شعر سكان جنوب آسيا بأنهم أقل استعدادًا، بنسبة ٤٩٪  و٢٩٪ على التوالي.

وفى أمريكا الشمالية، التى تتعرض للكوارث بشكل أقل بكثير من جنوب شرق آسيا، شعر المستجيبون بأنهم أقل استعدادًا قليلًا، فى حين كانت الردود من شمال وغرب أوروبا فى منتصف المجموعة. 
وقال إد مورو، مدير الحملات الكبير فى مؤسسة لويدز ريجستر، إن نتائج جنوب شرق آسيا، التى تضم أساسًا بلدانًا متوسطة الدخل، توضح أن الثروة ليست العامل الحاسم فى الاستجابة للكوارث والاستعداد لها.

وأشار مورو إلى أن جنوب شرق آسيا "تقدم دروسًا مهمة للعالم فى مجال الاستعداد للكوارث.
وعلى الصعيد العالمي، كانت الفلبين هى الدولة الأكثر تعرضًا للكوارث الطبيعية خلال السنوات الخمس الماضية.

وقال ٨٧٪ من المستجيبين إنهم تعرضوا لكارثة. كما كانت من بين الدول الأربع الأولى من حيث نسبة الأسر التى تمتلك خطة لمواجهة الكوارث، إلى جانب فيتنام (٨٣٪)، وكمبوديا (٨٢٪)، وتايلاند (٦٧٪)، تلتها الولايات المتحدة (٦٢٪).

واستندت البيانات إلى استطلاع المخاطر العالمى الذى يُجرى كل عامين، مع نشر النتائج الرئيسية لاستطلاع عام ٢٠٢٣ فى يونيو. ركز الاستطلاع على المخاطر الطبيعية دون النظر إلى الصراعات أو الكوارث المالية، واستبعد جائحة فيروس كورونا.

شمل الاستطلاع أفرادًا تتراوح أعمارهم فوق ١٥ عامًا وأكثر فى ١٤٢ دولة، عبر محادثات هاتفية أو مقابلات وجهًا لوجه مع حوالى ١٠٠٠ مشارك فى كل دولة باستثناء الصين، حيث تم الاتصال بنحو ٢٢٠٠ شخص عبر الإنترنت. وبلغ هامش الخطأ بين ±٢.٢ إلى ٤.٩ نقطة مئوية، مع مستوى ثقة قدره ٩٥٪.

وقال مورو: «هدفنا هو أن تستخدم الحكومات والهيئات التنظيمية والشركات والمنظمات غير الحكومية هذه البيانات المتاحة مجانًا لتوجيه السياسات والتدخلات التى تعزز أمان الناس».

ومع استمرار العالم فى مواجهة المزيد من الكوارث المرتبطة بالمناخ، وخاصة الفيضانات، يصبح من الضرورى بشكل متزايد تعزيز القدرة على الصمود بين المجتمعات والمناطق الأكثر عرضة للخطر.

وتُعتبر منطقة جنوب شرق آسيا نموذجًا ناجحًا فى هذا الصدد. فهي، رغم تنوع مستويات الدخل فيها، تثبت أن الاستعداد والتخطيط يمكن أن يتحقق بنجاح حتى فى البلدان الأقل ثراءً. بينما تظل التحديات قائمة، تُظهر هذه المنطقة أنها تقدم دروسًا قيمة للعالم فى تعزيز القدرة على مواجهة الكوارث فى المستقبل.