الخميس 21 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

العالم

«سى إن إن»: ماذا يعنى اقتحام القوات الأوكرانية لمدن فى العمق الروسى؟

القوات الأوكرانية
القوات الأوكرانية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

قبل شهرين، بينما كانت القوات الروسية تقتحم منطقة خاركيف، كانت كييف تراقب حدودها، قلقة بشأن أى مكان آخر قد تجد فيه روسيا نقاط ضعف، ولكن بدلا من ذلك، يبدو أن أوكرانيا نظرت إلى الخريطة، وقررت أن روسيا معرضة للخطر بنفس القدر، وقلبت رهانات موسكو رأسًا على عقب.

وبعد أسبوع، وأيًا كانت النتيجة النهائية لهجوم أوكرانيا على روسيا، فإن قرار كييف المحير فى البداية، وربما المتهور، بإرسال آلاف القوات إلى منطقة كورسك وخارجها يؤتى ثماره بشكل صارخ. للمرة الثانية فى أكثر من عام بقليل، يواجه الكرملين قوة معادية تزحف إلى الجنوب، ولا يمكنه فعل الكثير حيال ذلك.

وفى يونيو الماضي، كانت قوات من فاجنر، متجهة إلى روستوف وما بعدها، لقطع رؤوس كبار القادة الروس. والآن، يتولى الجيش الأوكرانى مهمة استئصال ما يزعم أنه ألف كيلومتر مربع من الأراضى الحدودية.

وقد قدر بعض التحليلات فى نهاية الأسبوع الرقم بنحو ثلث ذلك. ومع ذلك، فإن قدرة قائد الجيش الأوكرانى أوليكساندر سيرسكى على الترويج لهذا الادعاء يشكل انتصارا ملحوظا فى حرب المعلومات لصالح كييف، حتى ولو فرضت موسكو قيودا شديدة على المعلومات التى قد يتعرض لها الروس.

ووصف السيناتور الجمهورى الأمريكى المخضرم ليندسى غراهام العملية عبر الحدود الأوكرانية خلال زيارته لكييف بأنها «جريئة ورائعة وجميلة».

وفى الوقت نفسه، وصفها السيناتور الديمقراطى الأمريكى ريتشارد بلومنثال بأنها «تاريخية» و«اختراق زلزالي»، والواقع أن الأحداث متشابهة إلى حد كبير فى كيفية كشفها عن الهوة بين قشرة الحصانة التى يحاول الكرملين تصويرها، والحقيقة المتهالكة لقوته.

وبينما انهارت مسيرة رئيس شركة فاجنر يفغينى بريجوزين نحو موسكو عندما أدرك الطاهى السابق أخيرًا أنه كان بمفرده، وأنه أغضب بوتين، بدلا من الحصول على موافقته على التعامل مع كبار القادة الفاشلين بشكل مباشر، يبدو أن القوات الأوكرانية ليس لديها سوى خطوط إمدادها وطموحها الخاص الذى يعوقها.

وذكرت شبكة «سى إن إن» الأمريكية إن التقدم السريع لأوكرانيا هو مثال آخر على براعة قواتها وقدرتها على الحركة فى الحرب، على حساب تفضيل موسكو للهجمات البطيئة التى تستمر لأشهر على نفس المكان.
ومن غير الواضح عمدًا أين توجد القوات الأوكرانية بالضبط، تظهر مقاطع فيديو من مدن بعيدة داخل روسيا، ولكن بدون سياق.
ورأت الشبكة الأمريكية إن الافتقار إلى الشفافية فى النظام الروسي، حيث يتم إخفاء الأخطاء والمشاكل بدلا من معالجتها بشكل مباشر، يعمل لصالح كييف، ومن غير المرجح أن تعرف موسكو، أو حتى حاكم كورسك، الصورة الكاملة للفوضى التى يعيشون فيها.

ويبقى سؤالان، الأول يتعلق بالمصير النهائى لتوغل أوكرانيا، فهل تنوى أوكرانيا محاولة الاحتفاظ حتى بأقل قدر من التضاريس؟ وهل تنوى الاستمرار فى التمرد عبر مساحات غير محمية؟
وما هو حجم القوة النارية والقوى البشرية والمعدات الثمينة التى تزودها بها الدول الغربية والتى قد تكون أوكرانيا سعيدة بتوظيفها فى هذا الجهد؟ إن مزايا الهجوم أقل إثارة للشك مما كانت عليه قبل أسبوع عندما بدأ الهجوم لأول مرة. إن بوتن يعانى من نزيف حاد. ولكن اللعبة النهائية الأوكرانية تحتاج إلى هندسة دقيقة مثل الغزو للاستفادة من نجاح كييف.

والسؤال الثانى هو ما هو التأثير الذى قد يخلفه هذا على خط المواجهة الأكثر تحديا فى أوكرانيا فى دونباس؟ خلال الأسبوع الماضي، كانت نجاحات منطقة كورسك مليئة بأخبار أسوأ من توريتسك، أو بالقرب من بوكروفسك، حيث تواصل القوات الروسية تقدمها المكلف والدموي، ولكن الذى لا يرحم. وبغض النظر عن مدى صغر القرية، فإن موسكو تواصل الهجوم.

حتى الآن، لم تثمر آمال أوكرانيا فى أن تؤدى عملية كورسك إلى سحب وحدات أفضل من دونباس لدعم حدود روسيا ثمارها الرئيسية بعد، ومع استمرار تدفق الصور التى تصور أسر جنود شيشانيين غير مدربين بشكل جيد من قبل القوات الأوكرانية المتقدمة فى كورسك، فمن الواضح أن روسيا أرسلت وحداتها الأقل فعالية إلى القتال.

وربما تختار تغيير هذا النهج. كما عهد بوتن بالعملية إلى جهاز الأمن الداخلي، الذى يسيطر أيضًا على حرس الحدود، والذى أسس «عملية مكافحة الإرهاب»، وقد استُخدِمت هذه العملية فى السابق للتعامل مع التمردات الإسلامية، وليس أرتال المدرعات الأوكرانية، وربما كان هذا أيضًا قصير النظر للغاية.