الثلاثاء 19 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

البوابة القبطية

على دير المحبوب وديني.. الأقباط والمسلمون يتباركون بـ"العذراء"..15 يومًا في حب مريم.. ترانيم وعظات ونهضات احتفالًا بصوم "أم النور"..البابا تواضروس يفتتح "نهضة العدرا" بالإسكندرية.. ويؤكد "كنز الفضائل"

البابا تواضروس الثاني
البابا تواضروس الثاني
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

تحظى باحترام وتقديس الأديان السماوية، خاصةً أنها الشخصية المقدسة في الدين الإسلامي والمسيحي معًا، ولُقبت بعدة ألقاب ذات طبيعة منفردة، لا سيما أنها ذُكرت في القرآن الكريم باسمها الصريح أربعًا وثلاثين مرة، تكريمًا لمكانتها، الأمر الذي جعل العديد من المسلمين يشاركون الأقباط في الصيام الخاص بها، إنها السيدة العذراء مريم البتول، التي تحتفل الكنيسة بها تسع مرات في العام الواحد، ويطلق الأقباط والمسلمون اسمها على بناتهم.

منذ أيام قليلة، بدأت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، صوم العذراء، والذي يستمر حتى يوم الخميس 22 أغسطس الجاري، وسط إقامة عدد من الاحتفالات والموالد الخاصة بهذا الصوم، في عدد من الكنائس والأديرة التي تحمل اسم العذراء.

هذا الصوم مُعترف به في الكنائس الأخرى، وإن اختلفت التوقيتات والمدد، حيث تبلغ مدته عند الروم الأرثوذكس 15 يومًا، بينما تبلغ مدته 5 أيام فقط عند "السريان والأرمن الأرثوذكس"، ويقتصر عند الروم الكاثوليك على يومي الجمعة بين 1 و14 أغسطس من كل عام، ويصوم "الكلدان الكاثوليك" يومًا واحدًا لـ"العذراء" فقط، ومع انتهاء الصوم تحتفل الكنائس بعيد السيدة العذراء، والذي يُعد من أقدم الأعياد المريمية، وتم إعلانه رسميًا من البابا بيوس الثاني عشر، في عام 1950، وفيه تحتفل كل كنيسة بانتقال السيّدة العذراء بنفسها وجسدها إلى السماء.

وقدم البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، تهنئته الي الأقباط في مصر، بمناسبة صوم العذراء، وترأس صلوات النهضة الروحية الخاصة بهذا الصوم، خلال العظة الأسبوعية، من كنيسة العذراء مريم، بحي محرم بك، بحضور الآباء الأساقفة، رؤساء القطاعات الإدارية الثلاثة، الأنبا بافلي، أسقف كنائس المنتزه، والأنبا إيلاريون، أسقف كنائس غرب، والأنبا هرمينا، أسقف كنائس وسط وشرق، معربًا عن سعادته بوجوده في هذه الكنيسة العريقة، كثاني أقدم كنيسة بمحافظة الإسكندرية، حيث مضى 89 عامًا على افتتاحها.

وأكد البابا تواضروس، خلاله كلمته، أن السيدة العذراء تمثل الخادم الهادئ قليل الكلام ويحفظ كلام الله فى قلبه، وتُعد كنز من الفضائل ولها ألقاب عديدة تعدد تلك الفضائل، مقدمًا طُرق اقتناء الحكمة، من خلال قضاء الوقت الطويل في الصلوات والتأمل، موجهًا رسالة لكل خادم باستغلال صوم السيدة العذراء؛ ليحيوا في السر الهادئ، بالقراءات الروحية والتماجيد، والسلوك بتدقيق.

وأضاف بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، أن صيام العذراء يقدم نموذجًا للفضائل في المسيحية ونتعلم الكثير من فضائلها وشخصها المبارك، مشيرًا إلى أن الهدوء والصمت صورتان من صور الحكمة، متخذًا شخصيات حكيمة وحليمة من الكتاب المقدس، وهي يوسف الصديق، موسى النبي، داود النبي، أبيجايل، سليمان، المجوس "حكماء المشرق"، بولس الرسول.

أم النور

"السلام لك يا مريم" و"أمدح فى البتول".. ترانيم وألحان ينشدها المحتفلون، سواء من المسلمين أو المسيحيين على مدار 15 يومًا طوال احتفالاتهم بصيام العذراء، لا سيما أن هناك العديد من المسلمين يشاركون أشقائهم الأقباط في الصيام، ثم يحتفلون معهم بعيد "أم النور" في عدد من الكنائس والأديرة التي تحمل اسم العذراء مريم، وذلك تبركًا بها، وحبًا لها، ولمكانتها في القرآن الكريم، فهي السيدة الوحيدة التي ذكرها الله، سبحانه وتعالى، بسورة كاملة على اسمها تحكى تفاصيل حياتها، وهذا يعكس عظمة مكانتها بين سيدات العالمين، حيث تم ذكرها باسمها الصريح أربعًا وثلاثين مرة، دون أن يتم ذكر غيرها من النساء بأسمائهن الصريحة.

السماح بتناول السمك والامتناع عن اللحوم 

يُعد صوم العذراء من أصوام الدرجة الثانية في الكنيسة القبطية، ويمتنع الأقباط عن تناول اللحوم، ويقتصرون على الأكلات النباتية فقط، بينما سمحت الكنيسة خلال فترة الصوم بتناول الأسماك باعتباره من أصوام الدرجة الثانية، وعلى الرغم من ذلك، يمتنع البعض عن تناول السمك كحالة من الزهد والتقشف.

كرنفالات وطقوس

تشهد الكنائس والأديرة خلال فترة الصوم، أنشطة روحية مكثفة، احتفالًا بهذه المناسبة، من خلال صلوات وقداسات يومية، ونهضات روحية مكثفة، ولها أكثر من عشرة موالد يذهب ويتبارك بها المصريون مسلمون ومسيحيون، كما توجد أكثر من خمسمائة كنيسة باسمها، وسبعة أديرة، وجاءت أبرزها على النحو التالي:

دير "درنكة" في أسيوط

يُعد من أقدم الأديرة الأثرية التي تحمل اسم السيدة العذراء في مصر، كونه آخر محطات رحلة العائلة المقدسة، ويقع على بُعد 10 كم من مدينة أسيوط و3 كم من قرية "درنكة"، ويرتفع أكثر من 100 متر عن سطح البحر.

ويتوافد الأقباط إلى الدير؛ للإقامة به طوال فترة الاحتفالات بصوم العذراء، والمشاركة في صلوات القداس الإلهي خلال الصوم، خاصةً أنه المكان الذي شهد احتماء العائلة المقدسة أثناء هروبها من فلسطين إلى مصر من بطش الملك "هيرودس" الذي كان يسعى لقتل السيد المسيح.

وكان الأنبا يؤانس، أسقف أسيوط وتوابعها، قد ترأس زفة وموكب العذراء مريم من كنيسة "المغارة" الأثرية المتواجدة بدير المحرق التي مُكثت بها العائلة المقدسة خلال زيارتها إلى الدير، حيث شمل الموكب مشاركة لفيف من الكهنة تحمل صور العذراء والأيقونة الأثرية لها، والتي يرجع تاريخها إلى 1500 عام.

كنيسة "العذراء" في مُسطرد

تُعد من أهم الكنائس التي تقيم مولد العذراء ويحرص الأقباط والمسلمون على التوافد إليها من مختلف المحافظات خلال فترة الصوم، وزيارة بئر العذراء، والتي ارتوت منها "أم النور" والسيد المسيح خلال فترة اقامتهم في منطقة "مسطرد" بمحافظة القليوبية، لمدة ثلاثة أيام، حيث تتراوح الزيارات يوميًا بين 20 و30 ألف زيارة، أما الجمعة والأحد فيرتفع المعدل إلى 70 إلى 100 ألف زيارة، ويذكر أن الكنيسة تأسست في القرن الثاني عشر الميلادي، وتم اكتشاف البئر في عام 1481.

وخلال زيارة العذراء مريم وطفلها المسيح ومعهما يوسف النجار مكثت العائلة المقدسة داخل مغارة صغيرة، لا تتسع لأكثر من شخصين فقط، وبجانبها بئر صغيرة كانت ترتوي العذراء وطفلها بمائها، .