انتهت الدورة 31 من مهرجان نوادي المسرح الذي تنظمه الهيئة العامة لقصور الثقافة كل عام، لكن يبدو أن صدى تلك الدورة لم ينته بعد فمنذ أيام قليلة ظهر مخرج العرض المسرحي "هم" الذي كان ضمن عروض نوادي المسرح العام الماضي ليحكي عن أزمة كبرى حدثت له أثناء تقديمه في المسابقة العام الماضي في قصر ثقافة دسوق، وهو ما أثار تساؤلات كثيرة حول حيثيات ذلك الموضوع ولماذا واجه التعنت كما ذكر؟.
في هذا التقرير، تواصلت "البوابة" مع أطراف الأزمة لمحاولة الكشف عن ما حدث والوقوف على حقيقة ما حدث العام الماضي وما هي آخر تطورات تلك الأزمة؟
باسم اسماعيل : الموظفون والعاملون بقصر دسوق حاولوا منع إتمام بروفات العرض
في البداية؛ يقول باسم إسماعيل، مخرج العرض المسرحي "هم"، إن الأزمة بدأت معه أثناء تقديمه في مسابقة نوادي المسرح العام الماضي في قصر ثقافة دسوق فذهبت إلى القصر ليقدم أوراقه المطلوبة كما أقرّتها إدارة لجنة مسابقات نوادي المسرح إلا أنه وفي كل مرة يذهب إلى هناك لا يجد أحدا من موظفي القصر هناك وما كان رد مدير القصر صادق مطاوع إلا أن قال إن القصر لا يقوم بعمل أو استقبال عروض نوادي المسرح.
وتابع إسماعيل: لم يقبلوا الأوراق مني للتقديم في نوادي المسرح إلا بعد أن توجهت إلى غدارة كفرالشيخ التابعة لها القصر وفوجئت بعدها بالمعاملة السيئة من قبل العاملين بالقصر وأفراد الأمن هناك أثناء عمل بروفات العرض المسرحي إلى جانب أن القصر حدد لي أياما قليلة جدا لعمل البروفات على الرغم من أن القصر لم يكن فيه إلا العرض السرحي “ هم” الذي كنا نقدمه وباقي قصور الثقافة فيها اكثر من عرض.
وأوضح اسماعيل، أن العاملين في القصر لم يكتفوا بتقليل عدد الأيام التي كنا نعمل بها بروفات العرض فقط بل إنهم كانوا يغلقوا الأنوار أثناء عمل البروفات وكان هناك تحكم شديد من أفراد الأمن فينا أثناء عملنا حتى أن أغلب الموظفين لم يكونوا موجودين أغلب الأوقات.
إضافة إلى ذلك فإن أفراد الأمن كانوا بيشغلوا مهرجانات على سيستم المسرح حتى لا نستطيع أن ننهي بروفات العرض المسرحي قبل موعده المحدد مننا من قبل لجنة المسابقات في نوادي المسرح، وكل هذا إلى جانب المعاملة السيئة من لكل افراد فريق العرض المسرحي من المنفذين ومهندسين الديكور والمساعدين وغيرهم.
وأشار إسماعيل إلى أنه تجاوز كل هذه الأمور حتى يستطيع إنهاء البروفات وتقديم العرض ولكن قبل أن يقدم عرضه على لجنة التحكيم بأربعة أيام حاول أن يعمل على المسرح حتى يتم إنهاء عمله ولم يغطوني فرصة لتجهيز بروفات جينرال إلا أربعة أيام فقط على ألرغم من جميع القصور تعطي لكل العروض المشاركة عشرة أيام يوميا على المسرح حسبما ذكر وطلب منه موظف في القصر مقابل مادي في سبيل أن يفتح له ابواب المسرح لكنى لم أرضخ وأكملت عملي على هذا الحال قبل العرض على لجان التحكيم.
وذكر إسماعيل أيضا أنه نظرا لقلة الإمكانيات المادية والميزانية الضعيفة في مسابقة نوادي المسرح والتي حددتها المسابقة وهي 5 آلاف جنيه للعرض وهذا لا يكفي في بعض الأحيان فقد اضطررنا إلى دفع أموال من مالنا الخاص لإتمام الديكور والمزيكا وغيره.
واشترينا اللبس الخاص بالعرض المسرحي وبعد انتهاء العرض ذهبت إلى القصر لأسترد الاشياء التي اشتريناها من مالنا الخاص وفوجئت بان الأمن يمنعنا من ذلك على الرغم من هذه الأشياء ليست تابعة للمسرح ولا للقصر ووصل به الأمر إلى الضرب والسب.
وتقدمت بمذكرة في إدارة كفرالشيخ وطلبت تفريغ الكاميرات إلا أن هذا لا يحدث وقالو لي "لازم تتصالح عشان ميأثرش على نتيجتك" ، وفي هذا العام هناك تعنت أنهم يستقبلون أي أورق نواد مع أن أصدقائي في القصور التانيه كلهم قدموا كل أوراقهم .
صادق مطاوع : لم تحدث أى مضايقات.. والموضوع بين أيدى الشئون القانونية
في المقابل؛ قال صادق مطاوع، مدير قصر ثقافة دسوق ردا على ما ذكره المخرج باسم إسماعيل وما حدث له في القصر أثناء عرضه في العام الماضي: تقدمت بمذكرة رسمية إلى وزارة الثقافة ردا على ما اثاره المخرج باسم وذكرت فيها ما حدث بالتفصيل وما ادّعاه فقد طلب مني فتح المسرح في قصر ثقافة دسوق في ذلك الوقت عندما أراد الاشتراك في مهرجان نوادي المسرح.
ومن المعلوم أن الوزارة كانت قد حددت مدة معينة في القصر من أجل تخفيف الأحمال وعدم تشغيل الإضاءة أو الكهرباء بعد الساعة السابعة بعد قرار مجلس الوزراء بتخفيف الاحمال إلا أني تحملت المسئولية وفتحت لهم أبواب المسرح حتى يستطيعوا تجهيز البروفات اللازمة لأجل إنهاء العرض قبل موعد تقديم العروض.
وظل على هذا الحال قرابة 4 شهور حتى أني قد طلبت منه أن يأتي إلى المسرح مبكرا في التاسعة صباحا حتى يكون لديه متسعا من الوقت لكنه رفض بحجة أنه يعمل في النهار في مكان آخر ولا يستطيع الحضور.
ومع ذلك كنت متعاونا معه لأقصى درجة وبعد انقضاء العرض جاء إلى المسرح ليأخذ أغراضه التي اشتراها وبالفعل كان له أغراض لكن أراد أن يأخذ أشياء أخرى من المسرح ليست ملكه وهو ما تسبب في حدوث خلاف بينه وبين الأمن في ذلك الوقت الذي لم يرضى أن يأخذ معه اشياءا ليست من حقه والوزارة.
وتسال مدير القصر لماذا سكت المخرج باسم إسماعيل كل هذا الوقت فيما رآه من تعنت كما يقول طيلة هذا الوقت على الرغم من مرور سنة كاملة حول الواقعة التي ذكرها؟
ويجيب صادق مطاوع مدير القصر أنه يريد في الوقت الحالي التقدم في مسابقة نوادي المسرح في موسمه الجديد مرة أخرى لكن في الوقت الحالي اشتراطات الحماية المدنية لم تكتمل حتى يتم عمل أي بروفات للعروض المسرحية في ذلك الوقت فنحن نعمل وفق قوانين محددة تحكمنا جميعا في الهيئة العامة لقصور الثقافة، ولا يمكن تخطيها مهما كانت الأسباب.
لذا فمسارح الدولة تعمل وفق اشتراطات الحماية المدنية والأمن والسلامة، وعندما تنفذ تلك الشروط وبعد موافقة جهاز مشروعات الخدمة الوطنية عليها تصبح المسارح جاهزة وآمنة لاستقبال العروض والجمهور وعلى هذا الأمر رفضت تقديم او عمل اي بروفات بالمسرح حتى تكتمل اشتراطات الحماية المدنية فليس صحيحا ما ذكره المخرج باسم إسماعيل حول تعنت القصر في قبول أوارقه للتقدم بمسابقة نوادي المسرح هذا العام.