أجرى وفد من مجلس الكنائس العالمي والشركاء المسكونيّين من حول العالم بما فيهم مجلس كنائس الشرق الأوسط، منظّمة ACT Alliance، ومنظّمة كاريتاس الدوليّة، لقاءً تضامنيًّا عن بُعد مع البطريرك ثيوفيلوس الثالث، بطريرك المدينة المقدّسة أورشليم وسائر أعمال فلسطين والأردن للرّوم الأرثوذكس، ومجموعة من رؤساء الكنائس في القدس، دعمًا للإخوة والأخوات في الأراضي المقدّسة وغزّة في ظلّ الظروف الصعبة الّتي يمرّون بها .
يأتي اللّقاء ضمن برنامج زيارة افتراضيّة يعقدها مجلس الكنائس العالمي، بعد تأجيل الزيارة الّتي كانت ستُقام بشكل شخصي بين 5 و9 أغسطس الجاري، بسبب التطوّرات الأمنيّة الّتي استجدّت في المنطقة. في الواقع، تُعقد الزيارة التضامنيّة هذه في وقت تتفاقم فيه الحرب في المنطقة ولا سيّما في فلسطين، وتزداد الحاجيّات الإنسانيّة الطارئة على مختلف الصعد. لذا تهدف إلى تعزيز الحوار الرامي إلى استعادة السلام والإستقرار.
يضمّ الوفد المشارك في الزيارة المطران الدكتور هاينريش بيدفورد-ستروم، المنسّق الإداري في مجلس الكنائس العالمي، الدكتور القس جيري بيلاي، الأمين العام لمجلس الكنائس العالمي، رودلمار بوينو دي فاريا، الأمين العام لتحالف ACT، و أليستر داتون، الأمين العام لمنظّمة كاريتاس الدوليّة، الدكتور عودة قواس، عضو اللّجنة المركزيّة واللّجنة التنفيذيّة لمجلس الكنائس العالمي، الدكتور ميشال عبس، الأمين العام لمجلس كنائس الشرق الأوسط، والسيّد إريك ليسين، المنسّق الإداري في ACT Alliance.
في اللّقاء مع البطريرك ثيوفيلوس الثالث، تحدّث غبطته عن أهميّة الإلتزام العالمي بقضيّة الحضور المسيحي في الشرق الأوسط والقدس بشكل خاصّ ومرافقة المسيحيّين في المنطقة. وقال "كخدّام لكلمة الربّ، نبذل كامل جهودنا للصلاة من أجل السلام والعدالة والمصالحة. إنّ ما يجري هو في الواقع خطير للغاية ليس فقط على منطقتنا والأراضي المقدّسة ولكن على العالم أجمع، ومن واجبنا الأخلاقي كقادة روحيّين تعزيز قيم الكتاب المقدّس وخدمة تعاليمه".
وأضاف البطريرك ثيوفيلوس الثالث أنّ "هذا اللّقاء يهدف إلى بعث رسالة إلى كلّ أنحاء العالم، وإلى الناس هنا، رسالة سلام ومصالحة – وإن كانت نابعة من قلوبنا، أعتقد أن الربّ سيستمع إلى صلواتنا".
بدوره، أشار المطران الدكتور هاينريش بيدفورد-ستروم، المنسّق الإداري في مجلس الكنائس العالمي، إلى أنّ "ما نريد القيام به هو الإستماع حقًّا إلى ما ترغبون قوله؛ نريد أن نكون منبرًا يحمل قصصكم إلى العالم أجمع".
وتابع "أرجو أن تعلموا أنّنا نفكّر بكم كلّ يوم ومن أعماق قلوبنا. سنحاول ليس فقط فهم ما يحدث، ولكن أيضًا إجراء حوارات مع المعنيّين من أجل تحقيق السلام والعدالة".
من جهّته، شدّد الدكتور جيري بيلاي، الأمين العام لمجلس الكنائس العالمي، على العلاقة بين هذا الإجتماع وزيارة التضامن الشخصيّة الّتي تمّت إلى الأراضي المقدّسة في شهر فبراير الماضي . وقال "ككنيسة، نواصل خدمتنا النبويّة، للتعامل مع كلّ من المجتمعات المحليّة والقادة السياسيّين، ونتطلّع إلى تعزيز العمل من أجل إنهاء الحرب".
وأضاف "سنواصل العمل من أجل وقف إطلاق النار وإنهاء الحرب. وسنستمرّ في متابعة الوضع الإنساني، من حيث الوصول إلى المساعدات والحصول عليها. إضافةً إلى مسألة الظروف الّتي ستنتج في الفترة ما بعد الحرب. نحن بحاجة إلى وضع خطط عمل تهدف إلى تنظيم عملنا معًا ككنائس وجماعات دينيّة في سبيل تحقيق السلام على المدى الطويل".
أمّا الدكتور ميشال عبس، الأمين العام لمجلس كنائس الشرق الأوسط، فشدّد على كلمات البطريرك ثيوفيلوس الثالث في ما يخصّ الوضع في الشرق الأوسط، مثنيًا عليها، مشيرًا إلى أنّه "علينا أن نجعل أصواتنا مسموعة. صوت القنابل ليس أقوى من صوت قلوبنا ومحبّتنا".
وتابع "علينا أن نذكّر من يحتلّون الأراضي ويدمّرون المنازل ويعتدون على الناس ويهينونهم يوميًّا، بضرورة ترك مجال لترسيخ المصالحة والمحبّة في المستقبل".
خلال اللّقاء، عرض المجتمعون هواجسهم وتحدّياتهم وتطلّعاتهم في شأن الحرب الدائرة في فلسطين والظروف العصيبة الّتي تمرّ بها المنطقة، حيث رفعوا صلواتهم من أجل إحقاق الحقّ والعدالة وإحلال