مازالت الجريمة الإرهابية الغادرة المعروفة إعلامياً بـ"مجزرة كرداسة"، التي وقعت أحداثها خلال فض اعتصامي رابعة العدوية وميدان النهضة من أنصار تنظيم الإخوان الإرهابي، الشغل الشاغل للرأي العام المصري بسبب وقائعها الإجرامية الشنيعة على خلفية قيام المجرمين بتنفيذ مذبحة قتل بدم بارد والتمثيل بجثث رجال قسم شرطة كرداسة بدون أي ذنب.
وتنشر "البوابة نيوز" في السطور الآتية أدلة الثبوت ضد المتهمين ونص شهادة شهود الواقعة البالغ عددهم 104 والصادرة بمعرفة مكتب المحامي العام لنيابة شمال الجيزة الكلية في القضية رقم 12749 لسنة 2013 جنايات كرداسة والمقيدة برقم 4804 لسنة 2013 كلي شمال الجيزة.
حيث أجمعت أقوال الشهود على أنه في أعقاب بدء قوات الأمن عملية فض الاعتصامين غير السلميين برابعة العدوية وميدان النهضة بدأ المتهمون الواردة أسماؤهم في أدلة الثبوت بإلقاء الحجارة وزجاجات مشتعلة الطرف "مولوتوف" علي قوات المركز فتم رفع حالة التأهب الأمني بالتواجد أمام ديوان المركز.
وفي حوالي الساعة العاشرة صباحاً فوجئ رجال الشرطة الناجون من المذبحة بإطلاق المتهمين أعيرة نارية تجاه المركز بكثافة من جميع الاتجاهات ومن أعلي أسطح العقارات المجاورة، كما قطعوا كافة الطرق المؤدية لمركز الشرطة ونتج عن إطلاق الأعيرة النارية اصابة مجندين شرطة توفيا على الفور.
وعندما حاول رجال الشرطة نقل الجنديين المقتولين داخل ديوان المركز تعرضوا لإطلاق نار وعقب ذلك تم اقتحام المركز من قبل المتجمهرين عن طريق النوافذ المطلة علي مبني السجل المدني المجاور للمركز وتمكنوا من السيطرة علي ديوان المركز واستولوا علي جميع الأسلحة التي كانت بحوزة رجال الشرطة، وقام المتهمون بإخراج جميع الضباط والأفراد من داخله إلي الخارج.
ثم حضرت سيارة ترجل منها ستة أشخاص ملثمي الوجوه وبحوزتهم بنادق أليه مطلقين منها أعيرة نارية صوب رجال الشرطة، مما أدى لحدوث إصابتهم جميعاً، ونما لعلم شهود الواقعة أن المحرض الرئيسي لجريمة الاقتحام هو المتهم محمد نصر الدين فرج الغزلاني وهو من القيادات الإسلامية بكرداسة وذلك انتقاماً لفض اعتصامي رابعة العدوية وميدان النهضة، كما أشارت التحريات أن المتهم عماد حنفي الصعيدي، له صلة وثيقة باقتحام ديوان المركز لخلافاته السابقة والمستمرة مع ضباط المركز ولكونه مسجل خطر ومطلوب لارتكابه أعمال إجرامية و أن الواقعة ارتكبت بناء علي تعليمات وترتيبات وتنظيم دقيق.
كما أفادت أقوال الشهود المثبتة بالمستندات سماع أصوات تنادي في مكبر صوت مرددة "حي على الجهاد على المركز" بعدها تم اقتحام مركز شرطة كرداسة من جانب المتظاهرين غير السلميين الذين أخذوا يهتفون ضد الشرطة وبحوزتهم حجارة ومولوتوف ألقوها صوب المركز.
فتوجه أحد رجال الشرطة لمكتب المجني عليه، مأمور المركز محمد عبدالمنعم جبر، ووجد برفقته المجني عليه اللواء مصطفي الخطيب، مساعد الفرقة، لبحث الامر فقال له "ماتخافش دول شوية عيال والقوات كلها مشغولة في فض اعتصام رابعة والنهضة"، ثم بدأ توافد عدد من المتظاهرين غير السلميين يهتفون ضد الشرطة وبحوزتهم حجارة ومولوتوف القوها صوب المركز منهم المتهمين رضا صلاح مصطفي ، ممدوح صلاح مصطفي ، عبد الله سعيد علي عبد القوي ، مصطفي حامد عبد الفتاح ،أحمد فاروق محمد عثمان ، علي السيد علي القناوي ، صالح منصور عبد المعز.
وكان الأخير يردد قائلاً "إحنا هنطلع ميتين أم الشرطة" وعدد آخر من المتهمين كانوا يرددون: "الشرطة اللي قتلت اخوتنا في رابعة والنهضة ولازم ننتقم لإخوتنا"، فتعاملت قوات الشرطة بإطلاق القنابل المسيلة للدموع لتفريق جمعهم دون جدوى وبدأت اعددهم في الزيادة اكثر وفي حوالي الساعة العاشرة والنصف صباحاً بدأ اطلاق الأعيرة النارية بكثافة أكبر من جميع الاتجاهات ومن أعلى أسطح العقارات المجاورة لمركز الشرطة وأبصر الشهود من ضمن المتهمين مطلقي الاعيرة النارية صوبهم القيادي الإخواني محمد إبراهيم علي الغزلاني وبحوزته بندقية آلية.
وبعد استماع النيابة لشهادات الشهود استعرضت بعض التسجيلات المصورة لأحداث المجزرة الإرهابية ومعاينة تقارير الطب الشرعي لضحايا الهجوم الإجرامي الذي أسفر عن استشهاد كل من اللواء مصطفي الخطيب، مفتش فرقة أكتوبر، والعميد محمد جبر، مأمور مركز كرداسة، والعقيد عامر عبد المقصود، نائب المأمور، والنقيب هشام شتا، معاون المباحث، والملازم أول محمد فاروق، معاون المباحث، و4 من أمناء الشرطة و6 مجندين آخرين.