قال المسافرُ في القصيدة
للمسافر في القصيدة:
كم تبقَّي من طريقكَ؟
ـ كُلُّهُ
ـ فاذهبْ إذًا، واذهبْ
كأنَّكَ قد وصلتَ... ولم تصلْ
ـ لولا الجهات، لكان قلبي هُدْهُدًا
ـ لو كان قلبُــكَ هدهدًا لتبعتُهُ
ـ مَنْ أَنتَ؟ ما اسمُكَ؟
ـ لا اسمَ لي في رحلتي
ـ أأراك ثانيةً ؟
ـ نعم. في قِمَّتَيْ جَبَــلَيْن بينهما
صديً عالٍ وهاويةٌ... أراكَ
ـ وكيف نقفز فوق هاويةٍ
ولسنا طائِرَ يْنِ؟
ـ إذنْ، نغني:
مَنْ يرانا لا نراهُ
ومَنْ نراهُ لا يرانا
ـ ثم ماذا ؟
ـ لا نغنِّي
ـ ثم ماذا ؟
ـ ثم تسألني وأسألُ:
كم تبقَّي من طريقكَ ؟
ـ كُلُّهُ
ـ هل كُلُّهُ يكفي لكي يَصِلَ الـمُسَافِرُ؟
ـ لا. ولكني أرى نسرًا خرافيًّا
يحلِّقُ فوقنا... وعلى ارتفاعٍ منخفضْ !
محمود درويش