بيروتُ خيمتُنا الوحيدة
بيروتُ نجمتُنا الوحيدة
هل تمدَّدنا على صفصافها لنقيس أجسادًا محاها البحر عن أجسادنا جئنا إلى بيروت من أسمائنا الأولى
نفتِّشُ عن نهايات الجنوب وعن وعاء القلبِ...
سال القلبُ سال...
وهل تمدَّدنا على الأَطلال كي نَزِنَ الشمال بقامة الأغلال؟
مال الظلِّ مال عليَّ، كسَّرني وبعثرني
وطال الظلُّ طال....
ليَسْرُوَ الشجرُ الذي يسرو ليحملنا من الأعناق
عنقودًا من القتلى بلا سببِ...
وجئنا من بلادٍ لا بلاد لها
وجئنا من يد الفصحى ومن تَعبِ....
خرابٌ هذه الأرض التي تمتدُّ من قصر الأمير إلى زنازننا
ومن أحلامنا الأولى إلى... حطبِ
فأعطينا جدارًا واحدًا لنصيح يا بيروتُ !
أعطينا جدارًا كي نرى أْفقًا ونافذةً من اللهبِ
وأعطينا جدارًا كي نُعلِّق فوقه سدُومَ
التي انقسمت إلى عشرين مملكةً
لبيع النفط.... والعربي
وأعطينا جدارًا واحدًا
لتصيح في شبه الجزيرةْ
بيروت خيمتُنا الأخيرةْ
بيروت نجمتُنا الأخيرةْ
أُفُقُ رصاصيُّ تناثر في الأُفق
طُرُقٌ من الصدف المجوَّف... لا طُرُقْ
ومن المحيط إلى الجحيم
من الجحيم إلى الخليج
ومن اليمين إلى اليمين إلى الوسطْ
شاهدتُ مشنقةً بحبلٍ
واحدٍ
من أجل مليونيْ عُنُقْ !
محمود درويش