أكدت منظمة الصحة العالمية، أن حملة الأسبوع العالمي للرضاعة الطبيعية هذا العام تركز على شعار «سد الفجوة: دعم الرضاعة الطبيعية للجميع».
وقالت المنظمة في بيان لها اليوم الاحد: إن للرضاعة الطبيعية فوائد مُثبَتة للرضع والأمهات، ولكن العديد من النساء لا يُرضعن أطفالهن طبيعيًّا للمدة التي يرغبن فيها بسبب افتقارهن إلى البيئة الداعمة.
وتُعدُّ الرضاعة الطبيعية أحد أفضل طرق ضمان صحة الطفل وبقائه على قيد الحياة. وتوصي منظمة الصحة العالمية بأن تقتصر تغذية الرضَّع على الرضاعة الطبيعية حتى يبلغوا من العمر 6 أشهر. ولكن، على الصعيد العالمي، أقل من نصف عدد الرضع الأصغر من 6 أشهر تقتصر رضاعتهم على الرضاعة الطبيعية.
وفي إقليم شرق المتوسط، تقتصر رضاعة نحو 35% فقط من الرضع الأصغر من 6 أشهر على الرضاعة الطبيعية. هذا يعني أن طفلين تقريبًا من بين كل ثلاثة أطفال لا تقتصر تغذيتهما على الرضاعة الطبيعية في الأشهر الستة الموصى فيها بذلك، ولم يتحسَّن هذا المعدل على مدى عقدين.
وتحتفي حملة الأسبوع العالمي للرضاعة الطبيعية المقرر تنظيمها من 1 إلى 7 آب/ أغسطس بالأمهات المُرضعات، وتوضح لراسمي السياسات والعاملين الصحيين والأسر والمجتمع كيفية دعم الأمهات لإنجاح الرضاعة الطبيعية.
ولبن الأم هو الغذاء المثالي للرضع؛ فهو مأمون ونظيف، ويحتوي على أجسام مضادة تساعد في حمايتهم من العديد من أمراض الطفولة الشائعة.
ويوفر لبن الأم كل ما يحتاج إليه الرضيع من طاقة ومُغذِّيات خلال الأشهر الأولى من عمره. ويظل يوفر نصف احتياجات الطفل الغذائية أو أكثر خلال النصف الثاني من العام الأول من عمره، وما يصل إلى ثلث هذه الاحتياجات خلال العام الثاني.
وتشير الدراسات إلى أن الأطفال الذين رضعوا رضاعة طبيعية يتفوقون في اختبارات الذكاء، ويكونون أقل ميلًا لزيادة الوزن أو السمنة، وأقل عرضة للإصابة بمرض السكري في وقت لاحق من حياتهم. ويقل تعرُّض النساء اللاتي يُرضعن أطفالهن رضاعة طبيعية لخطر الإصابة بسرطان الثدي وحالات سرطان المبيض.
إجراءات تشمل المجتمع بأسره لإنجاح الرضاعة الطبيعية
إنَّ استحقاقات الأمومة الفعَّالة، التي لا تجبر المرأة على الاختيار بين الأسرة والعمل، تهيئ بيئة تمكينية للأمهات لإرضاع أطفالهن رضاعة طبيعية. وعلى مستوى رسم السياسات، ينبغي أن تحصل الأمهات الحديثات الإنجاب على إجازة أمومة مدفوعة الأجر تتراوح بين 18 أسبوعًا و6 أشهر على الأقل، وذلك لدعم الرضاعة الطبيعية من بين أسباب أخرى. هذا، بالإضافة إلى إجازة مدفوعة الأجر بعد العودة إلى العمل للرضاعة الطبيعية، أو لضخ لبن الثدي وتخزينه.
ويُعَد كذلك الحصول على إجازة أبوَّة كافية مدفوعة الأجر بعد ولادة الطفل أمرًا بالغ الأهمية.
وينبغي أن تُتاح لكل امرأة إمكانية الحصول على مشورة مفيدة ولائقة بشأن الرضاعة الطبيعية من مهنيين صحيين مُدرَّبين. ومن المهم بالقدر نفسه تقديم الأسر والمجتمعات المحلية الدعم إلى المرأة لإرضاع أطفالها في أي وقت وأي مكان. فالرضاعة الطبيعية أمر طبيعي وعادي، ويجب عدم انتقاد أو منع ممارستها في الأماكن العامة.
وتُحسِّن الرضاعة الطبيعية صحة الرضع والأمهات وعافيتهم، ولكنها تتطلب دعمًا كافيًا. وهذا يستدعي استثمارًا في برامج دعم الرضاعة الطبيعية، بما في ذلك الحماية من تسويق مستحضرات الرضع الغذائية الذي يقوِّض الثقة في الرضاعة الطبيعية. ويواصل التسويق غير الملائم لبدائل لبن الأم عرقلة الجهود المبذولة لتحسين معدلات الرضاعة الطبيعية ومدتها في جميع أنحاء العالم. لذا، ينبغي وضع حد للترويج الاستغلالي لبدائل لبن الأم في جميع السياقات.
وفي الأسبوع العالمي للرضاعة الطبيعية هذا العام، دعونا نُقدِّم كل الدعم الممكن لتشجيع الرضاعة الطبيعية. فقد حان الوقت لسد هذه الفجوة الناجمة عن عدم اقتصار تغذية ما يقرب من ثُلثي عدد الرضَّع في الإقليم على الرضاعة الطبيعية خلال الشهور الستة الأولى من عمرهم.