ذكرت صحيفة "الجارديان" البريطانية أنه على حزب العمال البريطاني أن يعيد إحياء العلاقات مع قارة أفريقيا؛ التى دمرتها قرارات حزب المحافظين بعد قواعد التأشيرات المناهضة للقارة وميزانيات المساعدات المخفضة أدت إلى توتر العلاقات مع القارة التى ستحتاج بريطانيا إلى الاعتماد عليها بشكل متزايد.
وأشارت الصحيفة البريطانية إلى أن بيان وزير الخارجية البريطانى الجديد ديفيد لامى الافتتاحي، برز فيه سطر واحد؛ إذ قال لامي: "إن حكومة حزب العمال ستعيد ضبط نهج بريطانيا فى التعامل مع أزمة المناخ، وأوروبا، والجنوب العالمى بشكل مثير للاهتمام".
حكومة المحافظون تتجاهل أهمية الأفارقة
أكدت "الجارديان"، أن بيان وزير الخارجية من شأنه أن يشكل تغييرًا كبيرًا؛ فقد تجاهلت الحكومات التى يقودها المحافظون الأهمية المتزايدة للأفارقة على الساحة العالمية على مدى السنوات الأربعة عشرة الماضية.
كما قللت باستمرار من تقدير مساهمة المهاجرين الأفارقة فى اقتصاد المملكة المتحدة، ولم تسفر السياسات الخارجية والداخلية عن علاقات تجارية قوية أو شراكات أمنية. وكل هذا أدى إلى إضعاف مكانة بريطانيا فى القارة.
ولجعل الأمور أسوأ، خفضت المملكة المتحدة أيضًا ميزانية مساعداتها بشكل كبير فى السنوات الأخيرة، على الرغم من تحذيرات المنظمات غير الحكومية من أنها تخاطر بتعميق الأزمة الإنسانية فى أجزاء من شرق أفريقيا التى ضربها الجفاف والصراع وارتفاع أسعار المواد الغذائية.
كما خفضت خدمة "بى بى سي" العالمية، التى كانت منذ فترة طويلة مصدرًا للقوة الناعمة للمملكة المتحدة فى أفريقيا، إنتاجها وموظفيها؛ استجابة لأكثر من عقد من التخفيضات التى أدت إلى خفض ميزانية "بى بى سي" بنسبة ٣٠٪ بالقيمة الحقيقية.
نفوذ بريطانيا بأفريقيا يتضاءل وروسيا والصين تعززان وجودهما
وأشارت الصحيفة البريطانية إلى أن نتيجة القرارات السابقة هى أن نفوذ بريطانيا فى أفريقيا قد تضاءل، فى حين عززت الصين وروسيا وجودهما فى القارة. فقد تعهدت بكين بتقديم ما يقدر بنحو ١٥٣ مليار دولار للمقترضين من القطاع العام الأفريقى بين عامى ٢٠٠٠ و٢٠١٩ لتمويل مشاريع البنية الأساسية.
كما لفتت "الجارديان" إلى أن روسيا أصبحت فى السنوات الأخيرة، الشريك العسكرى المفضل لدول غرب أفريقيا التى تقاتل المتمردين الجهاديين، لتحل محل القوات الفرنسية.
وقدمت روسيا شحنات الحبوب إلى العديد من الدولــ جزئيًا- للتخفيف من صدمات سلسلة التوريد الناجمة عن غزوها أوكرانيا.
وتعد الهند والمملكة العربية السعودية وتركيا من بين الدول الأخرى التى تبنى علاقات دبلوماسية واقتصادية فى المنطقة. ولم تقابل المملكة المتحدة هذا الحماس للتعاون مع الدول الأفريقية.
أهمية القارة الأفريقية
وتكتسب هذه العلاقات أهمية كبيرة؛ لأن العديد من البلدان الأفريقية غنية بالموارد المعدنية اللازمة للتحول إلى الطاقة الخضراء ولديها قادة يسعون إلى إقامة شراكات استراتيجية لضمان استفادة بلدانهم من الموارد الطبيعية التى تشهد طلبًا كبيرًا.
ويبدو أن حزب العمال يدرك على الأقل الحاجة إلى إقامة علاقات أوثق مع القارة.
