ينتظر العالم خلال الـ 4 أشهر المقبلة بفارغ الصبر حسم مستقبل علاقاته مع الولايات المتحدة الأمريكية خصوصا مع إجراء الانتخابات الرئاسية بحثًا عن مسارات المستقبل لأكبر دول العالم والتي تميل كفتها لصالح مرشح الحزب الجمهوري، دونالد ترامب الرئيس السابق لبلاد العم سام.
ومع انطلاق سباق الانتخابات الرئاسية في 5 نوفمبر المقبل بين كل من دونالد ترامب مرشح الحزب الجمهوري والرئيس السابق للولايات المتحدة ومنافسه الذى من المنتظر أن يكون كامالا هاريس بعد انسحاب بايدن من سباق الترشح، ينتظر زعماء العالم بفارغ الصبر مجريات الأحداث دوليا وعودة هيمنة أمريكا مرة أخرى على الدول الكبرى والنامية أو تقاسم تكتلات جديدة علي الساحتين الدولية والإقليمية تتزعمها روسيا والصين لانتزاع إرث قديم لصالح ممالك أوروبية تتزعمها فرنسا وبريطانيا؛ للسيطرة على آسيا وأفريقيا.
وكشفت تقارير دولية حول اهتمام صناع القرار فى الولايات المتحدة الأمريكية لمغازلة رجل الشارع الأمريكي لترضيته بتحسين الوضع المعيشي وزيادة الدخول وإعادة الثقة في مؤسسات دولته في مقدمتها البنوك التي تعرضت لهزة في الربع الأول من العام الجاري وخصوصا بعد إفلاس أكثر من 7 بنوك أمريكية وتسبب في ذلك فقد عشرات المليارات من الدولارات وتحول الجهاز المصرفي لخسائر واستمرار الاحتياطي الفيدرالي في استخدام سياسات نقدية متشددة بشأن سعر الفائدة والتي تسببت في ثبات معدلات التضخم في الوقت الحالي لنحو 2% وارتفاع معدلات طلبات الحصول على إعانة بطالة للمرة الأولى بواقع 745 ألف طلب في فبراير الماضي وفقا لتقارير صادرة عن وزارة العمل الأمريكية وهو ما يعني ارتفاع نسب البطالة في البلاد بصورة غير مسبوقة إذ سجلت ما يقرب من 3.6% في الوقت الحالي.
ترامب رجل الصفقات والفرص
وفقا لما نقلته تقارير أمريكية بتصدير المرشح الأوفر حظا "ترامب" والذي ارتفعت أسهم وصوله للمنصب الرفيع في البيت الأبيض بعد محاولة اغتياله الأسبوع الماضي والتي استغلها أنصاره بصورة كبيرة إذ جذبت تعاطف رؤساء وزعماء أوروبيين من بينهم الرئيس الفرنسي إيمانول ماكرون ورئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ملوني، ورئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.
"ترامب" رجل الصفقات والفرص حسبما وصفته تقارير دولية وصاحب الخلفيات الاقتصادية الرأسمالية؛ والذي تعهد حال فوزه بالسباق الرئاسي بتشكيل حكومة تقدم الخدمات بشكل أفضل بما يجعل بلاده الأفضل تاريخيا في 4 سنوات حيث سيقضي على التضخم وثبات أسعار الفائدة وحل المشكلات الاقتصادية والدولية بما في ذلك الصراع الروسي الأوكراني وعودة هيبة الولايات المتحدة لما كانت عليه وتقليص الدور الروسي الذي تسبب فيه غريمه "بايدن"، وفقا لتصريحاته في أحد مؤتمراته الصحفية.
وعد "ترامب" بحسم النزاع في منطقة البحر الأحمر خصوصا ما تعانيه غزة من ويلات الحرب الإسرائيلية حيث سينهي تلك الحرب.
استعادة الهيمنة
وحسب تعليقات محللين ومراقبين فإن تصريحات "ترامب" السابقة بالتوقف عن دعم بلاده لأي دولة يقل إنفاقها العسكري عن 2% من الناتج المحلي الإجمالي في إشارة لإتمام صفقات تسليح أمريكية وبالتالي سيؤثر ذلك القرار على دور حلف الناتو ودول الاتحاد الأوروبي للتوصل لحلول للأزمة الروسية الأوكرانية ومن ثم التفرغ لمنطقة الشرق الأوسط وإتمام المزيد من الصفقات هناك.
ويحاول "ترامب" حال وصوله لسدة الحكم إجبار دول في أوروبا لرفع إنفاقها العسكري بواقع 4% من الناتج المحلي الإجمالي بما في ذلك إسبانيا التي تنفق فعليا 10 مليارات يورو بما يمثل 1.65% من ذات الناتج إذ يتوقع أن يتم رفع تلك القيمة لـ28 مليارات يورو.
ويفكر "ترامب" أيضا فى خفض واردات بلاده لأوروبا ومنطقة اليورو جمركيا وضريبيا، وهو ما يعني إغراق تلك المنطقة بالبضائع الأمريكية كنوع من تحريك اقتصاد بلاده والسيطرة علي معدلات التضخم ومطالبات المواطنين المستمرة بصرف إعانات بطالة وبالتالي سيكون مؤثرا على الاقتصاد الأوروبي.
تكتلات جديدة
في المقابل وفقا لمحللين تسعي كل من روسيا والصين الحليفان الأكبر عالميا والمناهضان للبيت الأبيض وحلف الناتو؛ لتوسيع توغلهما في القارتين الأفريقية والآسيوية لبسط نفوذهما الاقتصادي من خلال تكتل بريكس الذي تقوده "موسكو" في الوقت الحالي.
علي مدار العام الماضي وتحديدا في الفترة من 27 حتي 28 من يوليو 2023؛ استضافت موسكو قمة روسيا أفريقيا بمدينة سان بطرسبرج بمشاركة 49 من زعماء الدول الأفريقية من بينهم مصر؛ إذ ركزت تلك الاجتماعات علي تعزيز العلاقات الاستراتيجية والارتقاء بها لمستوى جديد وهو ما يعني ترسيخ تغلل "الكرملين" لتواجده في القارة السمراء لكسر الجمود الذي خلفه الصراع الروسي الأوكراني وما تلاه من الحرب علي غزة والتي أثرت علي المنطقة.
وصف البعض تلك الاجتماعات بأنها تحضيرات لقمة تكتل بريكس نوفمبر السابق والذي تلاه قبول عضوية مصر في ذلك التكتل باعتبارها زعيمة وممثلة أفريقيا في هذا التجمع الجديد.
تحاول روسيا بصورة كبيرة لسحب البساط من أسفل قدم غرماءها في الناتو والولايات المتحدة داخل القارة السمراء وربما منطقة الشرق الأوسط في محاولة لاستعادة أمجاد الاتحاد السوفيتي بتكتل صيني كوري شمالي إيراني؛ كحلف جديد لمواجهة المعسكر الغربي.
وفقا لتقارير دولية فإن روسيا تعهدت بمواصلة تطوير العلاقات مع البلدان الأفريقية والعمل على تحفيز التجارة والاستثمار معها ومساعدتها في مكافحة الفقر وهو ما يستدعي الاستمرار في تطوير العلاقات وفتح أسواق جديدة ونقل تكنولوجيا الدب الروسي والتنين الصيني للقارة السمراء والتعاون الأمني واستخدام نظم الرقمنة بخلاف كسر جمود تهاوي التجارة العالمية وتأثر سلاسل الإمداد والتموين في تلك المناطق.