الأحد 22 ديسمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

البوابة القبطية

القس وجيه يوسف: على الكنائس مواجهة ظاهرة الدرجات اللاهوتية "المزيفة"

الدكتور القس وجيه
الدكتور القس وجيه يوسف
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

قال الدكتور القس وجيه يوسف، الباحث في التراث العربي المسيحي والمتخصص في التعليم اللاهوتي، إن هناك انتشار عدد كبير من الهيئات المسيحية مثل كليات اللاهوت "غير المعتمدة" في منطقة الشرق الأوسط، وبالتحديد في مصر.

وأوضح، أن هذه الكليات ليس لها أي مقر أو هيكل إداري ولا أكاديمي، ورغم ذلك تقوم بتقديم درجات علمية في الدراسات اللاهوتية مثل الماجستير والدكتوراه دون وجه حق، وهذا الأمر غريب جدًا، ويهدف للحصول على ألقاب وهمية، مطالبًا الكنائس بمواجهة ظاهرة الدرجات اللاهوتية العلمية "المزيفة".

وأضاف "يوسف،" ردا على البيان الصادر لرابطة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للتعليم اللاهوتي والتي حذرت فيه من الشهادات العلمية المزيفة، أن رابطة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للتعليم اللاهوتي هي ضمن أكبر أربع هيئات في هذا المجال على مستوى العالم وليس منطقة الشرق الأوسط فقط، مطالبًا بضرورة تشجيع الكليات الناشئة على اتخاذ خطوات الاعتماد الرسمية حتى إذا كان المقر صغيرًا، وإنشاء هيكل إداري حتى إذا كان قليل العدد، وسرعة السير في الإجراءات القانونية السليمة؛ لكي يصبح لدى الكيان التعليمي المقدرة على إعطاء درجات علمية حقيقية، موضحًا أن هذه الأمور ستمكّن من خدمة الكنيسة والمجتمع بشكل صحيح بعيدا عن أية شبهات. 

كما لفت، الباحث في التراث العربي المسيحي، أن البيان تناول درجات علمية قد تؤثر بالسلب على الكنيسة والمجتمع، مضيفًا أن "الكنائس من حال كلياتها" بمعنى إذا كان هناك كلية ليبرالية فبكل تأكيد سيكون منبر الكنيسة "ليبرالي" لأن الخريجين "القساوسة" سينادون بالفكر الليبرالي الذي نراه مخالفًا لتعاليمنا، إما إذا كان لدينا منبر كنيسة "محافظ" مُصْلَح ملتزم بكلمة الله، فنجد المنبر ملتزمًا بتعاليم الإنجيل. 

وتابع، أنه إذا تم إنشاء معهد تعليمي مبني "على الرمال وليس الصخر،" كما علمنا السيد المسيح، فالنتيجة ستكون معلومة ولا يجب أن تكون هناك شبهة ولا يجب أن نتبع الطريق الخطأ، وخاصة في سعينا لتقديم تعليم لاهوتي لخدمة الكنيسة والمجتم، متمنيًا أن يكون كافة الموجودين في مجال الخدمة المسيحية بمصر حاصلين على درجات علمية كالماجستير والدكتوراه، ولكن بالطريقة الصحيحة، مضيفًا، إن المؤسسة الدينية هي ضمير المجتمع، وحتى لو فسد المجتمع فلا يجب أن تفسد هي.

وأشار "يوسف" إلى أن اعتماد كليات اللاهوت محليًا أو ادراجها تحت المجلس الأعلى للجامعات يعتبر "أمرًا معقدًا،" لافتًا أن خضوع كلية اللاهوت الإنجيلية وبعض الكليات المماثلة من الطوائف والمذاهب المسيحية المختلفة تحت التعليم العالي أو المجلس الأعلى للجامعات أمر "صعب،" لأنها كليات خاضعة لكنائس، كما أن الحكومة المصرية منحت هذه الكنائس الحق في إدارة شؤونها، ولا يوجد تدخل رسمي من الدولة في المناهج ولا خطة الدراسة. 

واستكمل، أنه منذ الفتح الاسلامي في القرن السابع، أعطت الدولة مساحة للمسيحيين لإدارة شؤونهم، مشيرًا إلى خطورة انتشار بعض الهيئات أو المؤسسات والتي لا يحق لها إصدار شهادات علمية، بدون وجه حق، مؤكدًا أن قضية الألقاب غير الحقيقية قضية مشكلة أخلاقية وليست مشكلة لاهوتية فحسب.

وأوضح، أن هناك العديد من المسميات وأنواع درجات الدكتوراه في الدراسات اللاهوتية، مشيرًا إلى أن أعلى درجة في الدراسات الأكاديمية بشكل عام هي الدكتوراه العلمية التي تلحق بدرجة الـPhD، وهذه النوعية من الدكتوراه ليست عالمية، أي أنها مطلوبة في بعض الدول الأوربية فقط، وهناك درجة شبيهة بها مطلوبة في البرازيل باسم Habilitation، وتأتي هذه التسمية من أصل لاتيني (habilitare)  بمعني يلائم، فالحاصل على هذه الدرجة يلائم متطلبات التدريس الأكاديمي، وأصبحت هذه الدرجة معروفة في ألمانيا منذ القرن التاسع عشر، ويضع الحاصل عليها لقب أستاذ قبل اسمه، على هذا النحو: (Prof. Dr. habil)، أي: (الأستاذ الدكتور).

كما أشار إلى أن الدرجة الأكاديمية العليا والأكثر شيوعًا في مجال الدراسات اللاهوتية هي درجة الـPhD ، وهي اختصار للكلمة اللاتينية Doctor Philosophiae، وهي أعلى درجة أكاديمية تمنحها غالبية جامعات العالم، يحصل الطالب على هذه الدرجة الأكاديمية بعد تقديم أطروحة أصيلة تزيد المعرفة الإنسانية في مجال ما في شمال أمريكا، يدرس الطالب عامين أكاديميين كاملين، ثم يمتحن في عدد كبير من الكتب في مجموعة من الامتحانات المكثفة التي تؤكد للمصححين أن الطالب واقف على كل أدبيات العلم الذي يدرسه، ثم بعد اجتياز الامتحانات، يبدأ الطالب في كتابة الرسالة العلمية التي تتراوح ما بين 150-250 صفحة، لا تتجاوز مدة الدراسة 5 سنوات متفرغة، أما في أوربا وبعض الدول الأخرى، فيتم زيادة عدد صفحات الرسالة لتصل إلى ما بين 350-400 صفحة، إذ لا يقوم الطالب بدراسة أية مساقات، ويضع الحاصل على هذه الدرجة لقب "دكتور" قبل اسمه، على هذا النحو (Dr.).

وأضاف، أن هناك درجة أكاديمية شبيهة بالـ PhD اسمها ThD، وهي اختصار للكلمة اللاتينية (Doctor Theologiae، ومرات تختصر كالآتي  (DTh, DTheol, Dr. Theol وفي عدد من الكليات الغربية تم تغيير هذا المسمى لـ PhD. يبقى الاختلاف الوحيد بين هاتين الدرجتين في أن الـ ThD هي درجة عليا في اللاهوت المسيحي فقط، أما الـ PhD فمن الممكن أن تكون في موضوعات لاهوتية مسيحية أو في مجالات دينية أخرى، ويضع الحاصل على هذه الدرجة لقب "دكتور" قبل اسمه، على هذا النحو: (Dr.).

واستكمل، أن هناك درجات دكتوراه أكاديمية أخرى متخصصة في مجالٍ ما في دراسات اللاهوت المسيحي مثل: درجة دكتوراه في اللاهوت المقدس Sacrae Theologiae Doctor (STD)؛ درجة دكتوراه في العمل المرسلي Doctor in Missiology (D. Miss)؛ درجة دكتوراه في الدراسات الثقافية الدولية Doctor in Intercultural Studies (DIS)

ولفت أن درجة دكتوراه مهنية معروفة اسمها  Doctor of Ministry (D. Min.)، وكما هو واضح من الاسم، فهي درجة دكتوراه مرتبطة بنوعية خدمة معينة يقوم بها (أو يهتم بها) الطالب، ويقوم الطالب بدراسة عدد من المساقات بنظام الـ modules (الوحدات الدراسية: فترة زمنية محددة لدراسة مساق أو مساقين، لا تتعدى 30 يومًا). ويكتب الطالب مشروع التخرج المرتبط بخدمة نوعية ما.

وأشار إلى أن هناك أيضًا درجة الدكتوراه الفخرية، وهي في الواقع درجة أكاديمية لأن الجهة المانحة هي جامعة أو كلية (أصلًا لديها المقومات الأكاديمية لمنح درجات الدكتوراه)، وفي هذا الحال، تتغاضى الجامعة عن كل الشروط الأكاديمية المؤهلة للحصول على درجة الدكتوراه، وتمنح شخصًا هذه الدرجة بسبب علّة نبيلة (honoris causa)، وتُمنح هذه الدرجة للأشخاص الذين أسهموا بشكل استثنائي في خير المجتمع (في مجال الأدب، الفن، السياسة، الموسيقى، الخ)، وتسمّي بعض الجامعات الدكتوراه الفخرية بأسماء مرتبطة بنوعية الإنجاز الذي قام به الُمعطى له الدرجة مثل: دكتوراه فخرية في الأدب (Doctor of Humane Letters)، دكتوراه فخرية في القانون (Doctor of Laws)، دكتوراه فخرية في العلوم (Doctor of Science)، دكتوراه فخرية في الفنون الجميلة (Doctor of Fine Arts)، دكتوراه فخرية في اللاهوت (Doctor of Divinity).

كما أوضح يوسف، أن هناك هيئة رئيسية ورسمية معتمدة في قارة إفريقيا، كما هناك هيئات أخرى للاعتماد الأكاديمي لكليات ومعاهد اللاهوت في العالم ومنها:

  • ACTEA

Accrediting Council for Theological Education in Africa

  • ARTS

Association of Reformed Theological Seminaries

  • ATA

Asia Theological Association

  • ATIME

Association for Theological Schools in the Middle East

  • ATS

Association of Theological Schools in the United States and Canada

  • EAAA

Euro-Asian Accrediting Association

  • ECTE

European Council for Theological Education

وسابقًا كان تحت اسم:

  • EEAA

European Evangelical Accrediting Association

  • MENATE

The Middle East and North Africa Association for Theological Education

الدكتور القس وجية يوسف