يحتفل المصريون اليوم بذكرى ثورة 23 يوليو 1952، والتى أحدثت ثورة على صعيد البناء والتنمية، فكانت الثورة مصدر إلهام للفن التشكيلى، وتأثر بها كثير من الفنانين وجسدوا مكتبساتها بريشتهم ، ومن اهم وأبرز الفنانين الذين ابدعوا فى توثيق ذلك الإنجاز الكبير هو الفنان الكبير عبد الهادى الجزار.
"الجزار".. أسطورة فنية جسدت مكتسبات يوليو
سرعان ما تأثر "الجزار" بثورة 23 يوليو 1952، فوجد ضالته للتعبير عن وطنه، فأبدع في رسم لوحتى "الميثاق"، و"إنسان السد"، لينجح فى توثيق المشروع القومى الضخم "السد العالى" للتاريخ بريشته، حيث التفاصيل المصممة بمهارة فنية عالية تجسد التحدى والإرادة، والتطلع للمستقبل، مجسدًا ذلك فى رأس إنسان عملاق وجهه يشبه وجه الزعيم جمال عبد الناصر، مرتديًا خوذة الفضائيين، حيث كان متطلعًا دائما للمستقبل.
حكاية فنان الفقراء والمهمشين
يُعد الفنان عبد الهادى الجزار، من أهم فنانى الحركة التشكيلية المعاصرة فى مصر، بدأ رحلته مع الفن منذ أن كان تلميذًا بمدرسة الحلمية الثانوية بالقاهرة، واكتشف موهبته المتميزة مدرس الرسم فى المدرسة الذى كان يرعى المواهب المبشرة حيث توسم فيه أستاذه الفطرة الفنية السليمة وبدأ فى الاهتمام به وتشجيعه.
فلسفة جيل ما بعد الرواد
"الجزار" ليس فنانا تشكيليًا فقط، بل كان فيلسوفًا أيضًا، ولد فى حى القبانى السكندرى، تأثر برائحة البحر، ليشكل رؤيته الفنية ذات الطابع الشعبى والإنسانى، ثم انتقل للحياة فى حى السيدة زينب، فمزج الفن بالمجتمع ليجسد بريشته سحرا خاصًا به.
كان ولا زال "الجزار" أحد أهم الفنانين التشكيليين فى مصر والعالم، انضم إلى جماعة "الفن المعاصر" فى الأربعينيات، والتي تكونت من فنانين آخرين مثل "حامد ندا"، و"حسين أمين"، و"سمير رافع"، و"كمال يوسف.