الأحد 22 ديسمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

محافظات

ندوة "اكتشاف اليسر وسط العسر".. ضمن فعاليات معرض مكتبة الإسكندرية الدولي للكتاب

الدكتور أحمد عمارة
الدكتور أحمد عمارة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

ضمن فعاليات البرنامج الثقافي لمعرض مكتبة الإسكندرية للكتاب 2024 في دورته التاسعة عشر، نظمت مكتبة الإسكندرية، مساء اليوم الخميس،  فعالية بعنوان "اكتشاف اليسر وسط العسر"، تحدث فيها الدكتور أحمد عمارة استشاري الصحة النفسية، قدمتها الدكتورة آيات الحداد عضو لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب.

وتحدث الدكتورة أحمد عمارة عن شرح مفهوم "اليسر والعسر"، وكيف يكتسب الإنسان المرونة النفسية ليكون مؤهلا لاكتشاف اليسر وسط العسر، وكيف يؤهل الشخص نفسه لبيان الجوانب الإيجابية وسط أي مواقف صعبة يتعرض لها وأن يجد حلولا لمشاكله تحت أي ظرف، بالإضافة إلى مفهوم تأثير المستقبل على الماضي والحاضر للإنسان.

وأكد عمارة أن كل من ينتظر اليسر بعد مواقف صعبة دون سعي حقيقي لن يصل إلى شيء، لافتا إلى أن الإيمان بوجود اليسر هو الدافع لسعي الإنسان لتحقيق ما يطمح إليه، معتبرا أن هناك مشكلة في بعض الناس أنهم يكتفون بالدعاء بما يتمنون دون السعي.

وأضاف أن الإيمان بوجود اليسر سيجعل الإنسان يواجه الظروف الصعبة،  معتبرا أن كل من يهرب من تحمل الألم لا يؤمن باليسر، ولكن إذا كان مؤمنا بما كتبه الله له سيجد اليسر.

وقال  "عمارة" إن هناك 7 خطوات رئيسية عملية إذا اتبعها الإنسان يمكنه تجاوز أي ظروف صعبة، أولها التدريب على أن يكون لدى الإنسان مرونة لليسر، وأن يتدرب على أن يتذوق كل المشاعر حلوها ومرها، مضيفا "من أقوى التدريبات البسيطة على اليسر أن تتأمل في المواقف الصعبة التي تمر بها وتتقبلها وأنت تؤمن أنك ستنجح في اجتيازها بسعيك."

وأشار إلى أن ثاني المهارات التي يجب اكتسابها؛ هي تصغير تأثير الأشياء السلبية على نفسك بالمقارنة بالنعم التي منحها الله لك، بينما أوضح أن المهارة الثالثة تكمن في مرونة التعامل مع المواقف الصعبة، مبينا أن أي إنسان يعاني لا يرى غير السلبيات ويرفضها ويتعلق بعكسها، والحل في مواجهة ذلك أن يواجه المواقف التي يرفضها.

ونصح "عمارة" متابعيه قائلا: إذا واجهت مخاوف من خسائر معينة متوقعة، حاول أن تدخل لوعيك التفكير في عكس تلك الحالة بمكاسب متوقعة أيضا، وذلك حتى تعيش مشاعر الحالة الجيدة وتكبح مشاعرك السلبية.

ولفت إلى أنه من الأساليب العلاجية المذهلة أن يفكر الإنسان في أسوأ النتائج حتي يكون مهيئا لاستقبال أي صدمات أقل حدة من سقف توقعاته، مستشهدا بموقف تاريخي عند صدمة المسلمين من الهزيمة في غزوة أحد، ظهرت شائعة أن الرسول مات، وعندما اكتشفوا أنه حي فرحوا، وشعروا أن صدمة الهزيمة كانت أقل بكثير من صدمة نبأ الوفاة.

وأكد أهمية توجيه التركيز على الخطوة الأولى التي يجب اتخاذها عند مواجهة أي ظرف سيء، بدلا من الاستسلام للحالة السلبية، مشيرا إلى أن العقل أحيانا يقوم بحركة دفاعية بأن يجعل صاحبه أمام حلول غير متاحة فيشعر بالعجز، لذلك يجب أن يفكر في الأساليب المتاحة في الواقع حتى يستطيع أن يتجاوز أزماته.

وأشار إلى أن طبيعة الإنسان في الأغلب أكثر ميلا للكسل فيصنع لنفسه أسبابا وحججا لتأجيل الخطوة القادمة في حياته، وهو الأمر الذي يجب التوقف عنه والبدء في التغيير.

ولفت إلى أن أحد أهم الخطوات السبع التي يجب أن يتقنها الإنسان لتجاوز الأزمات، هي استغلال الأزمة التي يواجهها في التوقف عن أكثر ذنب شهواني يقوم به، متابعا أن من طبيعة الإنسان أن اللحظة يقع فيها في موقف سيء، قد يدفعه الشيطان للقيام بأكثر خطأ شهواني كنوع من اليأس.

وأوضح استشاري الصحة النفسية أن أحد أنجح العوامل في التعامل مع الأزمات هو مواجهة المشاكل بالهدوء والبحث عن الجوانب الإيجابية التي يمكن الاعتماد عليها وتعزيزها.

ونصح "عمارة" باتباع ما وصفه "الجيم العقلي" وهي القدرة على تدريب العقل للتعامل مع الأزمات بنفس الطريقة التى يتم بها  تمرين العضلات في الصالات الرياضية، فكلاهما يكون فيه بعض الشعور بالألم إلا أن الإيمان بفوائدها سيجعل الإنسان قادرا على تحملها.

واختتم حديثه قائلا "يجب أن تدرب عقلك أن يواجه الأحداث بنفس المرونة التي تذهب فيها إلى الجيم، تعامل مع مشاعرك على أنها عضلة تحتاج إلى تمرين وتحتاج للتأهيل حتى تكون أقوى".

جدير بالذكر أن معرض مكتبة الإسكندرية الدولي للكتاب في نسخته التاسعة عشرة يشهد مشاركة 77 دار نشر مصرية وعربية، ويمتد المعرض خلال الفترة من 15 يوليو حتي 28 يوليو الجاري، وذلك بالتعاون مع الهيئة المصرية العامة للكتاب واتحادي الناشرين المصريين والعرب.