الأحد 22 ديسمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

تقارير وتحقيقات

بعد فوز اليسار الفرنسي بالانتخابات التشريعية.. هل ستشق غزة وأوكرانيا صف الجبهة الشعبية الجديدة؟

صندوق اقتراع
صندوق اقتراع
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

بعد تحقيق اليسار الفوز في الانتخابات التشريعية الفرنسية، هناك حالة من الترقب بشأن سياسة فرنسا تجاه عدوان الاحتلال الإسرائيلي علي قطاع غزة والحرب الروسية الأوكرانية.

وكشف الزعيم البارز لتحالف الجبهة الشعبية الجديدة اليساري جان لوك ميلونشون، التزامه بالاعتراف بدولة فلسطينية مستقلة بعد فوز ائتلافه في الانتخابات العامة الفرنسية الأخيرة.

وأسفرت الانتخابات التشريعية المبكرة في فرنسا، بعد أن حل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، البرلمان، بتأمين الجبهة الشعبية الجديدة معظم المقاعد في البرلمان.

وفي الجولة الثانية من التصويت، برزت الجبهة الشعبية الجديدة، وهي تحالف يضم أربعة أحزاب يسارية، كقوة كبيرة تضم 178 نائبا.

ويرأس ميلونشون أكبر حزب داخل التحالف، فرنسا الأبية.

وخلال الاحتفال بالفوز في الانتخابات، أشار ميلونشون إلى استعداده لتشكيل حكومة، مؤكدا: "سيكون لدينا رئيس وزراء من الجبهة الشعبية الجديدة."

وسلط ميلونشون الضوء على إمكانية اتخاذ قرارات مهمة على الجبهتين الوطنية والدولية، مشددا على أن الاعتراف بدولة فلسطين سيكون أحد الخطوات الأولى والتي ستتم "في أسرع وقت ممكن."

وفي الجولة الثانية من التصويت، تعاون اليساريون وأنصار ماكرون ضمنيا ضد اليمين المتطرف.

وعلى الرغم من ذلك، لم يحقق أي تحالف الأغلبية المطلقة المطلوبة لتشكيل حكومة بشكل مستقل.

وحصل تحالف ماكرون "معا من أجل الجمهورية" على 150 مقعدا، بينما حصل تحالف التجمع الوطني اليميني المتطرف على 125 مقعدا.

وإن غياب الأغلبية المطلقة، والتي تحدد بالفوز بـ289 مقعدا في البرلمان، يتطلب التعاون بين مختلف الأحزاب والتحالفات السياسية لتشكيل حكومة جديدة.

وسيعتمد تشكيل هذه الحكومة على قدرة الجبهة الشعبية الجديدة على تشكيل ائتلاف مع أحزاب الوسط دون انقسام داخلي.

وكان الاعتراف بدولة فلسطين وعدا رئيسيا للجبهة الشعبية الجديدة خلال حملتها الانتخابية، ما يعكس موقفها من القضايا الدولية والالتزام بتغيير السياسة الخارجية الفرنسية.

وتمثل نتائج الانتخابات تحولا كبيرا في المشهد السياسي الفرنسي، حيث يستعد التحالف اليساري للتأثير على الاتجاه المستقبلي للبلاد.

أما بالنسبة للحرب الروسية الأوكرانية، فيعد الدعم لأوكرانيا أحدى القضايا التي يمكن أن تقسم وحدة الجبهة الشعبية الجديدة، التي تدمج العديد من أنواع الاشتراكية من اليسار البسيط إلى اليسار المتشدد، بحسب ما ذكرت "يورو نيوز".

وقالت الخبيرة السياسية ليتيتيا لانجلوس، في تصريحات نشرتها "يورو نيوز"، أنه يمكن للحزب الاشتراكي (يسار الوسط)  وزعيمه رافائيل جلوكسمان، أن يلعبوا دورا مهما في تمكين ائتلاف موالي لأوكرانيا.

وأوضحت لانجلوس أن: "رافائيل جلوكسمان، الذي من الواضح، كما نعلم، داعم بشدة لأوكرانيا، سيحاول ربما تخفيف خطابات فرنسا الأبية،" وأضافت: "أعتقد أن هناك إجماعا داخل البلاد حول دعم أوكرانيا والدفاع عن قيم الديمقراطية ضد دولة عدوانية ومستبدة،" في إشارة إلي روسيا التي يحملها الغرب المسؤولية عن اندلاع الحرب.

وتابعت: "أعتقد أنه سيكون من الصعب، حتى بالنسبة لفرنسا الأبية، أن يكون هناك موقف داخل الحكومة من شأنه أن يشكك في دعم فرنسا لأوكرانيا."

ويرأي الخبراء إنه على الرغم من خسارته مقاعد في الجمعية الوطنية الفرنسية، فقد خرج الرئيس الفرنسي بمصداقيته السياسية. وأوضح مدير مركز الأبحاث الفرنسي "إيريس" فيديريكو سانتوبينتو، في تصريحات نشرتها "يورو نيوز": "ستظل فرنسا قادرة على ممارسة دورها الدولي بمهارة معينة، كما فعلت حتى الآن".

وفي سياق متصل، قالت الباحثة في مركز كارنيجي أوروبا للأبحاث لأوليفيا لازارد، في تصريحات نشرتها "يورو نيوز"، إن الهزيمة غير المتوقعة لليمين المتطرف في الجولة الثانية تعني أن ماكرون "سيحتفظ بمصداقيته" بينما تتجنب البلاد "الارتداد إلى نوع من السردية السيادية والقومية التي من الواضح أنها تتعارض مع أوروبا".

وأضافت لازارد: "لا تزال فرنسا في الوقت الراهن أحد المعاقل الرئيسية في أوروبا ضد صعود اليمين المتطرف، وضد نفوذ روسيا،" متابعة: "وهذا يعني أن أوروبا ستظل آمنة لفترة زمنية نسبية عندما يتعلق الأمر بقضايا الدفاع".