أدت محاولة الاغتيال التي تعرض لها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، مساء السبت، خلال تجمع انتخابي بولاية بنسلفانيا، إلى تراجع مفاجئ في "حدة القلق" الذي كان يسيطر على الديمقراطيين في الكونجرس بشأن ترشيح الرئيس جو بايدن لولاية ثانية، حسبما أفاد موقع "أكسيوس".
المشرعون الديمقراطيون، قالوا إن تركيزهم بات ينصب على أمنهم الشخصي وأمن موظفيهم، وليس على المشكلات السياسية داخل الحزب، وهو ما رأى "أكسيوس" أنه سيمنح الرئيس "المُحاصَر" فترة من الهدوء الحاسم.
ونقل الموقع عن أحد الديمقراطيين في مجلس النواب الأمريكي، والذي وصفه بأنه من أشد منتقدي بايدن، قوله: "نركز جميعاً الآن على التعبير عن التعازي والحفاظ على سلامة فرقنا فقط".
كما أشار أحد كبار الديمقراطيين في المجلس أيضاً إلى أن الأجواء في الحزب في فترة ما بعد حادث إطلاق النار باتت "فوضوية" للغاية بشكل لا يسمح بوجود معارك داخلية بشأن القيادة.
وفي إطار الجهود المبذولة لوقف تدفق البيانات والدعوات والمطالبات التي تحث بايدن على إنهاء حملة إعادة انتخابه، التقى الرئيس الأمريكي بعد ظهر السبت مع التجمع التقدمي في الكونجرس وائتلاف الديمقراطيين الجدد من يسار الوسط.
ووصف المشرعون اللقاء، بأنه كان "متوتراً"، قائلين إن الرئيس الأمريكي كان عدائياً في الرد على أسئلة بشأن الكيفية التي يخطط بها لتغيير مسار حملته المتعثرة.
وجاء هذا اللقاء بعد أن أخبر النائب الديمقراطي، مايك ليفين، بايدن خلال اجتماع افتراضي مع أعضاء الذراع السياسية لتجمع أميركيين من أصول إسبانية أنه يجب عليه الانسحاب من السباق.
والتقى الرئيس الأمريكي أيضاً بزعيم الأغلبية الديمقراطية في مجلس الشيوخ تشاك شومر في ولاية ديلاوير، السبت، ووصف الأخير الاجتماع بأنها كان "جيداً".
وفي مقابلة مع برنامج "واجه الأمة" على شبكة CBS NEWS الأمريكية، صباح الأحد، تراجع النائب الديمقراطي، جيسون كرو، إلى حد كبير عن هجومه السابق على بايدن، وذلك على الرغم من صراخ الأخير عليه في اللقاء الذي أُجري مع الديمقراطيين الجدد بعد أن سأله عن تراجع ثقة الجمهور في قيادته.
وعن اللقاء، قال كرو: "أعتقد أن الرئيس سمع رسالتنا بوضوح شديد، وتعهد بالعودة إلينا بمزيد من المعلومات لمعالجة مخاوفنا والإجابة على كافة أسئلتنا".
وشدد النائب الديمقراطي دين فيليبس، الذي أدار حملة ضد بايدن استناداً إلى المخاوف بشأن مدى إمكانية انتخاب الرئيس البالغ من العمر 81 عاماً، على أنه سيظل متمسكاً بصمته الاستراتيجي في مرحلة ما بعد المناظرة بشأن ترشيح بايدن.
وقال فيليبس في بيان لـ"أكسيوس": "هناك مواطن أميركي لقي حتفه، وأصيب رئيس سابق وآخرون، فضلاً عن وجود دولة مصدومة تُركَت تتساءل عن كيفية استعادة المنطق والاحترام".
وأضاف: "سيكون من غير الوطني توجيه طاقتنا إلى أي شيء آخر خلال الأيام المقبلة غير الكارثة الوطنية التي وقعت مساء السبت.. يجب أن يكون الحديث الوحيد حول الرئيس بايدن متعلقاً بكيفية تمكنه من تعزية الأمة ومعالجة الغضب ومواجهة اللحظة الحالية".
وقال عضو ديمقراطي كبير آخر في مجلس النواب إن إطلاق النار على ترامب خفف من حدة التوترات لأنه "سيكون من غير اللائق الإدلاء بأي تصريحات ضد بايدن في الوقت الحالي".
وعند سؤاله بشأن التكهنات المتعلقة بترشيح بايدن، قال نائب ديمقراطي آخر: "لا أعتقد أن هذا هو محور التركيز الآن".
ويتبنى بايدن موقفاً مماثلاً أيضاً، حيث سحبت حملته الإعلانات التليفزيونية في أعقاب إطلاق النار مباشرةً، وأدان الرئيس الحادث واتصل بترامب شخصياً.
وأعلن البيت الأبيض، تأجيل زيارة الرئيس إلى أوستن في ولاية تكساس، والتي كان من المقرر إجراؤها، الاثنين.
وقال معظم المشرعين الذين تحدثوا إلى "أكسيوس"، إنه من السابق لأوانه تحديد ما إذا كان تراجع حدة التوترات سيستمر حتى انعقاد المؤتمر الوطني الديمقراطي الشهر المقبل، لكن النائب الديمقراطي الثاني الذي تحدث إلى الموقع ذكر سبباً واحداً رأى أنه قد يؤدي لحدوث ذلك، قائلاً: "يبدو أننا استسلمنا جميعاً لفترة رئاسة ترامب الثانية".