الأحد 22 ديسمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

البوابة لايت

بائع فاكهة يجني ثمرة كفاحه بتكريم ابنته في جامعة زويل.. صور

من عربة الفاكهة لجامعة
من عربة الفاكهة لجامعة زويل
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

 في زاوية منسية من زوايا الحياة اليومية، حيث تلتقي القصص الصغيرة مع الطموحات الكبيرة، يبرز رجل بسيط يعمل كبائع فاكهة على الطريق العام، ليصبح رمزًا للأمل والإصرار، هذه القصة الحقيقية تعكس كيف يمكن للعزيمة والعمل الجاد أن يحول الأحلام إلى واقع ملموس، حتى في أبسط الظروف، يقف “عم عصام” يوميًا على عربة فاكهة صغيرة، على جانبي مزلقان قرية صغيرة بإحدى مراكز محافظة القليوبية، ويواصل عمله بصبر واجتهاد يومي، ولكن خلف هذه الحياة البسيطة، تكمن قصة كفاح طويل، تتجاوز حدود المكسب اليومي لتصل لآفاق تعليمية عظيمة. 

 فمنذ سنوات، كانت الأحلام الكبيرة تعيش في قلب ذلك الرجل الخمسيني رغم ظروفه المادية البسيطة، وكان يحلم بأن يرى بناته يكملن تعليمهن ويحققن أحلامهن في شتى المجالات، ومع كل صباح، لم يكن يبيع الفاكهة فحسب، بل كان يزرع الأمل في قلوب بناته، يعلمهن أن الاجتهاد والإرادة يمكن أن يتغلبا على أي عقبات مهما عظمت وتمادت، واستطاع بفضل عزيمته وإيمانه العميق بمستقبل بناته، أن يحصد ثمار ما زرعه خلال سنوات عجاف، فحدثت نقلة نوعية من “عربة الفاكهة” إلى “منصة التكريم” ومن الطريق العام إلى المؤسسات البحثية، فقد تخرجت ابنته الكبرى “اسراء” العام من كلية العلوم جامعة الأزهر الشريف وقد حصلت على المركز الأول مما دفع جامعة زويل لتكريمها، وتشارك في أبحاث علمية رسمية تابعة للجامعة والمؤسسات البحثية، خاصة المتعلقة بالأدوية المعالجة لمرض السرطان، وترى في الدكتور مصطفى محمود رحمة الله، قدوة ومثل يحتذى به وتضعه أمام نصب أعينها، كما شاركت في مؤتمر المناخ الماضي، وحضرت مؤتمرات طبية في جامعة بنها وزويل وكفر الشيخ، وابنته الوسطي “آلاء” طالبة في الفرقة الثالثة بكلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر الشريف، وتحلم بأن تصبح محامية مناصرة للحق والحقيقة وتكون عونًا وصوتًا للمظلومين.

إنها ليست مجرد قصة عائلية فحسب، بل هي شهادة على قوة الإرادة والإيمان بالأحلام من خلال عمله البسيط واحتسابه الأجر من الله، وقد أثبت أن العمل الجاد والدعم المستمر يمكن أن يحقق المعجزات، ويحول الأحلام إلى إنجازات عظيمة، وأشار أن نجله الوحيد “محمد” يساعده خلال اجازات نصف العام واجازة الصيف، ولكنه يهتم بدراسته كثيرًا ويتخذ أخواته الثلاثة قدوة له، وأضاف “محمد”، يتحدث عادل عن كيف أن والده لم يكن مجرد مزود للرزق، بل كان مصدر إلهام له ولأخواته. يقول: "أنا فخور بوالدي لأنني أراه يعمل بجد، وهو دائمًا يدعونا لنكون أفضل، ودائمًا يحثنا على العمل الجاد والإصرار على تحقيق الأهداف، فهو يثق فينا ويشجعنا دائمًا على متابعة أحلامنا، وأنا أريد أن أجعله فخورًا بي مثلما يفتخر بأخوتي"، مشيرًا إلى أنه يرى والدة مثلًا أعلى له ويتنمى أن يكون لديه نفس الشغف والإصرار على الشغف والمثابرة. 

وأضاف “عصام” أنه كان يعمل بالماضي “نجار مسلح”، ولكنه تعرض لإصابة عمل جعلته غير قادر على تحمل مشقة مهنته الصعبة التي تعتمد على الصحة والقوة والبدنية، ورغم التحديات التي واجهها، لم يتوقف عن العمل بجدية، مستخدمًا كل فرصة لتعليم بناته وتوجيههن نحو مستقبل أفضل، مما دفعه إلى “عربة الفاكهة”، موضحًا أن زوجته وأم أبنائه ربة منزل وتقوم بدورها في توفير الرعاية لهم على أكمل وجه، متمنيًا أن يظل يحصد ثمرة كفاحه في أبنائه وأن يمدهم الله بالتوفيق والسداد في حياتهم. 

8f4ccded-ce56-4736-9d1e-c36e258dad57
8f4ccded-ce56-4736-9d1e-c36e258dad57
893a1fd1-7815-4c45-b6ad-8f0f293233d5
893a1fd1-7815-4c45-b6ad-8f0f293233d5
71cb1b16-0e1a-4759-ab20-204aeb387cfa
71cb1b16-0e1a-4759-ab20-204aeb387cfa
b917cab9-7e92-49a8-9a6d-d10416abfdeb
b917cab9-7e92-49a8-9a6d-d10416abfdeb