فاز المرشح الانتخابي مسعود بزشكيان برئاسة إيران، ليصبح الرئيس التاسع في تاريخ البلاد.
وينتظر بزشكيانمهام كثيرة بعد فوزه، خاصة في ظل ما تعيشه إيران حاليا من حالة يرثى لها على الصعيد الاقتصادي والسياسي، وقد اتهم بيزشكيان والمتشدد سعيد جليلي بعضهما البعض بالكذب والنفاق وعدم الكفاءة والفساد عدة مرات خلال مناظرات هذا الأسبوع.
ولم تتح لأي منهما حتى الفرصة للرد على هذه المزاعم بسبب الطبيعة الفوضوية للمناقشات التي بثها التلفزيون الرسمي الإيراني، ولقد قوض جميع المرشحين، وخاصة المرشحين الأخيرين، بشكل خطير مكانة الرؤساء الإيرانيين، في الماضي والمستقبل.
وأكدوا مراراً وتكراراً أن الرؤساء غير قادرين على إحداث أي تغيير في النظام السياسي الصارم في البلاد، وأشاروا أيضًا إلى أن هناك مجالات، مثل فرض الحجاب وفرض الرقابة على الإنترنت، ليس للرؤساء الإيرانيين أي تأثير فيها.
وأظهرت العديد من البرامج التي تم بثها على التلفزيون الحكومي أن كلا السياسيين، إلى جانب مساعديهما ومؤيديهما، لم يتمكنوا من السيطرة على غضبهم، وأثبتوا عدم قدرتهم على التعامل مع التحديات والخلافات دبلوماسياً.
ويواجه بزشكيان تحديات دولية خطيرة، بدءاً بقرع بما يحدث في الشرق الأوسط، واحتمالات حدوث تغييرات سياسية في أوروبا والولايات المتحدة، والتي من المرجح أن تؤثر على مكانة إيران في التوازن الدولي.
وهناك أيضاً الحرب المستمرة في أوكرانيا والمزاعم حول تورط إيران في الصراع، وهناك حاجة إلى قرارات وتسويات صعبة لتحقيق التوازن بين مصالح طهران، خاصة بالنظر إلى تفاعلات الصين وروسيا مع جيران إيران الجنوبيين.
ويتعين اتخاذ قرارات صعبة فيما يتعلق بالسياسة الخارجية لرفع العقوبات الخانقة المفروضة على صادرات البلاد من النفط والتي فرضتها الولايات المتحدة لكبح جماح برنامجها النووي.
فطهران في حاجة ماسة إلى الدولارات لتمويل وارداتها الأساسية والقيام على الأقل باستثمارات ضئيلة في صناعة النفط والغاز القديمة، وإن الرد على الادعاءات المتعلقة بطموحات إيران الإقليمية وتورطها في الإرهاب الدولي قد يكون أكثر صعوبة من المعاملات الدبلوماسية الروتينية.
بالإضافة إلى ذلك، تتفاقم هذه التحديات بسبب اختيار جزء كبير من السكان عدم التصويت في الجولة الأولى، مدفوعًا بالاستياء المستمر من القمع العنيف لاحتجاجات عام 2022 والمشاكل المالية المستمرة التي تفاقمت على مدى السنوات الثلاث الماضية في ظل حكم محافظ للغاية.
ويجب أن تكون معالجة الجوع، وتوفير فرص العمل للعاطلين عن العمل، وتهدئة الشباب والنساء الساخطين، من أولويات الرئيس الجديد داخل البلاد.
ويتطلب تحقيق هذه الأهداف التغلب على الحواجز الأيديولوجية بين الشعب والدولة. وبعيداً عن هذه المخاوف المباشرة، هناك التحديات النظامية التي أعاقت تنمية البلاد منذ عام 1979.