السبت 02 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

ثقافة

قبل أكثر من قرن.. «وحي القلم» من الرافعي يتنبأ بأحداث غزة

مصطفى صادق الرافعي
مصطفى صادق الرافعي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

بات الوضع أكثر سوءًا في فلسطين خاصة في شمال غزة، الذي أصبح عنوانها الرئيسي الآن هو الجوع والخوف الذي يسيطر على كل المدن في قطاع غزة بالكامل، منذ أن شن الإحتلال حربًا عليها بعد عملية طوفان الأقصى التي قامت بها المقاومة في 7 من أكتوبر الماضي.

كانت نتائج تلك الحرب التي يشنها الإحتلال الغاشم على غزة في الوقت الراهن هي التدمير والتخريب والتعذيب دون أي رحمة ففرض الصهاينة سيطرتهم الكاملة على أهالي غزة حتى أنهم يمنعون وصول المعونات الإنسانية إلى السكان هناك، فأضحى الجميع هناك في حالة جياع وفقر.

وفي هذا الشأن ذكر الكاتب الراحل مصطفى صادق الرافعي، في كتابه وحي القلم، تاريخ اليهود ولما اختاروا فلسطين ليحكموا سيطرتهم عليها، ويمارس كل القوى الغاشمة التي يستعملها من تجويع وفقر وإرهاب للسكان هناك وكأنه على علم بما سيحدث في في فلسطين في هذه الأوقات.

زعم اليهود

يقول الرافعي، "إن اليهود يزعمون أنهم شعب مضطهد في جميع بلاد العالم ويزعمون أن من حقهم أن يعيشوا أحرارًا في فلسطين، كأنها ليست من جميع بلاد العالم وقد صنعوا للإنجليز أسطولًا عظيمًا لا يسبح في البحار، ولكن في الخزائن، وأراد الإنجليز أن يطمئنوا في فلسطين إلى شعب لم يتعود قط أن يقول: أنا.


ويطرح الرافعي أسئلة حول ما يريدوا اليهود فعله ويطبقونه دون مراعاة لأي قوانين أو إنسانيات، فيقول: "لماذا كنستم كل أمة من أرضها بمكنسة أيها اليهود؟ أجهلتم الإسلام؟ .. إن الإسلام قوة كتلك التي توجد الأنياب والمخالب في كل أسد، فهو قوة تخرج سلاحها بنفسها، لأن مخلوقها عزيز لم يوجد ليؤكل، ولم يخلق ليذل، قوة تجعل الصوت نفسه حين يزمجر، كأنه يُعلن الأسدية العزيزة إلى الجهات الأربع، قوة وراءها قلب مشتعل كالبركان تتحول فيه كل قطرة دم إلى شرارة دم ولئن كانت الحوافر تهيئ مخلوقاتها ليركبها الراكب، إن المخالب والأنياب تهيئ مخلوقاتها المعنى آخر".


ويتابع الرافعي،"لو سئلت ما الإسلام في معناه الاجتماعي؟ لسألت: كم عدد المسلمين؟ فإن قيل: ثلاثمائة مليون قلت: فالإسلام هو الفكرة التي يجب أن يكون لها ثلاثمائة مليون قوة".


ويؤكد الرافعي على أن سياسات اليهود التي تفرضها على فلسطين من تجويع وفقر لن تكون هي الأولى فمن قبل كانت وستستمر لكنها في النهاية لن تحقق أغراضهم التي يتمنوها مهما طال الزمان سيعود المسلمون والعرب يد واحدة تقف في وجوههم وتصدهم عما يفعلونه وإلا فلماذا كانت القبلة في الإسلام إلا لتعتاد الوجوه كلها أن تتحول إلى الجهة الواحدة؟ لماذا ارتفعت المآذن إلا ليعتاد المسلمون رفع الصوت في الحق؟.

وصية الرافعي 

يعطي الرافعي وصيته في ما كتبه عن فلسطين وكأنه كان يشعر بما يحدث الآن ويعاني منه المواطنون هناك فيقول، "أيها المسلمون كونوا هناك، كونوا هناك مع إخوانكم بمعنى من المعاني، لو صام العالم الإسلامي كله يومًا واحدًا وبذل نفقات هذا اليوم الواحد لفلسطين لأغناها، لو صام المسلمون كلهم يوما واحدًا لإعانة فلسطين، لقال النبي مفاخرا الأنبياء: هذه أمتي! لو صام المسلمون جميعا يوما واحد لفلسطين لقال اليهود اليوم ما قاله آباؤهم من قبل إن فيها قوما جبارين، أيها المسلمون هذا موطن يزيد فيه معنى المال المبذول فيكون شيئًا سماويا، فكل قرش يبذله المسلم لفلسطين، يتكلم يوم الحساب يقول: يا رب، أنا إيمان فلان".