الأحد 22 ديسمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

دلالات تصويت أقصى اليمين الفرنسي

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

نشر الدكتور عبد الرحيم علي رئيس مجلس إدارة مؤسسة "البوابة نيوز" «بوست» على «فيس بوك» بتاريخ اليوم، ولأول مرة يقوم  بعمل «منشن» لـ «بوست» يكتبه، وكنت واحدا من هؤلاء الذين قام بعمل «منشن» لهم في «البوست»، واعتبرتها رسالة موجهة لي كما هي موجهة لغيري لقراءة المشهد، ومحاولة فهمه، أو دعوة كريمة من الدكتور عبد الرحيم علي لمناقشة الموضوع في إطار من شاركهم ما كتب على صفحته الشخصية.

 كتب يقول: "عندما يصوت أقصى اليمين العربي (الإخوان والإسلاميون) لأقصى اليسار في فرنسا، ويصفق أعداء اليسار العربي ومحاربوه لنجاح اقصى اليسار الفرنسي.. هنا الأمر لا علاقة له بالأيديولوجية ولكنها المصالح والانتهازية.. فلا تصدعونا بعد ذلك بقيم وإخلاقيات.. فقط اعترفوا بأنها مصالحكم أينما كانت فسوف تحطون"، بوست مختصر كعادته ولكنه يُفجِّر عددًا من القضايا المُلحَّة؛ حيث إن هناك مجموعة من الدلالات التي يفجرها موقف اليمين العربي، وبدايتها أن هذا التصويت يعكس تحالفًا تكتيكيًا ضد عدو مشترك، أقصى اليمين العربي وأقصى اليسار الفرنسي قد يتشاركان في مُعارَضة سياسات معينة مثل التدخلات العسكرية الغربية في الدول العربية أو السياسات الاقتصادية النيوليبرالية، وهذا هو أحسن الفروض جدلا، ولكن الواقع يقول: إن اليسار الفرنسي غالبًا ما يتبنى مواقف أكثر تسامحًا تجاه الإسلاميين في فرنسا، ويصدق ما يدَّعونه من مظلومية، وأنهم معرضون لنظم الحكم في بلدانهم وليسوا إرهابيين، مما يجعل الإسلاميين يرون فيهم حلفاء في مواجهة حكوماتهم ومعارضيهم في الأوطان البديلة. 

ويرى الإسلاميون أن أقصى اليسار الفرنسي أقل تشددًا تجاه سياسات الهجرة والاندماج، مما يسهل حياتهم  في فرنسا وغيرها من الدول الأوروبية، ويسمح لهم بالتمدد والانتشار.

ونجاح أقصى اليسار الفرنسي قد يعني لهؤلاء الإسلاميين وغيرهم من أعداء اليسار العربي ضعف القوى الوسطية أو الليبرالية التي قد تكون أكثر تعاطفًا مع الأنظمة العربية التقليدية أو العلمانية. هذا الضعف قد يُفسح المجال أمام القوى الإسلامية لتحقيق أهدافها. وأن نجاح أقصى اليسار قد يُفسَّر على أنه ضربة للنظم السياسية الغربية التقليدية التي غالبًا ما تدعم الأنظمة العربية العلمانية.

يمكن أن تكون هناك تناقضات داخلية بين التيارات المختلفة داخل العالم العربي، فعندما ينجح تيار يُعارض النفوذ الغربي، حتى لو كان أقصى اليسار الفرنسي، يمكن أن يعتبره بعض الإسلاميين نصرًا لقضيتهم ضد القوى الغربية، هذا ما يعكسه أو يقوله «البوست» الذي كتبه الدكتور عبد الرحيم علي ما يؤكد ما ذهب إليه بأن الأمر لا علاقة له بالأيديولوجية، ولكنها المصالح والانتهازية الإسلاموية، سواء في معاملاتهم مع الغرب أو مع الداخل العربي.