تحل علينا خلال أيام قليلة الذكرى الـ11 على مرور ثورة ٣٠ يونيو، والتي تعتبر علامة فارقة في تاريخ مصر الحديث وسيقف المؤرخون عندها طويلًا لأنها تعتبر بمثابة نقطة تحول في إنقاذ مصر من الغرق في بحور الفوضى وزرع الفتن، بعدما حاولت جماعة الإخوان الإرهابية فرض سيطرتها على البلاد واستعراض القوة ونشر الفوضى وممارسة الإرهاب والتطرف والتحريض علي القتل والدعوات التخريبية لهدم مؤسسات الدولة، فوقفت تلك الثورة بالمرصاد لأطماع الجماعة الإرهابية وأنصارها.
وفي سبيل عبور تلك الفترة الفارقة في حياة التاريخ الحديث للدولة المصرية، دفع رجالها الشرفاء كل ما هو غال ونفيس فداء للوطن وسلامة شعبه وأراضيه، فهناك أبطال من قواتنا المسلحة والشرطة ضحوا بأرواحهم لتحيا مصر، لينالوا بطولات خالدة محفورة في قلب كل مصري.
وتزامنًا مع تلك الذكرى ترصد “ البوابة نيوز” تقريرًا عن أحد شهداءنا الأبطال من القوات المسلحة وهو الشهيد الرائد أحمد الشبراوى.
الشهيد أحمد عمر الشبراوي ولد في مدينة الزقازيق بمحافظة الشرقية في أكتوبر 1986، وتخرج من مدرسة الزعيم أحمد عرابي الثانوية للبنين بالزقازيق والتحق بالكلية الحربية وتخرج منها عام 2007 ضمن الدفعة 101 حربية بسلاح الصاعقة
بعد تخرجه برتبة ملازم مباشر، كانت الكتيبة 103 صاعقة فى انتظاره وهي أول كتيبة يخدم بها الشهيد وشاء القدر أن تكون هذه الكتيبة، التي سيعود لها مرة أخرى ليختتم حياته بها ويستشهد بها، حيث ظل يعمل بها كضابط برتبة ملازم ثم ملازم أول مع أفراد الكتيبة 103 صاعقة فى الفترة من 2007 حتى منتصف عام 2010 قبل أن يتم ترشيحه من قيادة وحدات الصاعقة، للحصول على فرقة مكافحة الإرهاب الدولي
في منتصف عام 2010 ،حصل من قيادة وحدات الصاعقة للحصول على فرقة مكافحة الإرهاب الدولي لكفاءته وبالفعل تقدم لها ليقضي فترة 6 أشهر من التدريبات الشاقة واجتازها بنجاح فائق وبالفعل حصل على هذه الفرقة في نهاية عام 2010
تم اختياره لتفوقه بها من ضمن مجموعة من الضباط الذين أدوا الاختبارات بنجاح وبدقه عاليه للعمل بوحدات القوات الخاصة (الوحدة 777 قتال)
في بداية عام 2011 كانت أول فترة خدمة للشهيد فى الوحدة 777 قتال وهي وحدة عسكرية لمكافحة الإرهاب، الدولي وتحرير الرهائن وتأمين الشخصيات الهامة ولها أعمال كثيرة ودقيقة، ولها تدريباتها الخاصة بها ولذلك فهم يرتدون لبسا مغاير (زيتي أو أسود) ومختلف عن أفرول الصاعقة الصحراوي
في أحداث يناير 2011 كان للشهيد دور كبير خلال هذه الفترة فكان ضمن قوات التأمين والإقتحام للوحدة 777 قتال والتى تقوم بتأمين المنشآت الحيوية والهامة في مصر ومنها تأمين مبنى السفارة الامريكية، وتأمين مبني أمن الدولة الرئيسي بالقاهرة، وتأمين مطار القاهرة
حصل الشهيد على عدة فرق أثناء وجوده بالوحدة 777 قتال لشغفه الدائم بتطوير الذات و لخدمة عمله ومنها، فرقة القفز الحر، و فرقة الصاعقة الراقية، وفرقة الغطس والسباحة والغطس الليلي
تم ترشيحه للسفر إلى إيطاليا مأمورية عسكرية وتكريما له، وحصل على عدة تكريمات خلال فترة عمله بال 777 من قيادة الوحدات مركز أول بالقوات المسلحة بالرماية والضاحية لمسافات طويلة
كان متزوج من المهندسة ندى حسن ولديه طفل، ثم استشهد تاركا زوجته حاملا في الشهر السادس، لتضع مولودهما الثاني، طفلة تحمل اسم "تالين" كما أوصى والدها.
في نهاية عام 2013 تم اختياره ومجموعة من الضباط للرجوع لسيناء لأن بها عمليات إرهابية تتم بشكل مستمر وشبه يومي وتحتاج سيناء في ذلك الوقت لهؤلاء الابطال ذو الرمايات الدقيقة للأهداف ولم يتردد الشهيد لحظه لنداء الوطن، وفي بداية عام 2014، انتقل الشهيد للعمل كقائد سرية بالكتيبة 103 صاعقة مرة أخرى.
خدم الشهيد أحمد شبراوي" مع ثلاثة قادة الكتيبة 103 صاعقة في الفترة الأخيرة قبل استشهاده ، المقدم طارق، ثم المقدم الشهيد رامي حسانين، ثم المقدم الشهيد أحمد منسي، واستشهد معه فى نفس المعركة
واستطاع البطل في فتره وجيزة بعد انتقاله لما يتمتع به من خبرة سابقة من الدخول مع أفراد الكتيبة في مداهمات وتحقيق الهدف منها بدقه عالية، وكان دائما ما يسند إليه تأمين الشخصيات الهامة المتواجدة بأرض سيناء للثقة فى أداءه المتميز وقوته القتالية العالية
استشهاده
كان المتحدث العسكرى للقوات المسلحة قد أعلن نجاح القوات بشمال سيناء فى يوم السابع من شهر يوليو لسنة 2017، فى إحباط هجوم إرهابى للعناصر التكفيرية على بعض نقاط التمركز بمنطقة البرث، جنوب رفح
كان لحادث إستشهاد البطل المقدم رامي حسانين قائد الكتيبة 103 صاعقة، في ذلك الوقت أثرا كبيرا على تغيير شخصية الشهيد "أحمد الشبراوي" فكان يعمل بكل ما أوتي من قوه للثأر زملائه وقادته الذين سبقوه للشهادة.
وأسفر عن استشهاد وإصابة 25 من أبطال القوات المسلحة بالكتيبة 103، من بينهم الشهيد أحمد منسى، والشهيد أحمد الشبراوى، ومقتل أكثر من 40 تكفيريا وتدمير 6 عربات وتعرض قوات إحدى النقاط لانفجار عربات مفخخة.
وظل الشهيد الشبراوي يعمل مع قائده الشهيد أحمد المنسي، وكانت لهم كثير من الجولات برفح والشيخ زويد والعريش والمهدية وكثير من البلدان والقرى بسيناء، حتى نال الشهادة معه فى 7 /7 / 2017 بمعركه (البرث) بشمال سيناء بدفعة رشاش في صدره بطلا مقبلا غير مدبر مقاتلا عنيدا محافظا على سلاحه لا يتركه قط حتى ذاق الموت ."وهذه رسالته الأخيرة" المجد للشهداء.
إنكار الذات
كان الشهيد أحمد الشبراوي محبا لزملائه بشدة، لدرجة أن أحد الضباط الناجين من الكتيبة روى أن "الشبراوي" وقت الهجوم علي الكتيبة، كان يقدم نفسه على زملائه وجنوده ويجعلهم خلفه خوفا عليهم، وأنه قاتل ببسالة وأسقط عددا كبيراً من الإرهابيين.
تنبأ باستشهاده
قبل شهر من استشهاده، كان في زيارة لعائلة والده فى قرية الشبراوين، وأثناء سيره مع شقيقه في القرية، وقع نظره على أحد الأماكن، والتفت لأخيه قائلا: "ياريت نشتري المكان ده يكون مقابر لينا".
بعدها بأيام سافر لعمله في سيناء مرة أخرى، واشترى والده نفس المكان الذي اختاره ابنه، دون أن يدري أن ابنه أعجب به من قبل، واتفق مع العمال على بناء المقبرة صباح يوم الجمعة، وما إن انتهوا من بنائها، حتى بلغه نبأ استشهاد نجله، فحضر الجثمان يوم السبت، وتم دفنه في المكان الذي وقع اختياره عليه.
تكريم مستحق
التقي الرئيس عبدالفتاح السيسي بأسرة الشهيد أحمد الشبراوي وكرمهم في أكثر من مناسبة وطنية، كما افتتح الرئيس كوبري يحمل اسم الرائد شهيد أحمد عمر الشبراوي بمنطقة الشط، في الشرقية