شاءت الأقدار أن يجتمع المرض والفقر واليُتم تحت سقف منزل واحد، شقيقتان يبلغان من العمر 25 عامًا و 23 عامًا وُلدوا بإعاقة ذهنية حادة جعلتهم يعيشون في حالة من اللاوعي الدائم، فليس هناك تحكم في كميات الأكل أو الحركة أو قضاء الحاجة، الآباء يبذلون كل غالٍ ونفيس من أجل أبنائهم مهما عظمت الظروف وقابلتها التضحيات المحفوفة بالصبر وحرمان الذات، ومهما تفاقمت ظروف الأبناء فليس هناك من يفرط في احتياجات أطفاله خاصة ذوي الاحتياجات الخاصة منهم، ولكن ما مصير الأبناء بعد وفاة الوالدين؟
توفي الأب والأم في فترات متقاربة منذ 15 عامًا، كانت الشقيقتان "هيام وفردوس إبراهيم فريد" تبلغان من العمر 8 و 10 سنوات، وقد انتقلوا إلى منزل شقيقتهم الكبرى المتزوجة بالقاهرة، ورحبت في بداية الأمر هي وزوجها وعملوا على راحة الجسدين المريضين، لكن مع مرور الوقت أنجبت هذه الأخت أربعة أبناء وزادت احتياجاتهم وكذلك تعين عليهم توفير وقت لهم لراحتهم وللنوم والمذاكرة، ومن المؤسف أن الأطفال تعرضوا لحالات شديدة من الذعر نتيجة التصرفات اللاواعية الصادرة من خالاتهم حيث الصراخ المستمر والحركات المريبة وعدم التحكم الكامل في الكلام والأكل والنوم وقضاء الحاجة، مما خلق حالة ذعر وتشتت وتهيج بالأعصاب لدى الأطفال، وتفاقمت الأمور سوءًا من الناحية النفسية والمادية، فالشقيقتان يحتاجان للحفاضات بشكل يومي وكذلك كميات مهولة من الطعام وجرعات الأدوية ومواعيد الذهاب للمستشفيات وكذلك الرعاية والنظافة الشخصية.
ضافت الأرض بالشقيقة الكبرى وزوجها، فقررا أن يبعثا بالشقيقتين إلى أختهم الأخرى المتزوجة بقرية نائية بالصعيد حيث موطنهم الأصلي، وبعد فترة وجيزة بلغ الوضع أصعب مدى وتعرضوا لإهمال شديد على المستوى الصحي والنظافة الشخصية نظرًا لضيق الحال والظروف المادية التي تعاني منها أغلب الأسر، لذلك تناشد هذه الأسرة المكلومة السلطات ودور الرعاية ورجال الخير أن يتبنوا هذه الحالة الإنسانية التي تؤرق عائلة بأكملها.
تخلى الجميع عن الشقيقتين بسبب ظروف رعايتهما الصعبة وتركوهما لشقيقتهم وردة التي لا تستطيع التعامل مع تلك الظروف، فقد اختارها القدر مرتين لتتكفل بمثل هذه الظروف الصعبة، فقد مكثت معها والدة زوجها سنوات وكانت سيدة عجوز طريحة الفراش تحتاج إلى الحفاضات ولا تستطيع القيام بأبسط الأمور.
للتواصل المباشر مع الحاجة وردة إبراهيم فريد، رقم التليفون 01122414781