يشهد قطاع الزراعة في مصر تطورًا ملحوظًا من خلال التعاون المستمر بين الهيئات البحثية المحلية والدولية ومن بين هذه الجهود، أعلن المهندس علي أبوسبع، مدير المركز الدولي للبحوث في المناطق الجافة والأراضي القاحلة (إيكاردا)، عن تنفيذ سلسلة من المشروعات بالتعاون مع مركز البحوث الزراعية في مصر والجهات البحثية الدولية والجامعات العالمية تهدف هذه المشروعات إلى زيادة إنتاجية القمح والفول البلدي، وترشيد استهلاك مياه الري، والتوسع في زراعة أصناف جديدة من المحاصيل التي تستهلك كمية أقل من المياه وتتميز بإنتاجية أعلى. تسعى هذه المبادرات إلى تعزيز الأمن الغذائي في مصر وتقليل الاعتماد على الاستيراد، بما يتماشى مع الخطط الوطنية لتحقيق الاكتفاء الذاتي من المحاصيل الاستراتيجية.
وقال «أبو سبع»، فى تصريحات صحفية، أن المركز نجح فى زيادة إنتاجية القمح فى مصر بالتعاون مع مركز البحوث الزراعية منها اعتماد صنفين جديدين بزيادة إنتاجية بنسبة 15٪ تحت ظروف الإجهاد الحراري ومقاومة للأمراض خاصة الصدأ، ويتم إكثار هذين الصنفين لزراعتها فى جنوب مصر، متوقعا أن تحقق هذه الأصناف إنتاجا أعلى من القمح بمقدار زيادة تصل إلى 3 أرادب فى إنتاجية الفدان وبالتالى يمكن أن يوفر 100 مليون دولار من فاتورة الاستيراد. فى حال التوسع فى زراعة هذه الأصناف الجديدة.
وأضاف مدير «إيكاردا» أنه تم استنباط أصناف من القمح أكثر مقاومة للملوحة، حيث تم انتخاب 10 سلالات قمح من أصل 400 من أصناف القمح تم استقدامهم إلى مصر لاختبارهم تحت ظروف الحقول ضمن الأراضى الصحراوية المتأثرة بالأملاح (3000 جزء بالمليون)، وهذه السلالات الآن فى قيد التقييم فى معهد بحوث المحاصيل الحقلية، ومن شأن ذلك إدخال زراعة القمح إلى أراض جديدة، مما ينعكس على زيادة إنتاجية أصناف من القمح تحقيق أعلى عائد للمزارعين وتساهم فى تنفيذ خطط الدولة المصرية فى تقليل الفجوة الغذائية فى مجال احتياجاتها من القمح.
وأوضح «أبو سبع» أنه تمت زيادة إنتاجية الفول البلدي فى مصر بالتعاون مع معهد بحوث المحاصيل الحقلية، ضمن سعي الدولة إلى الاكتفاء الذاتى فى هذا المحصول، وبدعم مالى من المساهمة المصرية السنوية
وفي هذا السياق يقول الدكتور جمال صيام الخبير الزراعي، تُعدّ الملوحة من أهم التحديات التي تواجه الزراعة في المناطق الجافة وشبه الجافة، حيث تؤدي إلى انخفاض كبير في إنتاجية المحاصيل موضحًا أن القمح يعد من المحاصيل الأساسية التي تتأثر بالملوحة، مما يتطلب استنباط سلالات جديدة قادرة على النمو في ظروف ملحية قاسية.
وأضاف «صيام»، أن استنباط سلالات من القمح المقاومة للملوحة يُعدّ خطوة حيوية نحو تحقيق الأمن الغذائي في مصر موضحًا أن تلك الخطوة تتطلب جهودًا مشتركة بين العلماء والباحثين والمزارعين والجهات الحكومية لضمان نجاحها واستدامتها.
وفي نفس السياق يقول الدكتور طارق محمود أستاذ بمركز البحوث الزراعية، لابد من وجود دعم من البحوث الزراعية وتمويلها، إلى جانب تعزيز التعاون الدولي لتبادل المعرفة والخبرات، بالإضافة إلي تشجيع المزارعين على تبني السلالات الجديدة من خلال برامج إرشادية وتدريبية.
وأضاف «محمود»، لابد من توزيع السلالات الجديدة على المزارعين وإدخالها في الزراعة بالإضافة إلى تدريب المزارعين على كيفية زراعة وإدارة السلالات الجديدة ٨ خاصة وأن المزارعين هم عامل أساسي في تلك الخطة ولابد من الاعتناء بهم ومدهم بجميع المتطلبات التي يحتاجونها، مع توفير الدعم الفني والإرشاد الزراعي لضمان نجاح الزراعة.