تمضي بنا الأيام وتدور دورتها، ويهل علينا عيد الأضحى المبارك، وجروح الأمة الإسلامية تنزف بعدما تناثرت أشلاؤها في القدس المحتلة والقطاع المنكوب على يد كيان صهيوني متغطرس لعين قد عاث في الأرض فسادًا!
أقبل العيد وفي كل إقبال له يقدم بعد اجتماع المسلمين في صعيد واحد وعلى قلب رجل واحد وحول كعبة واحدة متوجهين بالعبادة والطاعة والتضرع لرب واحد لا ثاني له، ولا نِدَّ ولا ضِدَّ ولا شريك جل جلاله، وتقدست أسماؤه وصفاته.
وبعد هذا التوحد الكبير في كل عام ألم يأن لأمتنا أن تتوحد رايتها وكلمتها على كلمة سواء؟
ياساده: نحن بالفعل أمة كبيرة وأصحاب عقيدة وغاية وهدف في حياتنا وما خلقنا عبثًا وما جئنا إلى الدنيا سدى بل خلقنا الله من أجل عبادته وإعمار الكون والدفاع عن مقدساتنا وهويتنا وإنسانيتنا ووجودنا وإلا فإنه لا يكون لوجودنا أي طعم أو لون أو رائحة!
لقد لقنت العسكرية المصرية قبل ذلك هذا الكيان الإسرائيلي المتطرف درسًا قاسيًا وقمنا بضربهم علقة ساخنة أمام القاصي والداني وإن عادت الكرة مرة أخرى فبعون الله إنا لقادرون.
وإذا كنا لسنا دعاة حرب ولكن قد تكون الحرب خيارا استراتيجيا وعسكريًا وأمنيا قوميا لا غنى عنه.
إسرائيل ستظل على غبائها وعدائها ولن تتراجع عن سمومها ومخططها اللعين نحو منطقة الشرق الأوسط الجديد من النيل حتى الفرات ولكن هيهات هيهات!
فهي إلى مزبلة التاريخ وهي هشة لا قيمة لها ولا وزن وهي إلى الزوال المحتوم ولكن الأمر يحتاج منا إلى ترابط واستعداد لأن المواجهة قادمة لا محالة وهذا وعد الله لنا بالنصر والتمكين فالله لا يخلف وعده ولكنه قد يخلف وعيده ...
بسم الله الرحمن الرحيم
{وَقَضَيْنَا إِلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا • فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولَاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَّنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِلَالَ الدِّيَارِ ۚ وَكَانَ وَعْدًا مَّفْعُولًا •ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيرًا •إِنْ أَحْسَنتُمْ أَحْسَنتُمْ لِأَنفُسِكُمْ ۖ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا ۚ فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا•} صدق الله العظيم.