تفوح رائحة الورود في كل مكان، وتنتشر في الأرجاء وترى المشاتل عن يمينك ويسارك، مساحات خضراء شاسعة يتخللها ألوان الورورد الحمراء والبيضاء والزرقاء والبنفسجي، ترى العمالة اليدوية تقطف الجمال من مطلع الفجر وحتى وقت الضحى وسط قطرات الندى ونسمات الهواء العليل، هنا في قرية "عزبة الأهالي" بمحافظة القليوبية يعمل أغلب قاطنيها بمجال زراعة وتجارة الورد، وقد ورثوا المهنة أبًا عن جد وصارت هي العمل والهوى والهواية والإرث الذي يتركه الأقدمون للجيل الجديد، فالورد في قاموس اللغة هو نور الشجر، والزهرة لكلّ نبات، وهو عبارة عن نوعٍ تابع للفصيلة الوردية، ويعد من مجموعات الوريقات التي تشكل ارتباطًا وثيقًا معًا بشكلٍ رائعٍ، وتوجد الوردة في آخر غصن الشوكة من الأعلى، وقد قام الناس منذ زمن بعيد باستعمال الورود للإهداء كتعبير عن الإعجاب والحب والتقدير والاحترام.
تتحول عزبة الأهالي بالقناطر الخيرية، في فصل الربيع إلى مشتل كبير، حيث يعمل 90% من سكانها في مجال زراعة الزهور، فهي مهنة توارثوها عن آبائهم وأجدادهم، وتميزوا فيها وأصبحوا المصدر الأول لتصدير الزهور للخارج، بشتى أنواعها سواء القطف أو الزينة، فتتحول في الربيع إلى مصدر للبهجة والألوان لكل أنواع الورود والزهور ووجهة عشاق الزينة.
ويذكر أن عدد مشاتل عزبة الأهالي هو 30 مشتل زينة و30 مشتل زهور قطف و7 صوب زراعية، وهناك الكثير من أصناف الزهور مثل زهور القطف ليليوم والجبسوفيليا والكرزنتم، والمساحة الكلية للعزبة 125 فدان، وعدد العاملين في مشاتل الزهور يمثلون نحو 80% من السكان في عزبة الأهالي.
عزبة الأهالي من أشهر الأماكن بزراعة الزهور في مصر على المستوى المحلي والعالمي لأنها تصدر لدول الخليج والعالم أجمع، مؤكدة أنها على المستوى المحلي تعد العزبة من أوائل الأماكن التي يجري بها زراعة الزهور، حيث كانت قبل 50 عاما تزرع محاصيل حقلية مثل الذرة والبرسيم وغيرهما، وقد استقبلت العزبة منذ عهد محمد علي باشا شتلات تم استيرادها من هولندا، ومنذ 50 عاما بدأوا يهتموا بنزراعة الزهور وتنشطيها، وهناك مشاتل زينة ومشاتل للقطف، حيث تشمل مشاتل الزينة الأشجار التي يتم استخدامها للزينة سواء في الحدائق أو الأماكن العامة والمستشفيات وغيرها.
وتستخدم مشاتل القطف تستخدم في زهور المناسبات التي تستخدم في الهدايا والأفراح والبوكيهات في كل المناسبات، وهناك الكثير من العمالة في هذه المشاتل فتعد زراعة الزهور مصدر هام للأسر في عزبة الأهالي، فأصبحت تعرف بأنها مملكة الزهور، وكانت بقرار جمهوري صدر عام 2005 تقريبا تعرف باسم "منشأة الزهور".
ويعتبر شم النسيم هو أكبر موسم للزهور في القرية، فخلاله تنظم القرية مشتل كبير أو معرض للزهور يحضره محافظ القليوبيةووكيل وزارتي الزراعة والري، ويكون المعرض كبيرا ومناسبا للجميع، وتعمل المشاتل باستمرار وتشغيل خطوط الإنتاج، وأصحاب المشاتل لديهم القدرة على تسويق منتجاتهم وفقا للبورصة.