في قلب الصحراء، حيث تشرق الشمس على رمال ذهبية، تنبثق حكاية نبات غريب لم تعرفه أرض مصر من قبل، حكاية نبات الكسافا، نبات استوائي ينحدر من أصول إفريقية، يحمل معه آمالاً عريضة لتحقيق الأمن الغذائي، وفتح آفاقاً جديدة للزراعة في بيئة قاسية تفتقر إلى الموارد المائية، لمحافظة الوادي الجديد.
بدأت رحلة نبات الكسافا، في الوادي الجديد بخطواتٍ حذرة، حيث سعى العلماء وخبراء الزراعة إلى اختبار إمكانية زراعته في هذه الظروف المناخية الاستثنائية، وتناغمت إرادة الإنسان مع صبر الطبيعة، فخرجت النتائج مبشرة بنجاح مبهر لزراعة هذا المحصول الواعد.
يعد نبات الكسافا، كنزاً غذائياً غنياً بالنشويات والفيتامينات والمعادن، كما يتميز بقدرته على النمو في الأراضي الرملية وقلة احتياجه للماء، مما يجعله خياراً مثالياً لتعزيز الزراعة في المناطق الجافة وشبه الجافة.
ولم تقتصر فوائد نبات الكسافا، على قيمته الغذائية فحسب، بل امتدت لتشمل المجالات الاقتصادية أيضًا، حيث يُمكن الاستفادة من نبات "الكسافا" في إنتاج العديد من المنتجات الغذائية والصناعية، مثل الدقيق الخالي من الجلوتين، ونشا التابيوكا، والرقائق، وصناعات أخرى متنوعة.
وتُعد زراعة نبات الكسافا، في الوادي الجديد خطوة هامة نحو تحقيق الاكتفاء الذاتي من الغذاء، وخلق فرص عمل جديدة للشباب، وتعزيز التنمية الاقتصادية في المنطقة.
ولكن، لا تزال رحلة نبات الكسافا، في مهدها، فهناك حاجة إلى المزيد من الدراسات والبحوث لتطوير تقنيات الزراعة وتصنيع المنتجات، وتعزيز الوعي لدى المزارعين بأهمية هذا المحصول الواعد.
مع استمرار الجهود ودعم الدولة، تصبح حكاية نبات الكسافا، في محافظة الوادي الجديد رمزاً للتحدي والصمود، وقصة ملهمة تُجسد قدرة الإنسان على إبداع حلولٍ مبتكرة للتغلب على الظروف الصعبة، وتحقيق التنمية المستدامة في بيئةٍ قاسية.
نجاح تجربة زراعة نبات الكسافا لأول مرة بمحافظة الوادي الجديد
وكان اللواء دكتور محمد الزملوط، محافظ الوادي الجديد، اليوم الخميس، تفقد نجاح تجربة زراعة نبات الكسافا لأول مرة بالمحافظة؛ لإنتاج دقيق خالي من الجلوتين ونشا التابيوكا، يرافقه جهاد متولي رئيس مركز الخارجة، والدكتور مجد المرسي مدير عام الزراعة بالمحافظة.
حيث اطلع محافظ الوادي الجديد، على مراحل الإنتاج المختلفة لتصنيع الدقيق والنشا من النبات، والذي يتم استخدامه في إنتاج خبز صحي لمرضى حساسية الجلوتين وبعض الحالات المرضية والأنظمة الغذائية الأخرى، موجهًا بتوفير شتلات من النبات للتوسع في زراعته، وتوفير معدات لزيادة معدل الإنتاجية بخط التصنيع.
ويعد محصول الكاسافا من المحاصيل ذات الجدوى الاقتصادية حيث يدخل في العديد من الصناعات الغذائية لاحتوائه على الدقيق والنشا والحبوب والرقائق، والجريشة بالإضافة الى استخدام أوارقة كغذاء للإنسان مثل: السبانخ واستخدام الدرنات في تغذية الحيوان وتعرف الكاسافا، كعشبة معمرة.
وتجدد زراعتها سنويا بالعقل الساقية التي تزرع في ظروف مناسبه، تبدأ في تكوين الجذور العرضية خلال أسبوع من الزراعة، وتزرع من أجل مجموعها الخضري أو الجذور المتدرنة وموطنها الأصلي أمريكا الجنوبية وهو نبات غذائي ويصل ارتفاع ساق النبات فيه من 1 إلى 4 أمتار لذلك يمكن الاطلاع على طرق زراعة هذا النبات واستخداماته والجدوى الاقتصادية منه.