أكد تقرير المنتدى الاقتصادي العالمي، في التنافسية السياحية لعام 2023، أن إسبانيا احتلت المرتبة الأولى في قارة أوروبا من حيث التنافسية، متربعة على عرش المقاصد السياحية في القارة العجوز، تليها فرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة وإيطاليا، ثم سويسرا.
وذكر التقرير: "تعد إسبانيا أيضًا الأفضل أداءً في جنوب أوروبا، وقد سجلت فرنسا والدنمارك (المركز 17 عالميا)، وبولندا (27) وجورجيا (45) أعلى المعدلات في أوروبا الغربية، ثم أوروبا الشمالية، ومنطقة البلقان وأوروبا الشرقية، وأوراسيا، على التوالي".
وأضاف: "يأتي ذلك في حين شهدت معظم الاقتصادات ذات الدخل المرتفع تغيرات طفيفة في درجات مؤشر النمو السياحي، حيث أظهر أداء أوزبكستان (+7.8%، من المركز 94 إلى المركز 78) أكبر قدر من التحسن في كل من النتيجة والرتبة مقارنة بعام 2019، وفي عام 2022، ظلت ألمانيا أكبر دولة في المنطقة، وثالث أكبر اقتصاد في العالم في مجال السياحة والسفر، وكانت كرواتيا (المرتبة 46) هي الاقتصاد الأكثر اعتماداً على السياحة والسفر في المنطقة".
وأشار: "حافظت أوروبا باستمرار على مكانتها باعتبارها المنطقة الأفضل أداءً في مؤشر النمو السياحي، متفوقة على المتوسط العالمي في معظم الركائز، حيث سجلت 34 من اقتصاداتها المصنفة أعلى من متوسط المؤشر، وذلك باعتبارها واحدة من أكثر المناطق نموًا اقتصاديًا في العالم، حيث توفر أوروبا أفضل البيئات التمكينية لقطاع النقل والتكنولوجيا، بما في ذلك الأعمال التجارية المواتية، وظروف السلامة والنظافة، والموارد البشرية الجيدة وأسواق العمل، والبنية التحتية المتطورة لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات".
وأوضح: "يتم في أوروبا تسهيل السفر إلى الوجهات غير الترفيهية والثقافية الرائدة في المنطقة من خلال البنية التحتية للنقل والسياحة عالية المستوى ودرجة عالية من التكامل الاقتصادي وانفتاح السياحة والسفر، تتمتع هذه المزايا بأهمية خاصة في المناطق الفرعية الأكثر تطورًا في غرب وجنوب وشمال أوروبا، مما يضع أساسًا متينًا لتحمل الجودة العالية في مجال السياحة والسفر، وساعدت هذه المزايا أوروبا على التعافي بشكل شبه كامل من جائحة كوفيد-19 بحلول نهاية عام 2023".
واستكمل: "ومع ذلك، فإن الطبيعة الناضجة بالفعل لاقتصاد السياحة والسفر في المنطقة والآثار المتبقية للوباء تعني أن متوسط درجة النمو السياحي في المنطقة قد تحسن بمقدار 0.4 % فقط منذ عام 2019. في حين أن انتعاش السفر ساعد في تحقيق أكبر متوسط زيادة إقليمية في البنية التحتية للنقل الجوي (+10.4٪) بين إصدارات المؤشر لعامي 2021 و2024، إلا أن متوسط الدرجات لهذه الركيزة والخدمات السياحية والبنية التحتية لا تزال أقل من مستويات عام 2019".
وعلى الرغم من التحديات المستمرة، منذ عام 2019، أصبحت اقتصادات السياحة والسفر الأقل نضجًا في البلقان وأوروبا الشرقية وأوراسيا أكثر قدرة على المنافسة، وتحسنت في مجالات مثل تكنولوجيا المعلومات والاتصالات والبنية التحتية الأرضية، وانفتاح التأشيرات، وتنمية الموارد الطبيعية والثقافية، وفي حين أن المنطقة هي من بين أكثر المناطق أمانا في العالم، فإن انتشار الصراع الدائر في أوكرانيا يمثل خطرا كبيرا، وكذلك التضخم.
وقال التقرير: "لا تزال العديد من شركات السياحة الأوروبية تواجه نقصًا في العمالة، وهو ما يمكن تفسيره جزئيًا بانخفاض أجور القطاع نسبيًا مقارنة بقطاعات أخرى من الاقتصاد مع ارتفاع المنافسة الواسعة على العمالة الماهرة، وإلى جانب الانخفاض المصاحب في إنتاجية العمل واستثمارات السياحة والسفر بسبب الوباء، كانت قدرة القطاع على تحفيز النمو الاقتصادي والتوظيف على نطاق أوسع محدودة أكثر".
وانهى التقرير استعراضه للتنافسية الأوروبية موضحا: "من ناحية أخرى، تقود العديد من الدول الأوروبية العالم في جهود الاستدامة البيئية والحفاظ على الطبيعة، وهو ما يبشر بالخير للعروض الطبيعية التنافسية المتزايدة في المنطقة كما ينعكس في ارتفاع متوسط درجات الموارد الطبيعية (+7.8٪، من 2019 إلى 2024).