استقبل مسرح السامر بالعجوزة، العرض المسرحي"سبع ليالي" لفرقة المنصورة المسرحية، ضمن عروض المهرجان الختامي لنوادي المسرح، في دورته الحادية والثلاثين “دورة الكاتب المسرحي الراحل د. علاء عبد العزيز.
تؤكد فكرة العرض أن السبيل الوحيد للتغلب على الصعاب هو مواجهتها، من خلال تناول قصة الجد والجدة اللذان يقيمان بمنزل متوسط الحال بأحد أحياء القاهرة في منتصف القرن الماضي ويرعاهمها خادمتان، حيث تبدأ الأحداث بانتظار الجدة "نجاة" حفيدها "حسيب" الذي جاء من السفر ومعه زوجته "أنيسة" لتعود الفرحة والسعادة إلى المنزل مرة أخرى، بعد غياب لمدة عشرين عاما، ومع مرور الأحداث يتضح أن حفيدها هو حفيد مزيف وليس حقيقيا، ويعود الحفيد الحقيقي، ولكن يحاول الحفيد المزيف والجد أن يخفوا حقيقته للجدة لأنه عائد ليطلب حقه في المنزل، ويطلب مبلغا من المال بالإكراه، وينتهي العرض بأن تواجه الجدة حفيدها الحقيقي بأنها تعلم كل شيء ثم تقوم الجدة بطرد حفيدها ثم موته.
"سبع ليالي" مأخوذ عن نص "الأشجار تموت واقفة" للشاعر والكاتب الإسباني ألخاندرو كاسونا، دراماتورج صالح محمد صالح، رؤية وإخراج السعيد كامل السعيد، أشعار ومخرج منفذ يوسف بدران، إضاءة أحمد السمان، ملابس محمود عبدالمعطي، إعداد موسيقي مصطفى مجدي، ديكور مجدي السنوسي، دعاية طارق السعدني، مكياج بسنت وليد، وشارك في بطولة العرض آية مصطفى، صالح محمد، مريم مصطفى، رما عماد، كريم السيد، أدهم البكري، والطفل بودي كامل.
حضر العرض لجنة التحكيم المكونة من المخرج هشام عطوة رئيس اللجنة، والدكتور محمد سمير الخطيب، والدكتور حمدي عطية، والمخرج سامح مجاهد، والموسيقار أحمد حمدي رؤوف، المخرج محمد الطايع مقرر اللجنة.
أكد السعيد كامل مخرج العرض، أن العمل يلعب على المشاعر، وبه طاقة تمثيلية عالية حفزته على اختيار النص وإخراجه، قائلا: تم تحويله من كلاسيكياته إلى نص قريب من الجمهور ليمس مشاعرهم، وذلك من خلال حفيد اقترض أموالا بسبب سلوكياته الخاطئة، وكان بالنسبة للجدة هو الأمل التي ظلت تنتنظره، ولكنه خيب ظنونها لتفكيره في بيع المنزل.
وأوضح صالح محمد دراماتورج العرض، أنه تم تمصير النص وصياغته بالعامية المصرية، واختيار زمن الخمسينيات، ويضم النص أكثر من خيط ومعني وتم تقديمه بشكل مصري حتي يكون قريبا من الناس.
أعقب العرض ندوة نقدية أدارها الكاتب والمؤلف ياسين الضوي، وشارك بها الكاتب والناقد مجدي الحمزاوي، د.أحمد عادل القضابي.
أكد "الضوي" إعجابه الشديد بالعروض المسرحية التي تمثل كل أقاليم مصر، مؤكدا أن هذا يدل على بقاء المسرح واستمراريته، فالعرض المسرحي لابد أن لا يخلو من دلالات وإشارات مهمة للنص، وهذا يقودنا بطرح سؤال حول هل المسرح في مأزق من حيث ما يتم تقديمه وعرضه للجمهور؟
وأبدى الكاتب مجدي الحمزاوي إعجابه بالممثلين المشاركين بالعمل، وإمكانياتهم التمثيلية الجيدة، مثنيا على مشهد النهاية بين الجدة وحديث الأحفاد.
وأوضح أن العروض المسرحية تقدم الحقيقة المشابهة للحقيقة لا الواقع بحد ذاته، قائلا: الفن هو البحث عن علاقات مغايرة بأساليب أخرى، قد تشبه الحياة في تصرفاتها ونظامها ولكنها ليست هي الحياة، واختتم حديثه مبديا إعجابه بمخرج العمل وطالب فريق العمل بمشاهدة الكثير من الأعمال المسرحية للاستفادة منها لتقديم المزيد من العروض الناجحة.
من جهته أشار "القضابي" أن العرض يتناول مسألة الوجودية، فكانت هناك اختيارات وجودية بداية من اختيار الجدة برفضها للحفيد، وهذا تسليط على اختياراتنا في الحياة.
وعن المدارس المسرحية، أوضح أنها تتنوع بين المدرسة الفنية والرمزية ولكل منها استخداماتها المختلفة من خلال الألوان والديكور، وطالبهم بضرورة استخدام الألفاظ والجمل الفعلية والاسمية وتوظيفها بشكل مناسب في الأحداث، ودلالات الحوار، والاهتمام بالملابس والإكسسوارات حيث وجودها يعطي فترة زمنية أو علاقة اجتماعية مثل الخواتم، مشيرا أن هناك ما يسمي بالوعي المزدوج يكون بين الشخصية التي نقدمها وبين الوعي الخارجي.
واختتم حديثه مؤكدا ضرورة أن تكون رسالة العمل واضحة مع البعد عن التشويش والغموض حتي تصل إلى الجمهور.
المهرجان الختامي لنوادي المسرح تنظمه الإدارة العامة للمسرح برئاسة سمر الوزير، بإشراف الإدارة المركزية للشئون الفنية برئاسة الفنان تامر عبد المنعم، ويشارك به هذا الموسم 24 عرضا مسرحيا تقدم مجانا للجمهور، بمسرحي السامر وقصر ثقافة روض الفرج، ويصدر عنه نشرة يومية بالإضافة لندوات نقدية تعقب العروض يشارك بها نخبة من النقاد والمسرحيين.
وتشهد الفعاليات اليوم الخميس على مسرح قصر ثقافة روض الفرج عرضين لفرقة بورسعيد المسرحية، الأول بعنوان "موسم الحرب والغناء" قصة صموئيل بيكيت، وإخراج أحمد سعيد، ويقدم في السادسة مساءً، يليه "303" تأليف محمد عادل، وإخراج بيشوي عماد ويقدم في الثامنة مساءً.
وتزامنًا مع فعاليات المهرجان، تستمر ورشة اعتماد المخرجين الجدد الذين تم تصعيدهم للمهرجان هذا الموسم ليتلقوا تدريبًا مكثفا لمدة اثني عشر يوما في مجال "الإخراج المسرحي، السينوغرافيا، الدراما، التثقيف المسرحي والتذوق الفني"