الأحد 22 ديسمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

حوادث وقضايا

أخطر من المخدرات.. التيك توك وحروب الجيل الرابع

ارشيفية
ارشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

انتشرت في الآونة الأخيرة ظاهرة اليوتيوبر الذي يروج فيديوهات خادشة للحياء بهدف حصد وكسب المشاهدات لجنى الأموال.

من يطلقون عليهم "يوتيوبر" أو "تيك توكر" يملكون "قنوات"  تبث عبر مواقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" "تيك توك"، كل ما تقدمه سب وقذف وإباحية ونشر الفجور وتجاوز بعضهم للتجار في البشر ، كحالة اليوتيوبر التي ادعت عبر فيديو أنها ضبطت طفليها  في وضع مخل، ورغم اختلاف وتباين محتوي كل قناة عن الأخرى، الا أنها تشترك في شيء واحد و«فعل اي شيء مقابل المال»، والشهرة هي الغاية المنشودة أي ما كان سيدفع في سبيلها، فالعقوبات القانونية والملاحقات القضائية لم تردع مروجي "الفجور والرزيلة" عبر مواقع التواصل الاجتماعي أو من يلحق بركابهم من المضي قدماً في هذا الدرب، فامام بريق المال الحرام والشهرة المشبوهة، يبذل كل واحد منهم نفسه ويبيع في سبيلهما روحه.

الحبس والغرامة 
ينص القانون رقم 175 لسنة 2018م، والخاص بـ"مكافحة جرائم تنقية المعلومات"، والذي ناقشه مجلس النواب ووافق عليه، في المادة 25 على أنَّه: "يعاقب بالحبس مدة لا تقل عن 6 أشهر، وبغرامة لا تقل عن 50 ألف جنيه ولا تجاوز 100 ألف جنيه، أو بإحدى هاتين العقوبتين: كل من اعتدى على أي من المبادئ أو القيم الأسرية في المجتمع المصري، أو انتهك حرمة الحياة الخاصة".

وبخصوص الجرائم المنافية للآداب ونشر بعض الأعمال الإباحية على صفحات التواصل الاجتماعي، نص القانون في المادة 26 على أنَّه: "يعاقب بالحبس مدة لا تقل عن سنتين ولا تجاوز 5 سنوات وبغرامة لا تقل عن 100 ألف جنيه ولا تجاوز 300 ألف جنيه أو بإحدى هاتين العقوبتين: كل مَنْ تَعمَّد استعمال برنامج معلوماتي أو تقنية معلوماتية في معالجة معطيات شخصية للغير لربطها بمحتوى منافٍ للآداب العامة، أو لإظهارها بطريقة مِن شأنها المساس باعتباره أو شرفه".
أسرار البيوت. 
من جانبه، يقول الدكتور فتحي قناوي أستاذ كشف الجريمة بالمركز القومي للبحوث الجنائية والاجتماعية، أن المشكلة الحقيقية وراء انتشار تلك القنوات خاصة على "تيك توك" ان الدولة ممثلة في  وزارة الاتصالات، لا تستطيع للأسف منع ظهورها، وأن دورها هو التعامل مع البلاغات وليس الرصد لإيقاف هذه القنوات وغلقها فور ظهورها بالرغم من امتلاكها للسلطة والامكانيات المؤهلة لذلك، لافتاً إلى أن تلك القنوات تكمن خطورتها في نشر أسرار البيوت على العلن، بغض النظر عما تنشره من فجور وإباحية وذلك من خلال نشر ما يحدث داخل البيوت والأسر من أحد أفرادها دون علم باقي الأسرة، لا لهدف سوى  ركوب "التريند" والحصول على أكبر قدر من المال. لان التيك توك هو اساسه للحصول على المال من خلال اكبر مشاهدة.
 هدم الأخلاقيات 
وتابع الدكتور فتحي قناوي, أن ما يمثله تأثير تلك القنوات يكون بشكل مباشر على هدم الأخلاقيات والذي يؤدي قطعا الى الجرائم الالكترونية والتي من بينها الابتزاز، مشيراً إلى أن الذي يقوم بعرض صورة لفتاه تعرف عليها أو فيديو، يكون الهدف منه تحقيق أكبر عائد مادي من خلال المشاهدات، وحبذا أن كانت عارية، تزيد عليها المشاهدات أكثر ، دون وازع من ضمير او مبدأ.
التشويش على التيك توك
واضاف أستاذ كشف الجريمة بالمركز القومي للبحوث الجنائية والاجتماعية، أن الدولة تستطيع من خلال الإمكانيات المتاحة من تنمية المهارات لدي مهندسي الكمبيوتر وخبراء الإنترنت، في عمل تشويش على تلك القنوات، وإن لزم الأمر استخدام الاقمار الصناعيه في تحديد مواقع وأماكن بثها عبر الانترنت، وانه المفروض أن تتخذ التدابير اللازمة هي انشاء على سبيل المثال وحدة شرطة متخصصة لمثل تلك القنوات أو أن تكون تابعة لمباحث الإنترنت يكون بداخلها آليات للرصد والمتابعة لمثل تلك القنوات وإغلاقها بأى وسيلة فور ظهورها، بالإضافة إلى متابعة من ظهرت عليه علامات الثراء دون سبب شرعي أو سند قانوني لهذا الثراء.

حروب الجيل الرابع
تيك توك من أدوات حروب الجيل الرابع 
واضاف الدكتور فتحي قناوي، أنه  للاسف الشديد هناك من لا يعي أو ينتبه إلى أن "التيك توك"، يعد من حروب الجيل الرابع والتي من أهدافها تفتيت قيم الأسرة المصرية من الناحية الدينية والأخلاقية، وقد أشار الرئيس في أكثر من مرة إلى خطورة تأثير تلك القنوات والنوافذ الالكترونية على عقول الشباب، لافتاً إلى أن فكرة التيك توك هي في الأساس فكرة شيطانية الغرض منها هو هدم كل قيمة لدي الشباب بالتحلل من الدين والأخلاق.
أخطر من المخدرات 
وختم استاذ علم كشف الجريمة بالمركز القومي للبحوث الجنائية والاجتماعية، أن مشكلة التيك توك هي أمن قومي واخطر بمراحل من المخدرات، اولا لابد من تكاتف كل الجهود سواء الإعلامية أو الدينية لتنقيته من القاذورات التي تلوث عقول شبابنا وبناتنا،  ثانياً يكون لدينا قواعد نستطيع أن نحجب مثل هذه القنوات، وفي نفس الوقت اننا  ننشر توعية للناس بان ما يبث عبر هذه القنوات يعد خطرا للغاية، ثالثاً لابد من عمل مسابقات تحفيزية واستخدام الإمكانيات في إنشاء برامج خاصة تكون بديلا للتيك توك نستطيع من خلالها الرصد والتنقية للمحتوى المقدم دون أن تؤثر بالسلب على قيم الأسرة المصرية، رابعاً المقاطعة وهي سلاح فعال وقد استخدم كثيرا وأدي لبلوغ ما يرجى منه في كثير من الأحيان.