"تعال اشرب شاي"، "نتغدى ونشرب شاي"، "حبة الشاي في الخمسينة حكاية"، كلها جمل تعود عليها المصريون في يومهم تبرز حبهم لـ الشاي وأحيانا يكون كوب الشاي هو العوض عن يوم شاق أو الاستراحة من زحمة الحياة أو يكون الشاي بطل لجلسة سمر عائلية أو بين الأصدقاء.
وبحسب "الفاو" يعد الشاي واحد من أقدم المشروبات في العالم وهو الأكثر استهلاكًا في المعمورة بعد الماء؛ يتوافر بأصناف كثيرة تختلف بحسب تقنيات الأكسدة والتخمير المستخدمة.
لذا في اليوم العالمي للاحتفال بالشاي نوضح لكم ما يمثله من أهمية للمصريين، وكونه ليس مشروبا عاديا بالنسبة لهم.
نشأ الشاي في الصين
يعتقد أن هذا المشروب العطري نشأ في الصين عام 2737 قبل الميلاد.
ووفقا للأسطورة كان إمبراطور صيني جالسا تحت شجرة "كاميليا سينينسيس" بينما كان خادمه يغلي ماء الشرب، فدفعت الرياح بعض الأوراق من الشجرة إلى الماء، وقرر الإمبراطور تجربة الشراب الذي صنعه خادمه عن طريق الصدفة.
لماذا يحب المصريون الشاي؟
يحب المصريون الشاي ودائما هو خيارهم الأول للترحيب بضيوفهم لأنه المشروب السهل الذي لا يحتاج إلى أي مجهود سوى مياه ساخنة وإضافة السكر حسب المزاج.
لا يكلف "الشاي" نفسه عناء مسؤولية الإفاقة من النوم مثل "القهوة"، هو السهل الممتنع الذي يعدل المزاج بعد أكلة دسمة من أكلاتنا المصرية الجميلة.
أنواع الشاي
ولا تخلو القهاوي الشعبية من أصناف الشاي المحببة للمصريين ما بين الخمسينة والفتلة والكشري والصعيدي والمغلي أو بإضافة نكهات النعناع أشهرها يليه القرنفل والريحان أو مزجه باللبن ليصبح اسمه النوبي أو الأسواني، أو غيرها من المسميات الرائجة المرتبطة بكل محافظة.
اليوم العالمي للاحتفال بالشاي
بحسب ما كتبته منظمة الأغذية والزراعة بالأمم المتحدة "الفاو" على صفحتها الرسمية، والاحتفال بالشاي يأتي يوم 21 مايو، اعترافا بالتاريخ الطويل الذي يتمتع به الشاي وبالأهمية الثقافية والاقتصادية التي يتمتع بها هذا المشروب حول العالم، وبدوره الملحوظ في التنمية الريفية والحدّ من الفقر وتحقيق الأمن الغذائي في البلدان النامية.
ووفقا لـ"الفاو" يشكل إنتاج الشاي وتصنيعه مصدرًا رئيسًا من مصادر وكسب العيش بالنسبة للملايين من الأسر.
والاحتفال بهذا اليوم يعزز إنتاج الشاي واستهلاكه وتجارته بصورة مستدامة، ويفتح باب الفرصة للجهات الفاعلة على المستوى العالمي والإقليمي والوطني لضمان استمرار لعب قطاع الشاي لدورٍ في الحدّ من الفقر المدقع ومحاربة الجوع وحماية الموارد الطبيعية.
أصول الشاي
تعد "الفاو" هي المنوط بها الاحتفال بهذا اليوم، وذكرت بدورها أن أصول الشاي تعود إلى أكثر من 5000 عاما، ولكن مساهماته في الصحة والثقافة والتنمية الاجتماعية والاقتصادية لا تزال ذات صلة في عصرنا الحالي.
وأضافت قائلة: قد بات الشاي يُزرع في مناطق محددة، ويدعم أكثر من 13 مليون شخص، بما في ذلك صغار المزارعين وأسرهم، الذين يعتمدون على قطاع الشاي في سبل عيشهم.
ولدى الصين وكوريا واليابان أربعة مواقع مخصصة لزراعة الشاي حُددت من قبل منظمة الأغذية والزراعة "الفاو".
وبرغم زيادة استهلاك الشاي في البلدان المنتجة الرئيسة له، إلا أن استهلاك الفرد لا يزال منخفضًا، ما يشير إلى إمكانية نمو الاستهلاك بشكل كبير في تلك البلدان.
وتوفر زراعة الشاي فرص التوظيف والدخل للملايين من الزرّاع أصحاب الحيازات الصغيرة ممن يكملون، أو حتى يحلون محل مزارع إنتاج الشاي الأكبر مساحة في كثير من البلدان؛
وعلى مدى العقود المنصرمة، شهدت صناعة الشاي نموًا سريعًا على المستوى العالمي اقترنت بزيادة عدد مستهلكيه في أنحاء المعمورة.
الصين هي المصدر الأعظم
وحسب إحصاءات "ستاتستا" وهي شركة ألمانية متخصصة في بيانات السوق والمستهلكين، ففي عام 2021، صدّرت الصين ما يقرب من 2.30 مليار دولار أميركي من الشاي، مما يجعلها المصدر الرئيسي للشاي في جميع أنحاء العالم، ومن بين مصدري الشاي الرئيسيين الآخرين في العام نفسه كانت سريلانكا وكينيا.
كما تصدرت الصين في إنتاج الشاي عالميا، حيث صنعت 2.8 مليون طن من الشاي في عام 2019، وفي ذلك العام كان أكثر من نصف الشاي المنتج في الصين عبارة عن شاي أخضر.
تاريخ دخول الشاي مصر
وقد اختلف المؤرخون حول تاريخ دخول الشاي مصر، فيرى البعض إنه بدأ دخوله مع الحملة الفرنسية إلى مصر (1789-1801)، وآخرون يروا أن الفضل يعود إلى الزعيم أحمد عرابي، بعد نفيه إلى جزيرة سيلان (سيريلانكا حاليا)، ولكن الرواية الأكثر شيوعا هي دخول الشاي مع الضباط البريطانيين عام ١٨٨٢، ولكنّه استمرّ بداية مشروبًا مقصورًا على العائلات الأرستقراطية والملكيّة والأمراء وكانوا يسمّونه وقتها «الخرّوب»، ثم عمّ شرب الشاي بمساعدة من حملات التسويق الإنجليزية.
استهلاكا.. مصر في المرتبة الثانية عربيًا والسابعة عالميًا
وبحسب الأرقام الواردة من البنك الدولي ومركز" يورو مونيتور" المتخصص في بحوث التسويق فأتت مصر في المرتبة الثانية عربيًا والسابعة عالميًا.
فقد بينت الإحصاءات التي نشرها موقع "كوراتز" إلى أن الفرد المصري يستهلك 1.011 كيلوغرام من الشاي سنويًا، فى حين يصل الاستهلاك السنوى إلى 85 ألف طن سنويًا ترتفع بنسبة 30% فى الشتاء، بحسب موقع «ورلد توب اكسبورتس».
الشاي والأزمات
تراجعت واردات مصر من الشاى خلال الربع الأول من 2023 لتسجل 68 مليون دولار مقابل 95.1 مليون دولار خلال الفترة نفسها من 2022، وفقًا للجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء.
بدأت واردات الشاى تتراجع مع الأزمات المحلية بنسبة تتخطى 50% واستيراد الشاى من خلال الصفقات المتكافئة يعجل بتراجع سعر المستويات الطبيعية بدلا من الزيادات غير المبررة.