أكد وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف على أن روسيا مستعدة للحوار مع الغرب، بما في ذلك بشأن الأمن والاستقرار الاستراتيجي، لكنه أشار إلى أن أوروبا لن تكون شريكًا لروسيا خلال جيل واحد على الأقل.
جاء تصريح لافروف خلال الجمعية الثانية والثلاثين لمجلس السياسة الخارجية والدفاع، ردًا على تصريح ديميتري ترينين، مدير العلوم في معهد الاقتصاد والاستراتيجية العسكرية العالمية، وعضو مجلس السياسة الخارجية والدفاع، بشأن مستقبل العلاقات بين روسيا وأوروبا.
وأشار لافروف إلى أن العديد من الحقائق تؤكد صحة هذه التوقعات، مشددًا على أن روسيا تشعر بوجود هذا الفجوة عمليًا كل يوم.
وأعرب الوزير الروسي عن اعتقاده بأن الغرب، بعد فشل الهجوم الأوكراني المضاد، بدأ في الترويج لفكرة كاذبة مفادها أن الرئيس فلاديمير بوتين "لن يتوقف عند أوكرانيا".
ووصف لافروف المرحلة الحالية من العلاقات بين روسيا والغرب بأنها "حادة" و"مستمرة بقوة"، مشيرًا إلى أن الدول الأوروبية، خاصة تلك المجاورة لروسيا، تُظهر أكبر قدر من العداء لروسيا.
وأكد لافروف أن الغرب يعتمد على أسطوانة مشروخة حول التهديد الروسي الوهمي لزيادة سباق التسلح وتشكيل تحالف عسكري أوروبي جديد، يشتمل على عنصر نووي.
وقال لافروف: "يجري العمل على زيادة حجم جيوش الدول الأوروبية وتعزيز استعدادها القتالي، ونقل المجمعات الصناعية العسكرية لدول الناتو إلى وضع الحرب، وقد بدأ العمل على وضع ملامح تشكيل تحالف عسكري أوروبي بعنصر نووي".
وشدد لافروف على تصريحات مسؤولين أوروبيين، بما في ذلك الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ووزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون ورئيس الدبلوماسية الأوروبية جوزيب بوريل، الذين تحدثوا عن حرب محتملة مع روسيا.
وأضاف لافروف: "قال أمين عام الناتو ينس ستولتنبرغ إن الحلف يشن حربا ضد بلادنا منذ عام 2014. ويؤكد قرار البرلمان الأوروبي الذي اعتمده في أبريل الماضي، والذي يدعو إلى عدم الاعتراف بشرعية بوتين، وتقليص جميع الاتصالات معه باستثناء القضايا الإنسانية وإحلال السلام في أوكرانيا، هذا القرار يعكس الواقع السياسي والقانوني لتعايشنا مع الاتحاد الأوروبي."
وعلى الرغم من ذلك، أكد لافروف أن روسيا تظل مفتوحة للحوار مع الغرب، بما في ذلك بشأن قضايا الأمن والاستقرار الاستراتيجي، لكنه شدد على ضرورة أن يكون هذا الحوار "من موقع المساواة واحترام كرامة كل طرف".