الثلاثاء 21 يناير 2025
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

ملفات خاصة

رئيس يشغل العالم|"ترامب 2025" عاصفة التغيير ومستقبل أمريكا..الولاية الثانية.. قضايا ساخنة ورؤية توسعية

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

"مع عودته إلى البيت الأبيض، يستعد الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب لإطلاق استراتيجية صادمة تعيد تشكيل المشهد السياسي والاقتصادي والدولي للولايات المتحدة. في أول أيام ولايته الثانية، يتوقع أن يوقع ترامب ما يصل إلى 100 أمر تنفيذي، تستهدف قضايا محورية مثل الهجرة، الاقتصاد، وسياسة الطاقة.
وصف السيناتور جون باراسو هذه التحركات بأنها "عاصفة من الأوامر التنفيذية"، في حين توقع مستشاره السابق ستيف بانون أن تكون هذه الخطوات "شديدة بشكل لا يصدق"، تعكس رؤية ترامب للقيادة الحاسمة.
تتناول هذه السلسلة أبرز التحديات والسياسات التي تواجه العالم في ظل ولاية ترامب الثانية، من طموحاته التوسعية وتصريحاته المثيرة للجدل إلى محاولاته إعادة تعريف دور أمريكا على الساحة الدولية. كيف ستؤثر هذه التوجهات على الداخل الأمريكي والنظام العالمي؟ وهل ستنجح في تحقيق أهدافها أم تثير عواقب غير متوقعة؟
في هذا الملف، نستعرض أبرز الملفات الساخنة، التحديات الدبلوماسية، والفرص والمخاطر في فترة حكم ترامب الثانية".

الولاية الثانية.. قضايا ساخنة ورؤية توسعية


مع عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض لولاية ثانية، أعلن عن أجندة طموحة تعكس رؤية عدوانية للتغيير في مختلف المجالات. من الهجرة والتجارة إلى الطاقة والسياسة الخارجية، يطمح ترامب لإحداث تحولات كبيرة بدءًا من اليوم الأول. ورغم حماسه الواضح، تواجه هذه الأجندة تحديات كبيرة قد تعيق تنفيذها.

ملف الهجرة


الهجرة كانت ولا تزال محور اهتمام أجندة ترامب. إذ تعهد بتنفيذ "أكبر برنامج ترحيل في تاريخ أمريكا"، متضمنًا أوامر تنفيذية تستهدف القضاء على الهجرة غير الشرعية. ومن بين الإجراءات الأكثر إثارة للجدل، خطته لإنهاء حق المواطنة بالولادة، وهو ما قد يضعه في مواجهة مباشرة مع التعديل الرابع عشر لدستور الولايات المتحدة.
في بيان مصور عام ٢٠٢٣، أكد ترامب أن سياساته ستحد من الحوافز التي تشجع على الهجرة غير الشرعية، متوقعًا أن تدفع الأفراد غير المسجلين لمغادرة البلاد.
الحرب الروسية الاوكرانية
تعهد ترامب بإنهاء الحرب بين روسيا وأوكرانيا خلال ٢٤ ساعة فقط عبر الضغط على الطرفين للدخول في مفاوضات. لكن فريقه سرعان ما تراجع عن هذه الوعود المفرطة في التفاؤل، مؤكدًا أن الحل قد يتطلب شهورًا طويلة.
استراتيجية ترامب تعتمد على الجمع بين العقوبات والمساعدات العسكرية لدفع الطرفين إلى طاولة المفاوضات. ومع ذلك، أثارت توجهاته نحو تقديم تنازلات لروسيا، بما في ذلك منع انضمام أوكرانيا للناتو، مخاوف الحلفاء الأوروبيين.
حماية التجارة 
تعهد ترامب بإعادة فرض سياسات التجارة الحمائية التي تميزت بها ولايته الأولى، مع التركيز على فرض تعريفات جمركية جديدة على المكسيك، كندا، والصين. التبريرات التي قدمها تشمل مكافحة الاتجار بالمخدرات والهجرة غير الشرعية.
رغم أهدافها الظاهرة بحماية الوظائف الأمريكية، تواجه هذه السياسات انتقادات بسبب احتمال تسببها في تدابير انتقامية من شركاء التجارة العالميين، مما قد يؤدي إلى أضرار اقتصادية داخلية.
الطاقة والمناخ
أكد ترامب عزمه على التراجع عن سياسات المناخ لإدارة بايدن، بما في ذلك قانون خفض التضخم الذي ركز على الطاقة النظيفة. في تصريح له أواخر ٢٠٢٣، قال ترامب: "في اليوم الأول والنصف، سنبدأ الحفر"، في إشارة إلى تعزيز مشاريع الوقود الأحفوري وخفض القيود البيئية التي وصفها بالمفرطة. من بين خططه الأخرى، إنهاء دعم طاقة الرياح البحرية، معتبرًا إياها جزءًا من إنفاق حكومي لا جدوى منه.

بينما يسعى ترامب لإعادة تشكيل السياسات الأمريكية في ولايته الثانية، يظل تنفيذ هذه الأجندة مرهونًا بتجاوز التحديات القانونية واللوجستية. هل يستطيع تحقيق وعوده، أم ستظل جزءًا من خطاب سياسي يواجه صعوبات على أرض الواقع؟

إمبراطورية الأنا.. من الانعزالية إلى التوسع الإقليمى



شهد خطاب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تحولًا جذريًا خلال صعوده السياسي. ففي حين اتسمت سياساته في ولايته الأولى بالانعزالية، تبدو طموحاته في ولايته الثانية توسعية بشكل غير مسبوق.

تصريحاته عن السيطرة على جرينلاند، الضغط على كندا، وإعادة تأكيد النفوذ الأمريكي على قناة بنما، تشير إلى نقلة نوعية من السياسات التقليدية نحو أهداف ذات طابع توسعي واضح. هذه التحولات أثارت تساؤلات حول دوافعه، بين من يرونها مجرد تهديدات فارغة وآخرين يعتبرونها إشارات لحقبة جديدة من السياسة الخارجية الأمريكية.

سلطة مطلقة أم خضوع داخلي؟


يشهد الحزب الجمهوري، تحت قيادة ترامب، تغيرات هيكلية كبيرة. في حين كان فريقه في الولاية الأولى يضم شخصيات حاولت الحد من اندفاعاته، كجون بولتون وريكس تيلرسون، يبدو أن فريق ولايته الثانية يضم شخصيات تخضع بالكامل لرؤيته. بولتون وصف هذه الإدارة بأنها ليست قائمة على الولاء، بل على "الخضوع"، مما يعكس سيطرة ترامب على صنع القرار، بعيدًا عن القيود السياسية التقليدية.


التوسعية الأمريكية.. سياق تاريخي


رغم أن تصريحات ترامب تبدو صادمة، إلا أن التوسعية ليست جديدة على السياسة الأمريكية. من طموحات توماس جيفرسون في غزو كندا إلى محاولات شراء جرينلاند بعد الحرب العالمية الثانية، والتدخلات المستندة إلى مبدأ مونرو، لطالما ارتبطت الولايات المتحدة بالتوسعية. لكن ما يميز خطاب ترامب هو طابعه الشخصي. إعادة تسمية خليج المكسيك إلى "خليج أمريكا" يعكس هوسه بالإرث الشخصي، تمامًا كما يفعل بوضع اسمه على الأبراج والمباني.


قلق أوروبي متزايد


تصريحات ترامب التوسعية أثارت موجات من القلق في أوروبا. فبينما وصفها وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي بأنها استعراض دعائي، حذر المسئولون الفرنسيون والألمان من أن العلاقات الدولية أصبحت أقرب إلى "لعبة البقاء للأقوى".
ردود الفعل لم تقتصر على الأقوال، إذ عمدت الدنمارك إلى تكبير صورة الدب القطبي على شعارها الملكي، في إشارة إلى سيادتها على جرينلاند.


تكتيكات ترامب.. مناورة أم سياسة؟


لطالما اعتمد ترامب على خطاب عدواني لتحقيق أهدافه، ما يجعل نواياه الحقيقية موضع تساؤل دائم. رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو كان أحد ضحايا هذه الاستراتيجية، حيث دفعه الضغط السياسي والإعلامي من ترامب إلى تقديم استقالته بعد سلسلة من التصريحات المهينة.


عواقب التوسع


خطاب ترامب التوسعي قد يعيد صياغة دور الولايات المتحدة عالميًا. ففي حين سعت الإدارات السابقة للهيمنة عبر الاقتصاد والقوة العسكرية، يبدو أن ترامب يتبنى نهجًا مباشرًا أكثر عدوانية. لكن هذا التوجه يهدد بتعميق التوتر مع الحلفاء الأوروبيين، ويضعف الثقة في القيادة الأمريكية، مما قد يترك آثارًا طويلة الأمد على العلاقات الدولية.
بينما يقدم ترامب نفسه كقائد صاحب رؤية توسعية فريدة، يظل السؤال الأكبر: هل هذه التصريحات جزء من لعبة سياسية لإعادة توجيه النقاش الدولي، أم أنها تعكس فعلًا طموحات غير مسبوقة قد تغير شكل السياسة العالمية؟