بعد أقل من عام على النجاح الكبير الذي حققه المخرج اليوناني يورجوس لانثيموس، في فيلمه "Poor Things"، يعود صانع الأفلام الفريد بمشروعه الجديد "Kind of Kindness"، المشارك في المسابقة الرسمية لـ مهرجان كان السينمائي في نسخته الـ77.
تنقسم أحداث الفيلم، الذي يقوم ببطولته: إيما ستون، ويليام دافو، وجيسي بليمونز، ومارجريت كوالي، إلى ثلاث قصص منفصلة؛ تتبع القصة الأولى رجلًا بلا خيار يحاول السيطرة على حياته؛ والثانية شرطي يشعر بالقلق من عودة زوجته المفقودة في البحر ويبدو أنها شخص مختلف؛ أما الثالثة فتدور حول امرأة مصممة على العثور على شخص محدد مقدر له أن يصبح قائدًا روحيًا مذهلًا.
آراء النقاد عقب عرض “Kind of Kindness”بـ مهرجان كان
في مراجعته التي منحت الفيلم (4/5)، قال بيتر برادشو في مقال بـ"الجارديان"، إن لانثيموس "يصل بمشروعه الجديد المثير للأعصاب والمسلي إلى مدينة كان بعد أقل من عام من إطلاق فيلمه "Poor Things". إنها لوحة ثلاثية مروعة وعبثية، ثلاث قصص أو ثلاث اختلافات سردية حول موضوع ما، تدور أحداثها في نيو أورلينز وما حولها في العصر الحديث".
وفي مراجعته بموقع"هوليوود ريبورتر"، وصف ديفيد روني، عودة يورجوس لانثيموس بـ "التصادم المذهل للواقع التقليدي مع الأحداث السريالية والغريبة والمزعجة التي ميزت أعماله السابقة، في ثلاثية من القصص الأكثر غرابة بشكل تدريجي والتي تمثل خدشًا غير متساوٍ واستكشافًا رائعًا لا يمكن التنبؤ به لمواضيع مثل الحب والإيمان على وجه الخصوص".
وأضاف روني، أن الفيلم "قد لا يكون متماسكًا من حيث الموضوع عند المشاهدة الأولى، كما يرغب بعض المشاهدين، ولكن كلما أمعنت التفكير فيه، كلما بدأت قطع اللغز في التوافق وبدأت الخيوط المشتركة في الظهور".
الناقد بيلجي إيبيري، قال في مراجعته بموقع "فولتشر"، إن فيلم لانثيموس الجديد يمثل "عودة إلى مشاهد التدهور الشخصي والعائلي والمجتمعي التي صنع المخرج اسمه عليها". وأضاف إيبيري أن "أسلوب لانثيموس الثابت والواقعي يجسد طبيعة شخصياته التي لا جدال فيها. وعلى الرغم من أن المنطق الداخلي لعوالمه المسيطر عليها يبدو صارمًا، إلا أنه ليس كذلك أبدًا. دقة المخرج ما هي إلا خدعة سحرية مصممة لجعلنا نفكر في شيء واحد، وهو أن لا شيء من هذا له أي معنى".
وفي مراجعته بموقع "فارايتي"، وصف بيتر ديبروج، الفيلم، بالمحاكاة الساخرة الغريبة، وقال: "ربما تكون هذه هي الطريقة الوحيدة التي يمكن من خلالها القول بأن آخر أعمال لانثيموس يرضي توقعات أي شخص. لا يستطيع الجمهور في أي من فترات الفيلم التظاهر بتوقع ما سيحدث بعد ذلك. هذا الفيلم الطويل الأصلي يأسر القلوب، حتى وإن كان محبطًا، متحديًا المنطق التقليدي بينما يقدم ضجة عبثية حول المجتمع الحديث. إنه ليس مملًا أبدًا، ومع ذلك، فإن حساسية لانثيموس الفائقة تتطلب نوعًا خاصًا من الصبر من المشاهدين، الذين سيأتي الكثير منهم لرؤية بليمونز وستون يمتدان خارج مناطق الراحة الخاصة بهما".
وفي مراجعته بموقع "إندي واير"، امتدح ديفيد إيرليش، الأداء اللافت لجيسي بليمونز، الذي يؤدي ثلاث شخصيات في الفيلم. يقول إيرليش: "على الورق، قد لا يبدو أن هناك الكثير من القواسم المشتركة بين هذه الشخصيات. ومع ذلك، فإن الأصداء التي يتردد صداها بينهما تنمو في نهاية المطاف بصوت عالٍ لدرجة أنه يصبح من المستحيل تقريبًا عدم التفكير فيهما كرجل واحد يتم إعادة ترتيبه في ثلاث ظروف مختلفة".