تحتفي الأوساط الفنية والثقافية بعيد ميلاد الزعيم عادل إمام، الذي يحل اليوم الجمعة، حيث إن مولده كان يوم 17 مايو 1940، وقدم الفنان عادل إمام تاريخا مسرحيا حافلا، بدأ من مسرح الجامعة وخاصة فريق تمثيل جامعة القاهرة بوابة عبور الزعيم الفنان الكوميديان عادل إمام إلى عالم الفن، فالتحق بفرقة التليفزيون المسرحية عام 1962 وهو لا يزال طالبا في الجامعة، فهو يعد أحد أشهر الفنانين شعبية في الوطن العربي، وأبرز العلامات البارزة في تشكيل ملامح تاريخ الفن المصري بما قدمه من أعمال في مختلف القنوات الفنية سواء السينما، والمسرح، والإذاعة، التي بدورها أثرت في وجدان الشعب العربي.
ويقول عنه الفنان عبدالمنعم مدبولي: «الجمهور ينظر إلى عادل إمام ليس على أنه نجم تمثيل، إنهم يرونه على أنه واحد منهم، مثلهم تمامًا».
«ثورة قرية» شاهدة على بداية المشوار المسرحي
وتعد مسرحية «ثورة قرية» بداية مشواره المسرحي عام 1962، ومن إخراج حسين كمال، وصولا إلى مسرحية «بودي جارد»، التي توقف عرضها عام 2010، إلى جانب أعمال أخرى لم يسمع بها أحد، ربما لعدم تصويرها تليفزيونيًا مثل: «النصابين، سري جدًا، حصة قبل النوم» إضافة للعرض المسرحية التي قام فيها بالبطولة المطلقة، وحظيت بنجاح لم يتحقق لأي مسرحي مصري آخر.
أنا وهو وهي
في العام 1963 شارك الفنان عادل امام في مسرحية «أنا وهو وهي» وهو في السنة الثالثة بالجامعة، وقدم خلالها دور دسوقي أفندي كاتب حمدي المحامي، وفي اطار كوميدي تقع أحداث العمل حول حمدي المحامي الذي يقع في حب نادية الشابة الذي يقابلها أثناء رحلة بالفيوم، لكن بسبب سوء تفاهم، يعتقد أنها زوجة البلطجي التي يبحث زوجها عنها ويقسم على قتلها، لتتصاعد الأحداث من خلال سلسلة من المواقف الكوميدية.
وشاركه البطولة الفنانين: فؤاد المهندس، شويكار، سلامة الياس، الضيف أحمد، عاطف شعبان، جمال شبل، ومن تأليف عبدالمنعم مدبولي، وسمير خفاجي، وإخراج مسرحي عبدالمنعم مدبولي، وأخرجها للتليفزيون نور الدمرداش.
أنا فين وانتي فين
في اطار كوميدي شارك الفنان عادل إمام في مسرحية «أنا فين وانتي فين» التي قدمت عام 1968 على خشبة المسرح الكوميدي، وجسد خلالها دور «هيكل»، بالتعاون مع الفنانين: فؤاد المهندس، شويكار، نظيم شعراوي، سلامة الياس، محمود أبوزيد، زكريا موافي، ومن تأليف سمير خفاجي وبهجت قمر، وإخراج مسرحي فؤاد المهندس، ونقلها للتليفزيون المخرج فايز حجاب.
غراميات عفيفي
مسرحية كوميدية من إنتاج فرقة الفنانين المتحدين عام 1970، قدم خلالها الفنانين عادل إمام دور خليفة كاتب المحامي حسنين الشيمي، حيث يرتبط المحامي حسنين بعلاقة غير رسمية بالراقصة دلال، وعندما تدعوها زوجته لحضور حفل عيد ميلاده، لا يجد غير صديقه الشاعر عفيفي ليطلب منه لعب دور زوج دلال حتى لا تتعقد الأمور، والمسرحية من بطولة الفنانين: أمين الهنيدي، محمود المليجي، زهرة العلا، ليلى طاهر، نظيم شعراوي، ومن تأليف واقتباس عبدالله فرغلي، وإخراج نور الدمرداش.
شاهد ما شافش حاجة
تعد مسرحية «شاهد ماشافش حاجة» التي قدمت عام 1976 من أشهر أعمال الفنان عادل إمام الكوميدية، التي استمر عرضها لمدة 8 سنوات على المسرح، وساهمت بصورة كبيرة في صناعة نجومية عادل إمام.
ففي إطار كوميدي قدم خلالها شخصية موظف التليفزيون سرحان عبدالبصير، الرجل المُسالم الذي يعمل في إحدى برامج الأطفال بالتليفزيون، وتُقتل جارته التي تعمل راقصة، وتحقق الشرطة في الأمر من خلال مفتش المباحث أحمد عبدالسلام، ثم تقتحم الشرطة منزل سرحان وتضغط عليه في التحقيقات إلى أن تجبره على الشهادة في المحكمة رغم أنه لم يشهد على الواقعة من الأساس.
شاركه البطولة الفنانين: عمر الحريري، نظيم شعراوي، ناهد جبر، بدر نوفل، سعيد طرابيك، ومن تأليف ألفريد فرج، إعداد إبراهيم الدسوقي، وإخراج مسرحي هاني مطاوع، ونقلها للتليفزيون المخرج محمد فاضل.
الواد سيد الشغال
إحدى روائع الفنان عادل إمام، التي قدمتها فرقة الفنانين المتحدين عام 1984، واستمر عرضها لأكثر من 10 سنوات، قدم خلالها دور سيد الكواوي المواطن البسيط، الذي يهرب من تنفيذ عقوبة السجن لمدة عام بتهمة ضرب أحد النصابين، ويتوجه للاحتماء لدى خاله الطباخ الذي يعمل لدى عائلة أحد الأثرياء ويصطدم بالطبقات الغنية ويُساعد خاله بخدمة العائلة أيضًا، فيتم طلاق ابنة الثري صاحب المنزل للمرة الثالثة لتعدد خلافاتهما وشجارهما، على يوقع الاختيار على سيد ليقوم بدور المُحلل، مستكملا دوره في تقدم المادة الساخرة منهم، وذلك في إطار كوميدي.
شاركه البطولة الفنانين: عمر الحريري، رجاء الجداوي، مشيرة إسماعيل، مصطفى متولي، عزة بهاء، فاروق فلوكس، بدر نوفل، يوسف داوود، نعيم عيسى، ومن تأليف سمير عبدالعظيم، وإخراج حسين كمال.
وقد اعتمد عادل إمام على كوميديا الفارس في المسرحية أكثر من اعتماده على قصة أو مواقف ورغم أنها لم تكن موظفة في أحداثها، لكن كانت مقبولة في قطاع عريض من جمهوره مما جعل فترة عرض المسرحية رقم قياسي في تاريخي المسرح العربي.
الزعيم
إحدى أعمال الفنانين عادل إمام المسرحية الحديثة، التي قدمت في العام 1993، وفي إطار كوميدي تدور أحداثها حول «زينهم» الرجل البسيط، الذي يعمل كومبارس في السينما، ويشبه زعيم البلاد لحد التطابق، ويستغل رجال الدولة هذا التشابه بعد وفاة الزعيم ويطلبوا منه أداء شخصية الزعيم كأنه لا زال حيًا.
والعمل من بطولة الفنانين: أحمد راتب، مصطفى متولى، رجاء الجداوي، منال سلامة، سحر رامي، ومن تأليف فاروق صبري، وإخراج مسرحي شريف عرفة، ونقلها للتليفزيون المخرج محمد فاضل.
هذا بالإضافة إلى مسرحيات أخرى حققت نجاحا جماهيريا ونقديا كبيرا وهي: «النصابين 1966، حالة حب 1967، الزعيم 1993، بودي جارد 1999، فكل الأعمال المسرحية الذي قدمها الفنان عادل إمام ساهمت في تقديمه للجمهور الذي حفظ اسمه وأعجب بإفيهاته التي تتناقلها الأجيال، فعن طريق الفن ممكن لرجل الشارع أن تصل له الرسالة ببساطة شديدة.
هذا بالإضافة إلى مسرحيات أخرى حققت نجاحا جماهيريا ونقديا كبيرا وهي: «النصابين 1966، حالة حب 1967، غراميات عفيفي 1970، الزعيم 1993، بودي جارد 1999، فكل الأعمال المسرحية الذي قدمها الفنان عادل إمام ساهمت في تقديمه للجمهور الذي حفظ اسمه وأعجب بإفيهاته التي تتناقلها الأجيال، فعن طريق الفن ممكن لرجل الشارع أن تصل له الرسالة ببساطة شديدة.
ثنائي مسرحي ناجح
كوّن عادل إمام مع صديقه الفنان سعيد صالح ثنائيا فنيا ناجحا في العديد من الأعمال السينمائية والمسرحية، فقد جمعتهما مسرحية "البيجامة الحمراء" التي قدمت عام 1967، بمشاركة الفنانين: أبو بكر عزت، وعقيلة راتب، عبدالمنعم مدبولي، نجوى سالم، نبيلة السيد، فاروق فلوكس، آمال رمزي، ومن تأليف واقتباس سمير خفاجي وعبدالله فرغلي، وإخراج كمال يس، وأيضا مسرحية «مدرسة المشاغبين» التي قدمتها فرقة الفنانين المتحدين عام 1971، وجسد خلالها الفنان عادل إمام شخصية الطالب بهجت الأباصيري، بالتعاون مع الفنانين: سعيد صالح، أحمد زكي، هادي الجيار، يونس شلبي، سهير البابلي، حسن مصطفى، عبدالله فرغلي، ومن تأليف علي سالم، وإخراج جلال الشرقاوي، والتي تتناول حياة مجموعة من الطلاب المشاغبين في إحدى المدارس الثانوية بزعامة بهجت الأباصيري، والذين يتسببون في العديد من المشاكل لمدرسي المدرسة جراء استهتارهم، مما يدفع ناظر المدرسة للبحث عن مدرس جديد، وتقوم اﻹدارة التعليمية بإرسال الآنسة عفت التي تحاول أن تتبنى منهجًا مختلفًا في التعامل مع أولئك الطلبة المشاغبين.
فقد نجح الفنان عادل إمام في خلق تركيبة جديدة تماما لشخصية البطل في الكوميديا، فلم يعد فقط مُهرجًا خفيف الظل، يتميز بلزمات صوتية وحركية مألوفة، ونمط معين من الحديث والملبس، وقد يحمل شيئا من حكمة الفلاسفة أو بصيرة البلهاء، ويحمل أشواقًا رومانسية دافقة ومشاعر فياضة، فاستطاع أن يجعل للكوميديان قيمة، ونجح بشدة في فرض احترامه على الجميع، فظل ويظل متربعا في قلوب المحبين.
