تصدرت واقعتا قتل طفل شبرا الخيمة علي يد شاب وتصوير لحظة قتله في بث مباشر واستئصال أعضائه، لبيع الفيديو بمبلغ 5 ملايين جنيه لبثه علي مواقع الدارك ويب "الإنترنت المظلم"، للباحثين عن مشاهد التعذيب والقتل الحقيقية.
وكذلك جريمة مقتل طالب الدقهلية علي يد مدرس الفيزياء بسبب ادمانه المقامرة الإلكترونية ما تسبب في تراكم الديون عليه وارتكاب جريمته لطلب فدية مالية من أسرة الضحية، التي شغلت الرأي العام المصري في الأيام الماضية.
وتعد تلك الجرائم جرائم دخيلة علي المجتمع المصري، فلم نكن نشاهدها من قبل، وارجح خبراء علم النفس عن ظهور تلك الجرائم بسبب انتشار مواقع التواصل الاجتماعي وشبكات الإنترنت، وتدق "البوابة" ناقوس الخطر من خلال التقرير وتضع روشتة علاجية للحد من تلك الجرائم.
جريمة طفل شبرا
أعلنت النيابة العامة في بيان لها عن تفاصيل التحقيقات في القضيَّة رقم ١٨٢٠ لسنة ٢٠٢٤ إداري قسم أوّل شبرا الخيمة بشأن العثور على جُثمان طفل يبلغ من العمر خمسة عشر عامًا بإحدى الشُقَقِ السكنية المُستأجرة.
فقد أسفرت معاينة النيابة العامة لمكان الحادث عن تواجد جثمان المجني عليه وقد انتزعت بعض أحشائه وجرى وضعها في كيس مجاور لجثته.
وتوصلت التحريات إلى مرتكب الواقعة، وبضبطه واستجوابه؛ أقر بارتكابه إياها بطلب من مصري مقيم بدولة الكويت، تعرف عليه عبر أحد مواقع التواصل الاجتماعي الخاصة بتجارة الأعضاء البشرية، الذي طلب منه اختيار أحد الأطفال لسرقة أعضائه البشرية مقابل مبلغ خمسة ملايين جنيه.
وعقب اختياره لضحيته وعرضه عليه عبر تقنية "الفيديو كول"، طلب منه المذكور إزهاق روحه تمهيدا لسرقة أعضائه البشرية، على أن يجرى نقل عملية انتزاع الأعضاء عن طريق تقنية "الفيديو كول" أيضا.
وأخبره بأنه سيجرى إبلاغه بالخطوات التالية عقب قيامه بذلك، إلا أنه بعد أن قام بتنفيذ ما طلب منه، كلفه بتكرار الأمر مع طفل آخر ليحصل على المبلغ المتفق عليه، إلا أنه جرى ضبطه قبل قيامه بذلك، هذا ولم تعثر النيابة العامة بمعاينتها على أية تجهيزات طبية تشير إلى أن المقصود هو تجارة الأعضاء البشرية.
جريمة طالب الدقهلية
وفي الدقهلية قام مدرس فيزياء يدعي محمد ع.ال.ع.ال. ، 25 عامًا، طالب بكلية التربية قسم فيزياء جامعة المنصورة، بدائرة مركز الستاموني - محافظة الدقهلية، بقتل المجني عليه الطفل إيهاب أشرف عبد العزيز عبد الوهاب، عمدًا مع سبق الإصرار، لقيامه بطلب مبلغ مالي من أسرة المجني عليه، بسبب تراكم الديون عليه، لإدمانه المقامرة علي الإنترنت.
"أستاذ علم نفس": الوسائل التكنولوجية أصبحت مرتعا لانتشار واتساع ونمو الاضطرابات النفسية
وقال الدكتور أحمد فخرى، استشارى علم النفس وتعديل السلوك بجامعة عين شمس، تعليقا علي تلك الجرائم البشعة، انه مع بدايات إنتشار مواقع التواصل الإجتماعى وشبكات الإنترنت وأصبح العالم قرية صغيرة.
وعلى الرغم من الفوائد الهائله لسرعة تداول المعلومات والمعرفة ، الأ ان هناك بعض الإضطرابات النفسية والسلوكية تصبح تلك الوسائل التكنولوجية مرتعا لانتشار وإتساع ونمو إضطراباتهم النفسية ومنها الإضطرابات الجنسية بمختلف أشكالها وتعدد أنواعها.
ومنها الانحرافات المتنوعة والسلوكيات الإدمانية من ادمان علاقات وادمان مواقع إباحية وادمان المقامرة والمخدرات الإلكترونية وغيرها من الاضطرابات والإنحرافات.
وتابع "فخري" ونجد أن هناك من يتلذذ ويشبع رغباته السادية من خلال مشاهدة العنف والقتل واساليب التعذيب ويجد من يشاركه اضطرابه من خلال نسب المشاهدة على تلك المواقع الشيطانية، والأشخاص الساديون المضطربون نفسيا يمكننا تعريف الشخص السادي، بأنه من يستمتع بإيذاء الآخرين أو إذلالهم، ويشعر- أكثر من أي شخص آخر- بما يحسون به من آلام جراء ذلك.
ونجد من الناحية النفسية أن تكرار مشاهدة الشخص السادي على المواقع التي تنشر اساليب التعذيب والقتل تغذى لديه الرغبة السادية فى المزيد من التلذذ والرغبة فى محاكاة المشاهد التى يغذى بها الخيال العقلي لدية مما يدفعه بشكل غريزي لمحاكاة ذلك على ارض الواقع.
وتطالعنا قنوات الأخبار والصحف فى امريكا واوروبا بشكل خاص على قصص لمراهقين فى المدارس يقوم بحمل السلاح واطلاق النار على التلاميذ بالمدرسة أو فى الشارع والبعض يتفنن فى أساليب التعذيب وأحتاز بعض الرهائن والتمثيل بجثثهم وتصوير ذلك بل هناك بعض أدبيات السينما تقوم بعرض أفلام لمثل نوعية تلك الاضطرابات السادية ويتهافت عليها العديد من المراهقين.
حيث ينشأ بداية الاضطراب السادي مع بداية المراهقة ويكتمل فى مرحلة الرشد ويستمتع من يمارسون "السادية بشكل يومي" بإيذاء الآخرين، أو مشاهدتهم وهم يعانون.
ومن هذا المنطلق، من المرجح أن يشعر هؤلاء بالمتعة لمشاهدة الأفلام الدموية، وأن يجدوا المعارك والمشاجرات مثيرة، وأن يعتبروا التعذيب ممتعا. ورغم ندرة عدد أولئك الأشخاص، فإنهم ليسوا قليلي العدد بما يكفي، فقرابة ستة في المئة من الطلاب الجامعيين، يقرون باستمتاعهم بإيذاء الآخرين.
وقد تجد من يمارسون هذه "السادية اليومية"، في صورة المتصيدين عبر شبكة الإنترنت، أو المتنمرين بزملائهم في المدرسة. أما في الألعاب التي تُمارس على شبكة الإنترنت، ويتقمص المشاركون فيها أدوارا معينة، فستجد أن هؤلاء الأشخاص يصبحون على الأغلب، هم من يتحرشون عمدا باللاعبين الآخرين، ويسعون إلى استفزازهم لإفساد متعتهم.
كما ينجذب أولئك الأشخاص إلى الألعاب الإلكترونية العنيفة، ويصبحون ساديين بشكل أكبر كلما مارسوها.
وأضاف أستاذ علم النفس، انه رغم عدم معرفة النسب الدقيقة والمصرح بها لاعداد الأفراد الذين يعانون من اضطراب السادية، إلا انهم يمثلون خطر بشكل كبير على من حولهم لذا نحتاج الى توعية نفسية وتربوية من خلال مؤسسات التنشئة بالمجتمع للتركيز على خطورة تلك الاضطرابات على صحة أفراد المجتمع وفئة المراهقين خاصة.
وناشد بعمل خطوط للطوارئ لمساعدة من يعانى بتلك الاضطرابات لتقديم الدعم النفسي والسلوكي السليم وتوجيههم الى طلب التدخل العلاجي والمساعدة النفسية.
كما اطالب الوسائل الإعلامية بتسليط الاله الاعلامية بأسلوب علمي منضبط على تلك الانحرافات السلوكية النفسية لتوعية أفراد المجتمع بكيفية التعامل مع تلك الاضطرابات والتعامل معها.