تتجه الحكومة العراقية لوضع توقيت حاسم ونهائى يمكن خلاله الإعلان عن المغادرة النهائية لقوات التحالف الدولى التى تضم نحو ٨٦ شريكا دوليا بقيادة الولايات امرت نيابة مدينة نصر بحبس متهم قتل شخص أجنبي اقتحم مطعم يعمل به في حالة سكر 4 أيام على ذمة التحقيقات، وصرحت بدفن جثة المجني عليه عقب الانتهاء من إعداد تقرير الصفة التشريحية وكلفت المباحث الجنائية بإجراء التحريات حول الواقعة.
كانت أجهزة الأمن بمديرية أمن القاهرة قد تلقت بلاغ بوجود قتيل داخل مطعم في دائرة قسم شرطة ثالث مدينة نصر.
على الفور انتقلت قوات الأمن إلى مكان البلاغ، وعثر على جثة شخص يحمل جنسية إحدى الدول الأجنبية ويرتدى كامل ملابسه ومصاب بطعنتين في جسده.
بعمل التحريات وتفريغ كاميرات المراقبة، وسؤال عمال المطعم تبين أن المتوفى كان في حالة سكر شديد واقتحم المطعم، واعتدى على أحد العمال بداخله، ونشبت مشاجرة بينهما، قام على إثرها العامل بطعنه بسكين.
ألقت الشرطة القبض على المتهم، وتحفظت على السلاح المستخدم في الواقعة وتم اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة. الأمريكية.
ويرغب العراق فى الوقت نفسه فى تطوير شكل العلاقة مع هذه الدول وعلى رأسها واشنطن إلى علاقات ثنائية استراتيجية، للحفاظ على التعاون الأمنى والاقتصادى والمعلوماتي، بعيدا عن دور التحالف المقرر إنهاؤه من قبل الدولة العراقية.
من المقرر أيضا اجتماع اللجان الفنية والعسكرية المشتركة بين العراق وقوات التحالف لبحث آلية التحول فى العلاقات، ووضع جدول زمنى لإنهاء مهمة التحالف الدولي.
فى هذا الصدد، أعلن المهندس محمد شياع السودانى رئيس الوزراء العراقي، فى حفل تأبين قادة النصر الذى نظمه الحشد الشعبي، أن الحكومة "بصدد تحديد موعد بدء الحوار من خلال اللجنة الثنائية التى شُكلت لتحديد ترتيبات انتهاء هذا الوجود، وهو التزام لن تتراجع عنه الحكومة، ولن تفرط بكل ما من شأنه استكمال السيادة الوطنية على أرض وسماء ومياه العراق.
وهو ما وجد ترحيبا كبيرا فى الوسط السياسى العراقى خاصة بعد الاختراقات المتعددة التى اعتبرتها الحكومة العراقية تعدى على السيادة من قبل طائرات أمريكية شنت غارات ضد أهداف وتنظيمات مسلحة موالية لإيران.
وتسبب العدوان الإسرائيلى على غزة فى زيادة حدة التوترات فى المنطقة، حيث تعرضت القواعد العسكرية الأمريكية لهجمات بصواريخ وطائرات مسيرة فى كل من العراق وسوريا من قبل تنظيمات مسلحة موالية لإيران فى إطار الانتقام من أمريكا وموقفها المنحاز للعدوان على قطاع غزة، ما جعل واشنطن ترد بهجمات على مقرات استراتيجية تابعة للحشد الشعبى العراقى ما أسفر عن مقتل قيادات كبيرة.
هذا الأمر أقلق العراق الذى طالب بوقف التعدى على سيادة أراضيه، وأن الحكومة العراقية والأمن والقضاء العراقيين هو المنوط به تنفيذ القانون ومحاسبة أى تحركات غير مقبولة من هذه التنظيمات المسلحة، بينما طالبت وزارة الدفاع الأمريكية من الحكومة العراقية ضرورة وأهمية حماية أفراد ومستشارى التحالف الدولى والمنشآت الدبلوماسية من الهجمات.
التوترات الحاصلة فى المنطقة فى ضوء العدوان الإسرائيلى على غزة تسببت فى تصعيد مطالبات الحكومة العراقية بضغوط داخلية من المكونات السياسية العراقية التى رأت ضرورة مغادرة القوات الأمريكية وقوات التحالف الدولى التى تشكلت من أجل الهزيمة الدائمة لتنظيم داعش الإرهابي.
التحالف الدولى وتطوير المهمة
وفى ظل حديث العراق عن إنهاء ومغادرة قوات التحالف الدولى وتحويل العلاقات إلى صور ثنائية مع كل بلد مشارك فى التحالف، تحدث التحالف عما سماه بأنه يتجه لتطوير شكل العلاقة مع العراق، خاصة أن التعاون بين الجميع أسفر عن هزيمة جغرافية للتنظيم الإرهابي.
وقال التحالف فى مقطع مرئى على صفحته الرسمية بفيسبوك، إنه فى ذروته سيطر تنظيم داعش على ١١٠ آلاف كلم٢ من الأراضى فى العراق وسوريا، ناشرا الترويع بين ما يقارب من ٨ ملايين شخص، وردا على ذلك تشكل التحالف الدولى الذى ضم العراق والولايات المتحدة كأعضاء مؤسسين.
وأضاف التحالف أن المهمة العسكرية للتحالف (قوة المهام المشتركة- عملية العزم الصلب) هدفت إلى مساعدة العراق فى هزيمة داعش الدائمة، وقد نجح هذا الهدف المشترك بالفعل، فالتنظيم هُزم جغرافيا فى العراق، بفضل شجاعة وكفاءة قوات الأمن العراقية والتزام التحالف على مدار العقد الماضي، فمنذ ٢٠١٤ نضجت مهمة التحالف الدولى مع تطور متطلبات العراق.
وتابع، أن قوات الأمن العراقية هى المدافع عن العراق وشعبه بمواجهة داعش أما قوة المهام المشتركة-عملية العزم الصلب فتقدم حاليا المشورة والمساعدة والتمكين لشركائها العراقيين، وبفضل هذا التعاون انخفض التهديد الذى يشكله داعش فى العراق بشكل كبير، مما سمح للعراق والولايات المتحدة بمناقشة تحول قوة المهام المشتركة – عملية العزم الصلب إلى ترتيبات أمنية جديدة.
ولفت التحالف إلى أنه فى أغسطس٢٠٢٣ بدأت هذه العملية، وتم تشكيل اللجنة العسكرية العليا للإشراف على عملية الانتقال إلى علاقات ثنائية واسعة النطاق مع الدول الأعضاء، وفى الوقت نفسه تراعى الأطراف ٣ عوامل رئيسية، يتم أخذها فى الاعتبار: التهديد من داعش، الواقع الإقليمى بشكل عام، قدرات قوات الأمن العراقية.
مستكملا، أنه فى منتصف أبريل الماضى ناقش رئيس الوزراء العراقى محمد شياع السودانى والرئيس الأمريكى جو بايدن التطور الطبيعى للتحالف الدولى فى ضوء التقدم الكبير الذى تم إحرازه، وأكد الزعيمان أن قوة المهام المشتركة – عملية العزم الصلب ستتحول بطريقة منظمة.
ومع هذا التطور المرتقب تظل حكومات التحالف الدولى ملتزمة بدعم العراق فى الجهد الحيوى لضمان عدم عودة داعش.
اللجان العسكرية المشتركة
نقلا عن وكالة الأنباء العراقية، فإن مستشار رئيس الوزراء للشئون الأمنية خالد اليعقوبي، أكد أن رئيس الحكومة العراقية يولى اهتماما كبيرا لملف تواجد التحالف الدولى فى العراق، والتى تتواجد بطلب من الحكومة.
وزار وفد عراقى رفيع المستوى واشنطن فى أغسطس الماضى ومن ضمن ما اتفق عليه الوفد تشكيل لجنة عسكرية عراقية – أمريكية مشتركة تدرس الخيارات التى تؤدى لخلو الأراضى العراقية من أى تواجد عسكرى أجنبي.
وأضاف، أن الجانب العراقى أنجز ما عليه من التزامات فى هذا الجانب، وسمى مجلس الأمن الوطنى لجنة برئاسة رئيس أركان الجيش العراقى وكذلك قام الجانب الأمريكى بتسمية لجنته وكان هنالك توجه لعقد الاجتماع الأول للجنة فى ١٠ أكتوبر الماضى لكن الأمريكان طلبوا تأجيل الموعد بسبب حصول التطورات فى غزة التى بدأت فى اليوم السابع من الشهر ذاته.
واكد أن الحكومة العراقية حاولت أكثر من مرة وضع موعد جديد للاجتماع لكن الجانب الأمريكى كان يطلب التأجيل لمبررات موجودة لديه، وهى فى الحقيقة لم تكن مقنعة للجانب العراقي، وأكدنا لهم أن موقفهم هذا غير صحيح ويجب أن تجتمع اللجنة ويبدأ الحوار.
وفى سياق الهجمات التى شنتها القوات الأمريكية ضد أهداف على الأراضى العراقية؛ شدد المستشار الأمنى على أنه "لا يوجد أى نص فى الاتفاق الاستراتيجى بين العراق والولايات المتحدة يتيح لها التصرف بشكل منفرد على الأرض العراقية وتحت أى مبرر".
ضغوطات داخلية
من جانبه؛ قال الدكتور جاسم محمد، رئيس المركز الأوروبى لدراسات مكافحة الإرهاب بألمانيا، إنه فيما يتعلق بمساعى رئيس الحكومة العراقية بوضع جدول للمفاوضات مع الولايات المتحدة وقوات التحالف الدولى بغرض مغادرة البلاد يأتى فى إطار ما قامت به واشنطن من تنفيذ ضربات داخل العراق وخاصة ما قامت به ضد قيادات الحشد الشعبي، وواضح أن قوات الحشد الشعبى تعتبر جزءا من الحكومة، رغم أن هناك فصائل أخرى خارج سيطرة الحكومة.
وأضاف "جاسم" فى تصريحات خاصة لـ"البوابة نيوز"، أن الكتل السياسية والزعمات السياسية الموالية لإيران موجودة فى الحكومة الحالية، وموجودة فى البرلمان، ولها تأثير على سياسيات الحكومة، ولذلك فإن ما قام به الرئيس من مساعى حول التفاوض مع الولايات المتحدة ربما تكون نتيجة ضغوطات مثل هذه الشخصيات والزعمات والأحزاب والكتل مثل الحشد الشعبي.