نظمت مؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية في جناحها بمعرض أبوظبي الدولي للكتاب الذى تستمر فعالياته حتى 5 مايو الجاري، محاضرة وحفلاً لتوقيع أحدث كتب الأستاذ الدكتور أحمد زايد مدير مكتبة الإسكندرية بعنوان "سؤال الأخلاق في مشروع الحداثة.. جدل الحضور والغياب"، والذي صدر مؤخرًا عن سلسلة "الفائزون" بمناسبة فوزه بجائزة العويس الثقافية، فرع الدراسات الإنسانية والمستقبلية عام 2021.
حضر الحفل الذى قدم له الكاتب حسين درويش نخبة من الكتاب والمثقفين وشخصيات عامة، من بينهم الدكتور أحمد البهي رئيس هيئة الكتاب، والأديب يوسف القعيد، وأستاذ الأدب الدكتور سامى سليمان، والروائي السوري نبيل سليمان؛ رئيس لجنة تحيكم جائزة الرواية العربية لهذا العام، والروائيتين المصريتين ضحى عاصي وصفاء النجار.
وقال الدكتور أحمد زايد أنه بدأ مشروع الكتاب قبل ست سنوات، ولكن أحداث غزة الأخيرة أظهرت حاجة ملحة لظهور الكتاب للنور عبر مؤسسة "العويس الثقافية"، ويبحث الكتاب عبر 11 فصلًا في "سؤال الأخلاق" ويتقصى الجذور منذ عهد الفراعنة حتى يومنا هذا، وعبر مختلف صنوف الفكر الفلسفي والسياسي والاجتماعي، ويتتبع انكساراتها وأزماتها في مجتمع الحداثة وتطوراته المعاصرة.
كما أضاف الدكتور أحمد زايد أن العالم المعاصر يهتم بالأخلاق على مستوى الخطاب فقط، مثل خطابه عن حقوق الإنسان، وقضايا المرأة ومناصرتها ،وتغيرات المناخ، ولكن التطبيق على أرض الواقع يكشف لنا أن مشروع الحداثة الذى نبت وترعرع في الغرب "متأزم"، وهناك "وهن أخلاقي"، وأصبح لدينا ما نسميه اخلاقيات ما بعد الحداثة، حيث المجتمعات المتفككة، وافتقاد الروابط الإجتماعية مع تفشى الفردية. كما أكد أن أكبر دليل على أزمة الأخلاق هو أحداث غزة وما يحدث في فلسطين المحتلة، التي يصدر لنا فيها الغرب ما أسميته "أخلاقيات الوهم"، محاولًا ابراء الذمة من الجريمة التي ارتكبها أو شارك فيها، وكذلك ما يروجه الغرب عن تنمية العالم الثالث، بدليل أن الأرقام والإحصائيات تؤكد أن الفقر يزداد، ومعدلات الهجرة في تنامى.
وأكد الدكتور أحمد زايد أنه طرح في الكتاب حاجة العالم الى نموذج أخلاقي جديد نبحث فيه عن ما أسماه ب "حداثة مصقولة" تحقق "انبعاثًا أخلاقيًا" من داخل الفرد، وأنه رأى ضرورة إضافة فصل يتحدث فيه عن الإشكاليات المعاصرة التي فرضها الدخول الى العالم الرقمي والذكاء الإصطناعي وتغيرات المناخ، وجدلية وجود علاقة بين الفقر والفساد والهيمنة، مشيرًا الى أن الكتاب ينتهى بفصول ثلاثة يناقش فيها إمكانية وجود أطر أخلاقية "بازغة"، بسؤال عن العلاقة بين الدين والأخلاق، ويطرح رؤيته حول أهمية ثقافة التسامح، وفى نهاية الجلسة وقع الدكتور أحمد زايد عشرات النسخ من كتابه للحضور.