الجمعة 17 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

العالم

شرق أفريقيا تغرق في الفيضانات.. انهيار سد كيجالي في كينيا.. مقتل المئات ونزوح مئات الآلاف

شرق أفريقيا تغرق
شرق أفريقيا تغرق في الفيضانات
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

شهدت منطقة شرق أفريقيا ظواهر مناخية متعددة خلال الشهور الماضية تنوعت بين الفيضانات والأمطار الغزيرة وتسبب في مقتل المئات، وكان آخر الحوادث أمس الاثنين، حينما انهار سد كيجالي في مدينة ماي ماهيو الواقعة بمقاطعة ناكورو وسط كينيا، وتسبب في مقتل أكثر من 40 شخصا.

انهيار سد كيجالي في كينيا

وأفادت وكالة فرانس برس بأن انهيار سد كيجالي يرجع إلى الأمطار الغزيرة والفيضانات التي ضربت كينيا وارتفعت حصيلة الضحايا إلى 120 قتيلا، حيث تؤدي ظاهرة النينيو المناخية إلى تفاقم هطول الأمطار.

ويقع سد كيجابي على تلة قرب مدينة ماي ماهيو الواقعة على بعد حوالي مئة كيلومتر شمال غرب العاصمة نيروبي، وأعلن الصليب الأحمر الكيني أنه انتشل جثتين بعد انقلاب قارب يحمل "عددا كبيرا من الأشخاص" في نهاية الأسبوع في مقاطعة نهر تانا التي غمرتها الفيضانات في شرق كينيا، مضيفا أنه تم إنقاذ 23 آخرين.

وأظهرت لقطات فيديو تم نشرها عبر الإنترنت وبثها التلفزيون القارب المزدحم وهو يغرق، وكان الناس يصرخون بينما كان المتفرجون يشاهدون في حالة رعب.

وقال مسؤولون أمس الأول السبت إن 76 شخصا لقوا حتفهم في كينيا منذ مارس.

وأغرقت الفيضانات الطرق والأحياء، مما أدى إلى نزوح أكثر من 130 ألف شخص من 24 ألف أسرة، كثير منهم في العاصمة نيروبي، وفقا للأرقام الحكومية الصادرة اليوم السبت.

إغلاق المدارس في كينيا

واضطرت المدارس إلى البقاء مغلقة بعد عطلة منتصف الفصل الدراسي، بعد أن أعلنت وزارة التعليم اليوم الاثنين أنها ستؤجل إعادة فتحها لمدة أسبوع بسبب "استمرار هطول الأمطار الغزيرة".

وقال وزير التعليم الكيني حزقيال ماشوجو، إن "الآثار المدمرة للأمطار في بعض المدارس شديدة للغاية لدرجة أنه سيكون من غير الحكمة المخاطرة بحياة المتعلمين والموظفين قبل اتخاذ تدابير لمنع تسرب المياه لضمان السلامة الكافية".

وأضاف: "بناء على هذا التقييم، قررت وزارة التربية تأجيل إعادة فتح جميع المدارس الابتدائية والثانوية لمدة أسبوع، حتى يوم الاثنين 6 مايو 2024".

وقالت صحيفة الجارديان البريطانية إن منطقة شرق أفريقيا شهدت أمطارا غزيرة في الأسابيع الأخيرة، مع حدوث فيضانات في كينيا وتنزانيا وبوروندي. 

وأشارت الصحيفة البريطانية في تقرير لها الجمعة الماضية أن هذه الظواهر تسببت في نوزح حوالي 100 ألف شخص أو تضرروا بشكل آخر في كل دولة، وتم الإبلاغ عن 32 حالة وفاة في كينيا و58 في تنزانيا، إلى جانب الأضرار التي لحقت بالأراضي الزراعية والبنية التحتية.

ونوهت إلى أن هناك مخاوف من أن تؤدي مساحات كبيرة من المياه الراكدة إلى تفشي الأمراض المنقولة بالمياه.

كان الأسبوعان الماضيان كارثيين في شرق أفريقيا، حيث تسببت الأمطار الغزيرة في حدوث فيضانات أدت إلى مقتل مئات الأشخاص وتشريد الآلاف وإلحاق أضرار بالممتلكات. 

شرق أفريقيا تغرق في الفيضانات

وقالت صحيفة إيست أفريكان الكينية، في تقرير لها إن كينيا وأوغندا وتنزانيا وبوروندي كانت الأكثر تضررا من العواصف، مع إغلاق الطرق السريعة والسكك الحديدية مؤقتا.

ويحذر الخبراء من أن تنزانيا، أحد مصادر الغذاء في المنطقة، ستشهد انخفاضًا في الإنتاج بنسبة تصل إلى 30 بالمائة بسبب تأثير الفيضانات.

وأدت الأمطار إلى قطع الحركة بين كينيا وتنزانيا على طريق نيروبي-نامانجا السريع، بعد أن فاض نهر آثي على ضفتيه مما أدى إلى إغراق جزء كبير من المناطق السكنية والصناعية في مقاطعتي كاجيادو وماتشاكوس.

شلل في أوغندا بسبب الفيضانات

وفي أوغندا، أدت الفيضانات المفاجئة إلى صعوبة الحركة على الممر الشمالي.

وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، قطعت الفيضانات طريق ماساكا-مبارارا السريع - وهو أيضًا الطريق التجاري الرئيسي لأوغندا إلى رواندا وجمهورية الكونغو الديمقراطية - مما أدى إلى شل حركة المرور والتجارة.

وانهار جزء من طريق كمبالا-ماساكا السريع بين بوسيجا وكيينجيرا، على بعد بضعة كيلومترات خارج المدينة، يوم الأحد قبل الماضي، وفقًا للمتحدث باسم هيئة الطرق الوطنية الأوغندية، ألان سيمبيبوا.

وقال السيد سيمبيبوا: "إننا نواجه فشلًا في جزء من الطريق السريع، وانهارت أنظمة الصرف... ما نفعله الآن هو تعبئة المواد وغيرها من المعدات الضرورية للتدخل في أسرع وقت ممكن".

يعد طريق ماساكا-مبارارا السريع بمثابة شريان حياة اقتصادي لأوغندا لأنه الطريق التجاري الرئيسي الذي يربط أوغندا برواندا وجمهورية الكونغو الديمقراطية.

ويعد الطريق السريع واحدًا من أكثر الطرق ازدحامًا في البلاد، حيث يقدر متوسط حركة المرور اليومية بأكثر من 30،000 مركبة.

يعد الجزء الجنوبي الغربي من أوغندا أيضًا مصدرًا لكثير من الأغذية المستهلكة في كمبالا وتقطعت السبل بالعديد من التجار على الطريق وتكبدوا خسائر فادحة بسبب تلف موادهم الغذائية، وخاصة الموز، قبل وصولها إلى السوق.

وكانت هيئة الأرصاد الجوية الوطنية الأوغندية قد أعلنت أن البلاد ستهطل عليها أمطار فوق المعدل الطبيعي في أبريل.

مقتل العشرات في تنزانيا

وفي تنزانيا، أعلنت الحكومة، الأربعاء الماضي عن وفاة 63 شخصًا وتتعرض المناطق الساحلية بشكل خاص للخطر، مع احتمال حدوث فيضانات وتعطيل الأنشطة الاقتصادية الرئيسية مثل صيد الأسماك والنقل البحري. 

وأشار القائم بأعمال المدير العام للوكالة، لاديسلاوس تشانج، إلى أن دار السلام وتانغا وموروغورو ومتوارا وليندي، بما في ذلك جزيرة المافيا، وكذلك بيمبا وزنجبار، هي مناطق شديدة الخطورة. 

والبعض الآخر هم موانزا، ماسرا، سيميو، كاجيرا، كيغوما، وشينيانجا.

وفي محيط حوض نهر روفيجي، تم نقل آلاف الأشخاص المقيمين في الوديان وبالقرب من الأنهار الكبيرة قسرا وتسببت الأمطار في حدوث انهيارات أرضية في أروشا ومانيارا، حيث لحقت أضرار بالمنازل والطرق.

وفي مدينة دار السلام، تم إغلاق الطرق مثل طريق موروغورو بالقرب من جانجواني ومكواجوني في ضاحية كينوندونو مؤقتًا.

تم إنشاء ثمانية مخيمات في منطقة الساحل لإيواء 1529 ناجيًا من الفيضانات ومعسكرًا واحدًا في موروغورو.

وقدمت الحكومة 40 ألف طن من المواد الغذائية مثل الذرة والأرز، كما تم التبرع بالأدوية والمعدات الطبية بقيمة 83588 دولارًا للأهالي في المخيمات.

وفي بوروندي، اجتاح ارتفاع منسوب مياه بحيرة تنجانيقا ميناء بوجومبورا، مما أدى إلى تعطيل الأعمال وجعل حركة الأشخاص والبضائع صعبة. 

وفي رواندا، تم نقل 4،800 أسرة من 326 منطقة محددة معرضة لخطر الكوارث إلى أماكن آمنة، بينما تستعد البلاد للفيضانات.

وعلى الرغم من عدم الإبلاغ عن حدوث فيضانات واسعة النطاق حتى الآن، إلا أن السلطات لا تجازف، خاصة وأن ذكريات أكثر من 130 شخصًا فقدوا أرواحهم قبل عام لا تزال عالقة في الأذهان.