قال الصحفي الفلسطيني "وليد مصلح"، أن المواد الطبية التي تصل لقطاع غزة شحيحة للغاية بالنسبة لما يحتاجه القطاع من مستلزمات طبية، وأنها لا تكفي لتشغيل ربع قوة القطاع الطبي هناك، وأنه يتم توزيع المساعدات الطبية على المستشفيات الميدانية التي مقرها الشوارع والخيام، لأن 95% من مستشفيات غزة دمرت بالكامل، ولم يعد سوى أعداد قليلة مثل مستشفى دير البلح التي يتم مداواة المرضى بها على الأرض بدون أسرة أو مخدر أو علاج للتعافي.
وأضاف "مصلح" في حديث خاص للبوابة نيوز، تم عمل بعض المستشفيات الميدانية لإنقاذ ما يمكن إنقاذه وهناك تجهيزات لمستشفيات أخرى بتكاتف الأهالي والأطباء، فبرغم أن أطباء كثر ما بين شهيد ومعتقل، إلا أن البقية تكاتفت لخدمة القطاع الطبي في حدود إمكانيات طبية ضعيفة ونظام متهالك.
وأشار الى أن الكهرباء منقطعة بالكامل في قطاع غزة، ويتم تشغيل مولدات كهربائية تكفي للمستشفى الميداني فقط وتشغيل الأجهزة الطبية، لأن السولار غير كاف، وعلى الرغم من مساهمة مصر بشكل فعال في إدخال المساعدات الإنسانية، إلا أنه يتم حجز أغلب شاحنات المساعدات على الحدود ولا يصل إلينا إلا القليل، فهناك نقص في الأدوية وأمبولات التخدير ومطهرات الجروج والقطن والشاش وأمبولات علاج مشاكل الجهاز التنفسي، وحتى هناك نقص في الأكفان التي تواري جثث الشهداء والمصابين الذين يلقون حتفهم بعد أيام أو أسابيع بسبب نقص الرعاية الطبية.
وعن التعليم في قطاع غزة، صرح "مصلح" قائلًا أن التعليم في غزة مدمر ومتوقف كليًا وجزئيًا، وأن الأهالي منحصرين في منطقة ضيقة للغاية مثل حي صغير في مصر، والأمراض منتشرة مثل الكبد الوبائي وأمراض الكلى والطفح الجلدي والأمراض التنفسية نتيجة للتعرض لكميات هائلة من دخان المدافع والقصف المتواصل
وأوضح أن المحافظة الوسطى عدد النازحين بها يقارب مليون نسمة وهو عدد ضخم للغاية بالنسبة إلى مساحتها، مؤكدًا أن أغلب النازحين متواجدون على الساحل غرب المحافظة الوسطى وخان يونس ورفح، وذلك بسبب الارتفاع الشديد في درجات الحرارة وانتشار البعوض، وعدم استيعاب الخيام لكل العائلات حيث لا تتحمل إلا استيعاب عدة أفراد فقط، وتعتبر مثل "كتل النار" في هذا التوقيت، والطرقات بينها ضيقة جدًا ومليئة بالركام وأنقاض المباني المدمرة.
وأعتبر "مصلح" أن الكلام عن هدنة لإطلاق النارفي الوقت الحالي، بمثابة "إبرة بنج" وأن الأوضاع كانت آمنة في غزة منذ انسحاب القوات الإسرائيلية في 2005، وحتى الحرب الأخيرة التي اشتعلت في أكتوبر الماضي،
وأضاف أن القطاع الطبي كان مستهدفًا بشكل صريح للقضاء على المنظومة الطبية هناك، فأغلب الأطباء حاليًا ما بين شهيد ومعتقل، ويجازف البقية بممارسة عملهم الإنساني بأي وسيلة وفق الإمكانيات المحدودة، فيما وصفه بـ"طب الحروب"، مشيرًا إلى أن غالبية الجرحى يلقون حتفهم بعد عدة أيام نظرًا لتعفن الجروج وتأخر تلقي أدنى مستويات الرعاية الطبية.
وأوضح "مصلح"أن الغارات مستمرة في كل الأوقات والأماكن وليس هناك أي منطقة آمنة في غزة على الإطلاق، فمنطقة خان يونس أصبحت خالية تمامًا من السكان بسبب نزوح 450 ألف مواطن هم العدد الفعلي للسكان خاصة في الجانب الغربي منها، وأن قوات الاحتلال الإسرائيلي تمركزت في المحور الفاصل بين شمال وجنوب غزة واوقفت نزوح الأهالي إلى الجنوب، فهناك 450 ألف مواطن في شمال غزة محاصرين هناك من أصل مليون ونصف نسمة لكنهم محاصرين في مناطق محدودة نظرًأ لانتشار قوات الاحتلال وتزايد وتيرة القصف العنيف.