يؤدي تغير المناخ، والتغييرات التي يتسبب فيها الإنسان في الطبيعة، والجرائم التي تعطل التنوع البيولوجي، مثل إزالة الغابات، وتغير استخدام الأراضي، والزراعة المكثفة والإنتاج الحيواني أو التجارة المتزايدة والمُجّرمة في الأحياء البرية، إلى تسريع وتيرة تدمير الكوكب.
وتحتفل الأمم المتحدة ضمن عقد الأمم المتحدة لاستعادة النظام الإيكولوجي، بيوم الأرض العالمي في 22 إبريل من كل عام، حيث أن النظم البيئية تدعم كل أشكال الحياة على الأرض، وكلما كانت نظمنا البيئية أكثر صحة، كان الكوكب ومن عليه أكثر صحة، وتساعد على استعادة أنظمتنا البيئية المتضررة في القضاء على الفقر ومكافحة تغير المناخ ومنع الانقراض الجماعي، مما يلزم تكاتف الجهود والأدوار وقيام كل شخص بدوره في حماية البيئة.
بداية الاحتفال بيوم الأرض
بدأ السناتور جايلورد نيلسون يوم الأرض عام 1970، وقد ساعد هذا الحدث على زيادة الدعم المجتمعي لإنشاء وكالة حماية البيئة (EPA) لمعالجة القضايا البيئية، ومنذ ذلك الحين ساهم يوم الأرض في إقرار العديد من القوانين البيئية في الولايات المتحدة.
بدأ نلسون يوم الأرض بعد رؤية الضرر البيئي الناجم عن تسرب النفط في سانتا باربرا بولاية كاليفورنيا الأميركية عام 1969، مستلهما ذلك من احتجاجات الطلاب المناهضة لحرب فيتنام، فقام بتنظيم فعالية تدريسية وطنية في جامعات مختلفة ركز فيها على تثقيف الجمهور حول البيئة وفقًا لموقع منظمة "إيرث داي".
وأقنع نلسون النائب بيت مكلوسكي من كاليفورنيا ليكون رئيسا مشاركا، وعين الناشط السياسي دينيس هايز منسقا وطنيا، ومع فريق مكون من 85 موظفا اختارهم هايز، تمكنوا من حشد 20 مليون شخص في جميع أنحاء الولايات المتحدة في 22 أبريل 1970.
ما تأثير يوم الأرض؟
ساعد يوم الأرض الأول في وضع القضايا البيئية على جدول الأعمال الوطني في الولايات المتحدة، كما ألهم هذا الحدث أيضا تشريعات بيئية مختلفة في السبعينيات بما في ذلك قانون المياه النظيفة (1972) وقانون الحد من المواد السامة (1976)، وفقا لجامعة كولومبيا.
وقد تجاوز تأثير يوم الأرض حدود الولايات المتحدة، فعلى سبيل المثال أقرّت الجمعية العامة للأمم المتحدة رسميا يوم 22 أبريل يوما دوليا للأرض عام 2009، وفقًا لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة. وفي يوم الأرض 2016، تبنت الأمم المتحدة اتفاقية باريس للمناخ التي جعلت الدول في جميع أنحاء العالم تهدف إلى إبقاء الاحترار العالمي أقل من 1.5 درجة مئوية (2.7 فهرنهايت)، وأقل بكثير من 2 درجة مئوية (3.6 فهرنهايت) مقارنة بمستويات ما قبل الصناعة.
فعاليات يوم الأرض 2024
يهدف موضوع عام 2024 تحت عنوان "الكوكب مقابل البلاستيك" إلى زيادة الوعي بأضرار التلوث البلاستيكي على صحة الإنسان والكوكب، وقد غطت الفعاليات السابقة ليوم الأرض مجموعة من القضايا البيئية، من تغير المناخ والطاقة النظيفة إلى حماية الكائنات الحية وفوائد زراعة الأشجار.
ويأتي التركيز هذا العام على مادة البلاستيك قبل إقرار معاهدة أممية تاريخية من شأنها أن تُنهي التلوث البلاستيكي، والتي من المتوقع أن يتم الاتفاق عليها بحلول نهاية عام 2024، وقد دعت أكثر من 50 دولة، منها المملكة المتحدة، إلى إنهاء التلوث البلاستيكي بحلول عام 2040، لكن منظمي يوم الأرض يريدون الذهاب إلى ما هو أبعد من ذلك، ويطالبون بخفض إنتاج جميع المواد البلاستيكية بنسبة 60 في المئة بحلول عام 2040.