تحل اليوم الذكرى الـ27 على رحيل أسطورة الغناء وملحن الوطن العربي وشيخ الملحنين الموسيقار سيد مكاوي، الذي ترك وراءه بصمة مميزة في عالم الفن وإرثًا موسيقيًأ ضخمًا جعله من رواد صناعة الأغنية العربية ومن أشهر الملحنين في مصر وقدم ألحانًأ لكبار الأغنية العربية مثل أم كلثوم ووردة.
وتعرض لكم "البوابة نيوز" جانب من الحياة الفنية للموسيقار سيد مكاوي.
وُلد سيد مكاوي عام 1927م في أسرة بسيطة بحي الناصرية في السيدة زينب بالقاهرة، وفقد بصره في الرابعة من عمره، وحينما كان في الخامسة توفى والده، وحفظ القرآن ورتله في العاشرة وتوفي عام 1997م.
كان يقرأ القرآن ويرفع الآذان في مسجد أبو حنفي بالناصرية، وبدأ الإنشاد الديني متأثرا بالشيخين إسماعيل سكر ومصطفى عبدالرحيم، وكان عاشقا للموسيقى وكانت والدته تشتري له أسطوانات موسيقية من باعة الروبابيكيا وعلى الرغم من كونه من كبار الملحنين في القرن العشرين إلا أنه لم يأخذ درسا واحدا في الموسيقى طوال حياته.
لطالما اشتهر سيد مكاوي وكوكب الشرق أم كلثوم بخفة دم غير عادية وإلقاء نكات تلقائية تصيب من حولهما بهستيريا ضحك، فقد كانا يعشقان الحديث والسمر وكان يقدم ألحانًأ تتميز عن سواها، وكانت سيدة الغناء العربي دقيقة في مواعيدها بشدة لكن تتجاهل ذلك فقط مع مكاوي.
وفي إحدى المرات روى الفنان سيد مكاوي عن خفة دمها، حيث قال: أثناء قيامي بتلحين أغنية يا مسهرني طلبت منه تعديل إحدى الجمل الموسيقية، فرد عليها قائلًا رددت عليها: أما نشوف يا ست.. ولاحقته.. وهي تهز رأسها: يبقى عمرك ما هتعدلها يا سيد وضحك سيد مكاوي، وكاد أن يغشى عليه من كثرة الضحك، بحسب ما نشرته مجلة الكواكب في 18 يناير 1997.
وأما عن أغنية يا مسهرني غنتها كوكب الشرق أم كلثوم، حيث طلبت من سيد مكاوي، أن يقدم لها لحنا تغنيه في أحدث حفلاتها، إلا أنه أخبرها أنه يملك لحن بالفعل كان سيقوم هو بغنائه، وعرض عليها الأغنية التي تعتبر واحدة من أشهر الأغنيات التي كتبها الشاعر الراحل أحمد رامي، وغنتها كوكب الشرق عام 1972.
وكان القدر أسرع من أن تتعاون سيدة الغناء العربي أم كلثوم، مع الموسيقار سيد مكاوي مرة أخرى، حيث لحن "مكاوي" أغنية أوقاتي بتحلو لتغنيها كوكب الشرق، إلا أن وفاتها جعلت الأغنية لسنوات في طي النسيان، حتى غنتها الفنانة الكبيرة وردة، والتي نجحت نجاحا كبيرا وقتها، والأغنية من كلمات عبد الوهاب محمد، وغنتها وردة في يناير 1979.