رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

من هنا مرت "الديموقراطية" الأمريكية

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

ما يشهده العالم اليوم من سياسة الكيل بمكيالين إزاء ما يحدث في الاراضي الفلسطينيه في القطاع المنكوب "غزه" من استخدام للأسلحه الخفيفه والثقيله من قبل العدو الصهيوني الذي بإجرامه بات فاقدًا لكل معاني الإنسانية، لهو أكبر دليل على أن ما يحدث إنما هو بمباركة أمريكية لعينة .

حتى وإن تظاهر البيت الأبيض شيئًا قليلًا بأنه يكشر عن أنيابه وبأنه غير راض بما يحدث فما ذلك غير الوجه التنكري الذي ترتديه الولايات المتحده في أي وقت أرادت!

الأمر المثير للدهشة والاستغراب أنه لطالما  صدعنا أنصاف المفكرين والمثقفين بتشدقهم بالديموقراطية الأمريكية المزعومة وكشفت الأيام أنها كانت دربا من الخيال واللت والعجن بلا أدنى طائل أو فائدة تذكر !

 واليوم وبكل ما أوتيت من ضمير وقوة وجراءة كاتب لا يداهن بقلمه ولا يغازل اذعن وأقرر أنه بالفعل "من هنا مرت ديموقراطية أمريكا ولكن إلى دس السم في الدسم فكان الخراب الذي حل بالمنطقة تدميرًا ونارا كادت أن تأكل في طريقها الاخضر واليابس!

نعم مرت أمريكا بتشدقها المزعوم بالحرية واحترام الآخر وعدم التمييز بين الناس بعرق أو بلون أو بدين ولكن أثبتت الأيام والتجارب أن كل ما مضى من شعارات كان فقاعات هوائية لا تمت للحقيقة أو الواقع بأدنى صلة.

وإذا كانت مواثيق الأمم المتحدة وما تتشدق به أمريكا نفسها أن الديموقراطية تعني في أبسط صورها محاربة الاستبداد والاستثمار ومواجهة التغطرس السياسي والعسكري والاجتماعي والمحافظة على حق الضعفاء والبسطاء والأقليات قبل الأقوياء والكبار وحق الأمم والشعوب في تقرير مصيرها وفرض سيادتها على أرضها  إلا أن كل ما سبق كان وما زال حبرا على ورق تمسح به مرحاضات السياسة الأمريكية ذات الكيل بمكيالين !

أمريكا احتوت الأفعى في طيات حقائبها الدبلوماسية فلا تستطيع اليوم التبرم أو التحرك أو الفكاك بنفض ثيابها وإلا لكان السم الرعاف وكانت اللدغة القاضية من الكيان الصهيوني المسرطن بالعدوانية والتعجرف وعدم تقبل الآخر أو التعايش معه !

ابيدت غزة عن بكرة أبيها بمباركة أمريكية وأصبح القطاع المنكوب يواجه الجحيم بما تبقى لديه من بعض الأطلال والانقاض فهل حق الفيتو الأمريكي هو الديموقراطية التي تمرر هذا العدوان الغاشم؟ وإن كانت هذه هي الديموقراطية في نظر الست أمريكا فماذا يعني الاستبداد بالرأي والانفراد بالقرار وهل بعد الموت والتدمير والخراب شئ أشد ؟

تقول العرب في أمثالها (ليس بعد حرق الزرع جيرة) ونقرر لقد حرقتم مقدساتنا وابدتم شعوبنا وقتلتم وخربتم وقضيتم على آمال الشعوب وافسدتم فماذا نحن قائلون لأبنائنا عنكم إلا الذم والتبرم وحشدهم وتعبئتهم معنويا وتجييش قلوبهم ضد هجماتكم البربرية وقد تفعل الأجيال القادمة ما لم نستطع نحن فعله وما يعلم جنود ربك إلا هو سبحانه وتعالى...

يا قومنا ويا بني جلدتنا،،علينا فقط أن نأخذ بالأسباب فنوحد صفوفنا ونعيد ترتيب أوراقنا ونغير بعض قناعتنا عن الكيان الصهيوأمريكي  فنصحح بعض المفاهيم المغلوطة  والشعارات الرنانة الواهية  بحشد فكري وتعبئة معنوية عن قناعة كبيرة لا تقبل الشك أو المزايدة 

فالمواجهة حتمية وهي قادمة لا محالة .