أَطَاعَ لِسَانِي فِي مَدِيحِكَ إِحْسَانِي
وَقدْ لَهِجَتْ نَفْسِي بِفَتْحِ تِلِمْسَانِ
فَأَطْلَعْتُهَا تَفْتَرُّ عَنْ شَنَبِ الْمُنَى
وَتُسْفِرُ عَنْ وَجْهٍ مِنْ السَّعْدِ حُسَّانِ
كَمَا ابْتَسَمَ النَّوارُ عَنْ أَدمُع الْحَيَا
وَجَفَّ بِخَدِّ الْوَرْدِ عَارِضُ نِيسَانِ
كَمَا صَفَّقَتْ رِيحُ الشَّمَالِ شَمُولَهَا
فَبَانَ ارْتِيَاحُ السكْرِ فِي غُصُنِ الْبَانِ
تُهَنِّيِكَ بِالْفُتْحِ الَّذِي مُعْجِزَاتُهُ
خَوَارِقُ لَمْ تُذْخَرْ سِوَاكَ لإِنْسَانِ
خَفَفْتَ إِلَيْهَا وَالْجُفُونُ ثَقِيلَةٌ
كَمَا خَفَّ شَتْنُ الْكَفِّ مِنْ أَسْدِ خَفَّانِ
وَقُدْتَ إِلَى الأَعْدَاءِ فِيهَا مُبَادِرًا
لُيُوثَ رَجَالٍ فِي مَنَاكِبِ عِقْبَانِ
تَمُدُّ بُنُودُ النَّصْرِ مِنْهُمُ ظِلاَلَهَا
عَلَى كُلِّ مِطْعَامِ الْعَشِيَّاتِ مِطْعَانِ
لسان الدين الخطيب