في خطوة غير مسبوقة، تدخلت الصين بشكل مباشر في أزمة غزة، وعقدت اجتماعا مع قادة حماس، مما يشير إلى خروجها عن موقفها التقليدي، وابتعادها عن الموقف الإسرائيلي والغربي.
ووفقا لما نشرته صنداي تايمز، عقد سفير الصين السابق في لبنان، وانغ كيجيان، لقاءً تاريخياً مع إسماعيل هنية، القيادي البارز في حركة حماس، في قطر. ويمثل هذا الاجتماع أول تعامل للصين مع حماس منذ اندلاع الصراع في 7 أكتوبر.
وبينما لم يكشف الجانب الصيني عن تفاصيل محددة للمناقشة، أكد بيان مشترك مع قطر على الحاجة إلى وقف شامل لإطلاق النار، وتقديم مساعدات إنسانية، وحل عادل للقضية الفلسطينية.
ووفقا لبيان أصدرته حماس، أعرب وانغ عن التزام الصين بالحفاظ على العلاقات مع الحركة، معترفا بها كجزء لا يتجزأ من النسيج الوطني الفلسطيني. ودعا إلى إقامة دولة فلسطينية مستقلة وانسحاب إسرائيل من غزة، وهي مواقف تتعارض مع مواقف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
وقد ساهمت الجهود الدبلوماسية التي بذلتها الصين مؤخراً في الشرق الأوسط في وضعها كوسيط محتمل بسبب موقفها المحايد نسبياً وعلاقاتها الاقتصادية مع اللاعبين الإقليميين الرئيسيين، بما في ذلك المملكة العربية السعودية وإيران وإسرائيل.
ومع ذلك، فإن تعامل الصين مع حماس يأتي وسط تحول ملحوظ في نهجها بعد اندلاع الأعمال العدائية. وبينما أعربت بكين عن دعمها للقضية الفلسطينية، فقد امتنعت عن التدخل المباشر حتى الآن، لتجنب الارتباط بحماس، التي تصنفها الولايات المتحدة ودول غربية أخرى على أنها منظمة إرهابية.
وتؤكد زيارة وانغ لكل من إسرائيل والأراضي الفلسطينية رغبة الصين في لعب دور مهم في أي مفاوضات لوقف إطلاق النار أو حل طويل الأمد. ومن خلال التعامل مع كافة الأطراف المعنية، تهدف الصين إلى تأكيد نفسها باعتبارها قوة موازنة لنفوذ الولايات المتحدة في المنطقة.
ورغم أن انخراط الصين مع حماس يشكل تحركاً دبلوماسياً جريئاً، فإن العواقب المترتبة عليه في الأمد البعيد تظل غير مؤكدة، وخاصة في ضوء الديناميكيات المعقدة للصراع في الشرق الأوسط والحساسيات المحيطة بتصنيف حماس كمجموعة إرهابية.